رباعيات الخيام
طوت يد الفجر ستار الظلام/ فانهض وبادلني حديث الغرام
فـــكـــم تحيينا لــه طــلـعـة/ ونـحن لا نــملك ردّ الســـــلام
بستان أيامك نامي الشــــجر/ فكيف لا تقطف حلوالثمر
أطرب فهذا اليوم إن أدبرت / بــــه الليالي لم يعده القدر
أتسمع الطير أطال الصياح / وقد بدى في الأفق نور الصباح
مــا صاح إلا بـــاكيا ليلـــة / ولّت من العمر السـريع الرواح
صفا لك اليوم ورقّ النسيم/ وجال في الأزهار دمع الغيوم
وردّد البلبل ألـحـانـه/ يقول هــيـا اطرب وخلّ الــهــمـــوم
مصباح قلبي يستمدّ الضياء/ من طلعة الحسن ونور البهاء
لــكـنني مثل الـفـراش الـذي/ يســعى الى النور وفيه الفناء
أنا الذي أبدعت من قدرتك/ فعشت عمري في حمى نعمتك
دعني الى دنياي حتى أرى/ كـيـف يذوب الإثم في رحمتك
الله يــدري كــل مـــا تــضمر/ يعلم ما تخفي ومــا تــظـهر
وإن خدعت الناس لن تستطع/ خداع من يطوي ومن ينشر
معاقر الكأس وهم ســــادرون/ وقائم الليل وهم ســـــاجدون
غرقى حيارى في بحار النهى / والله صاح والورى غافلون
أطال أهل الأنفس الباصرة/ تــفــكيرهـم في ذاتك القادرة
ولم تزل يــــا رب أفهامهم/ حيرى كهذي الأنجم الحائرة
فيا فؤادي تلك دنيا الخيال / وكل ما فيها ســـريع الزوال
ســـلّم له الأمر فمحوالذي / خطت يد الأقدار شيئ محال