قال ....
في غيابكِ أَسْمَر ورقَ الشجرِ وذَبَلَ غصن الروح الطَرِي ...
قالت ...
أرسلتُ إليك في غيابي رسائل مطوية بـ دفءِ الورقِ
لكن الريحَ رقصتْ على أغصانٍ ماكرةٍ عبثتْ بـ أوراقي ..
قال ...
أأ لم يَخبُركِ الفأس حينما أحتطبَ دمائي المُسافرة إليكِ بينَ شراييني
قالت ...
لِمَ لا تخبرني أنتَ كيف ضاعَ الدفُء بيننا وسادَ الصقيع
وكيف ارتدت ألواننا فساتين البرد المُزكرشة بالشفقِ الأحمرِ
قال ...
مفاهيمي مُبعثرة أيتها الجرح المُحنّط بين زُجاج عينيَّ
إياكِ أنَّ تُعاتبي أو تكترثي لـ مشاعري الجائعة
قالت ...
مراياك تتبضع الحزن من هامتي ومن صدري المُثقل بالندوبِ
وكأني موعودة بـ حشود العتمة من وطنٍ فرَّت منه جزيئات الضوء
قال ...
أزرعيني قلباً وأزهاراً مُلونةً على سفوحٍ متغنَّجةٍ بـ قصيدةٍ عصماء
ولاتُمشطي الَشعرَ على سطرٍ يتمدّد خبثاً
قالت ...
يا جرحي المستديم دعني أمطرُ حضوراً كي أنمو مجدداً بين عينيك وطنا
لا يزاحمني فيه النسيان ولا يسلبُ ما أدخرتهُ لك من مغانم الحبِ
قال ..
دعينا نخاصم خطى الدخان المطهية بالغيابِ ونفترش سرير المسافات
بـ لحظاتٍ محظوظةٍ لا تبكيني ولا تبكيكِ
.................................................
ثم ألتفتَ أحدهما للأخر بعد حوار طويل وشاق وكلٌ منهما على مسافةٍ ثابتةٍ من حلمٍ
ومن نوايا تساقطتْ عطشى تهذي شفتاها بالفقدِ والرحيلِ
ضحىى المؤمن