الكهف : غار واسع في الجبل فإن كان صغيراً قيل له غار والمنغور والمراد هنا في الجبل كالبيت ، كهف والمراد هنا الملجأ والحاوي للشئ والمأوى له ، وفي الحديث -الدعاء كهفُ الإجابة كما أن السحاب كهف المطر - يعني أن الدعاء مظنّة تضمن الإجابة ، كما أن السحاب مظنة تضمن المطر يعني أنهم عليهم السلام ملجأ الورى أي ملجأ الخلق والمراد بالورى الخلق ، والمراد بالخلق هنا الناس ، هذا ظاهر اللغة وظاهر العبارة ولهذا ذكر في كونهم ملاذاً ما يناسب الأفهام وإلا ففي الحقيقة فهم ملجأ جميع المخلوقات كانت الأنبياء إذا قصروا التجئوا إليهم وتشفعوا بهم فيُشفع لهم
روى الصدوق في أماليه بإسناده عن معمُر بن راشد قال سمعت أبا عبدالله الصادق عليه السلام يقول
أتى يهودي النبي صلى الله عليه وآله فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال يا يهودي ماحاجتك ؟ قال أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله تعالى وأنزل عليه التوراة والعصا وفلق له البحر وأضله بالغمام ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله أنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ، ولكن أقول إنَّ آدم عليه السّلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال اللهم إِني أسألك بحق محمّد وآل محمّد لمّا غفرتَ لي ،فغفرها الله له وإن نوحاً لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال اللهم إني أسألك بحق محمّد وآل محمد لمّا أنجيتني من الغرق ، فنجاه الله عنه، وإنّ إبراهيم عليه السّلام لما ألقي في النار قال اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمّد لما أنجيتني منها ، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً وإن موسى لمّا ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال اللهم إني أسألك بحق محمّد وآل محمّد لما أنجيتني منها ، فقال الله جل جلاله لا تخف إنك أنتَ الأعلَى - يا يهودي إنَّ موسى عليه السلام لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي مانفعه إيمانه شيئاً ولا نفعته النبوة
يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته فقدمه وصلى خلفه
مقتطف فقرة وكهف الورى من شرح الزيارة الجامعة الكبيرة للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الإحسائي