انتهت الحفلة الصاخبَة،
لا أحد في القاعَة المظلمَة،
أنقرُ بأظافري على حافة الكرسِي بترقب.
ثم لا شيء يحدث.
تتوالَد الخيبات من اللامكان،
وحدنا نملكُ فرصة الاختيار،
فإما نحملها أو نتركها.
فماذا عن خيبتك هذه؟
هل ألمسها لتطيب؟
أم أتجاهلها لتكبر فجوة بيننا
تُبعدك عني أكثر وتبعدني عنكَ بعض الشيء؟
كيفَ لنا أن نتشارك ذات الحلم وأنتَ “تدّعي"؟
لا حلم لديك ولا حلم يسكنني.
نعيشُ الخيالات دون وعي وبتخدير تام،
فتقذفنا في حزن نحن في غنى عنه.
ثم أطلبُ يدك من جديد لأقف،
تمدها نحوي، أمسكها، ونمشي معاً.
يلفّنا الهدوء.
أنتظرُ كلمة ما تطيرُ من فمك،
أو همسة تفلتُ من قلبك.
كيفَ لك أن تعجنَ رأسي بطين لزج؟
تحشوه في فمي وتخنقني.
تأمرنِي أن أبتسم وأبتسم،
تلعبُ بشعري وأميلُ نحوكَ.
تُربكني بيدك التي تلفها حولي وأنت تغني.
ثم يخرج الطينُ من اللامكان، يحيطُ بنا،
يسدّ الفجوات التي تغطينا وينتهي الحلم المفزع.
انتهت الحفلة ولم تشاركني الرقص أو الحديث أو التملّق.
لم تلمس يدي أو كتفي لتبعدني عن غريب عابر.
لم تردد لي كلماتك المعتادة.
انتهت الحفلة وحان موعد… موتي !
راقت لي