مرة أخرى يطل علينا صعلوكا جديدا من صعاليك الاعلام الكويتي ليتجرأ ويشتم العراق وأهل العراق . فهذا ( فؤاد هاشم) يكتب في مقال له نشر في جريدة الوطن الكويتية عن حوار جرى بينه وبين ( حسن العلوي ) من أن بعض العراقيين لا يستسيغون متابعة مسلسل ( ساهر الليل ) الكويتي ، وإن ما قدمه مؤلف العمل ومخرجه وابطاله لا يعادل (واحداً في المليون) من حقيقة الآلام والمآسي والكوارث التي تسبب بها صدام حسين و( جيش النصف مليون حرامي ) ممن دخلوا الى ارض الكويت في الثامن من آب 1990 .و يستطرد (هاشم) : أن المرارة التي يتذوقها العلوي من بلده وشعبه وناسه لا تزيلها حتى كل غابات سكر القصب وسكر البنجر وفوقها مصانع حبوب (السكارين) . هذا (العلقم) الدائم الذي يعيش في فم العلوي والمتمثل بمحاولاته المزمنة لاقناع 22 مليون عراقي بأن الكويت ليست عراقية ولم تكن عراقية ولن تكون عراقية.
، العراق للعراقيين والكويت للكويتيين ، فدعوا الخلق للخالق.
ويشبه الهاشم العراقيين " اهل العراق مثل قوم نوح، لن ينفع معهم الا قوله تعالى (وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا)" .
وأود أن أذكر الهاشم من أن جيش العراق الابي لم يكن جيش حراميه ، بل كان جيشا عقائديا وهو الذي قدم الاف الشهداء والجرحى حتى تنكسر وتندحر حشود الشر القادمة من أيران ، ولولا هذا الجيش العقائدي لكانت فيلكة وبوبيان والاحمدي وكاظمة والوفرة ترزح اليوم تحت نير الدولة الصفوية ، مثل شقيقاتها أبو موسى والطنبين الصغرى والكبرى .
كما أذكر بالرجوع الى كل الاحداث التي سبقت أب 1990 لنتعرف مليا على (الحرامي) الذي كان يسرق نفط العراق من حقول الرميلة سرا وعلانية ، مستغلا ظروف أنشغال العراق بحرب السنوات الثمانية مع أيران . وأستمر مسلسل السرقة ليطال أراضي أم قصر بموجب قرارات أممية جائرة أستخدمت الكويت كل الاساليب غير الشريفة من رشى وهبات للدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي كي تستقطع جزءا من أراضي العراق وهي تعلم علم اليقين بعائدية هذه الاراضي الى العراق .
أن آلالام ومآسي الاجتياح العراقي للكويت لا يعادل واحد بالمليون مما سببته الكويت لاطفال ونساء العراق وشيوخه ، حيث كانت ولا زالت الى يومنا هذا تعرقل كل مساعي اخراج العراق من البند السابع ورفع الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق منذ العام 1991 والذي ذهب ضحيته ملايين الاطفال والنساء والشيوخ بسبب نقص الغذاء والدواء .
أما قولك بأن الكويت ليست عراقية ، فأن الكويتيون جميعا يعلمون جيدا أن الكويت جزءا عزيزا من العراق وأذا كانت المحاولات السابقة في العهد الملكي وعهد عبد الكريم قاسم وعهد صدام حسين لاستعادة هذا الجزء المنهوب من أرض العراق قد باءت بالفشل ، فأن المستقبل القريب سيشهد محاولات أخرى عديدة حتى يصح الصحيح .
أما تشبيهك للعراقيين بأنهم قوم سيدنا نوح عليه السلام ، وتشبههم بالكفار ، وترجو الله تعالى أن يفنيهم من على الارض ، فأن التأريخ الاسلامي بذكر العراق بكل فخر بأنه مهد الرسالات ومنزل الرسل والانبياء وفي ارضه يرقد بسلام أنبياء الله ورسله وأولياءه ، والصالحين الذين فتحت على أيديهم مشارق الارض ومغاربها ، وهم الذين علموا شعوب الارض فنون الكتابة والعلوم الى جنب فنون القتال والحرب .
فأين الثرى من الثريا وأين البعوضة من الاسد ، ففي الوقت الذي كان فيه أجدادك يا ( هاشم ) يجوبون صحراء الكويت حفاة شبه عراة يبحثون عن كسرة خبز يابس أو جرذ أو صرصر أو جراد علهم يسدون فيه رمقهم ، كان العراقيون بناة الفكر والحضارة التي شع نورها الى كل الاصقاع فتعلمت شعوب العالم من العراقيين الشيء الكثير .
نعم يا هاشم أن كل العراقيين يدركون أن الكويت عراقية وستبقى عراقية حتى لو زورتم كل تاريخ الكويت ، وحتى لو أنتجتم عشرات الاجزاء من مسلسلكم البائس هذا ، وستبقى عيونكم ساهرة الليل كله بأنتظار صناديد النهار التي لن تتركم هذه المرة أن تصلوا حتى الى مخفر النويصيب ، وغدا لناظره قريب ...