في مدينة قريبة من البحر يسكن احد الصيادين وكان رزقه وقوته من صيد السمك
فكان يأخذ ما يصطاد الى السوق ليبيعه هناك
وفي احد الايام اصطاد صيداً وفيراً وفي طريقه الى السوق كالعادة صادف امرأه كبيره في السن
فاوقفته قائلة: انا اشتري منك كل ما معك من السمك وسأعطيك قيمه السمك واكثر
وارغب بشراء صيدك يومياً على ان تحضره الى بيتي .
وافق الصياد على مطلبها واستمر ببيع كل ما يصطاده لتلك العجوز
ويسأل نفسه دائماً ماذا تفعل هذهِ المرأة بكل هذا السمك ؟
وفي احد الأيام عندما ذهب الى بيت المرأة العجوز ليعطيها ما اصطاده من السمك
فإذا بفتاة جميلة تفتح له الباب لقد كانت ابنتها فأعطاها السمك وقال لها : ماذا تفعل هذهِ المرأة العجوز بكل هذا السمك ؟
فقالت: انها تعطي السمك لفقراء المدينة دون علمهم من اين جاء
فهي تضع السمك في حافظات لكيَ لا يفسد وتوزعه على البيوت في الصباح الباكر
فأندهش الصياد من روعة ما سمع وقرر المشاركة بالمعروف
وقرر بيع السمك لتلك العجوز بنصف السعر لكيَ يشارك بالأجر والثواب ويساعدها في صنيعها
ولكنها رفضت ذلك مراراً وتكراراً
ومرت الأيام وكل يوم يعطي السمك لأبنة تلك العجوز الى ان تطورت علاقته بها وتواعدا على الأرتباط
واحست بذلك العجوز وكذلك لهفة ابنتها كلما ذكر اسم ذلك الصياد
وفي يوم من الايام لم يأتي الصياد كالمعتاد
ولكن جاء بدل عنه صديقه ليوصل السمك بوقته
فسألته الأبنة عن سبب عدم مجئ الصياد بنفسه
فأخبرها بأنه متعب ومريض جداً فطلبت منه عنوانه
وأخبرت امها بذلك وان عليهما زيارته في بيته
فوافقت العجوز ولكيَ ترى اين يعيش من يريد خطبة ابنتها والتعرف على عائلته
وبالفعل ذهبتا الى بيته
ففتح لهما الباب وتعجب من اين لهم العنوان ؟
فأجابت البنت من صديقك الذي بعثته بدلاً عنك
فرحب بهما وادخلهما الى بيته حيث رأوا امرأة مقعدة كبيرة في السن لا تستطيع الحراك
انها والدة الصياد
وكان يرعاها برغم مرضه الشديد
فأنبهرت به العجوز وبأخلاقهِ وبره لوالدته
همست العجوز لأبنتها ان تعد الحساء للصياد ووالدتهِ ولكنها لم تجد شيئاً يطبخ
فقررت الذهاب الى السوق وجلب ما يحتاج اليه الصياد من لحم وخضار
واعدت لهم حساءاً لذيذاً
تشكر الصياد من العجوز وابنتها على صنيعهما
وفي يوم من الايام تقدم الصياد لخطبة ابنة العجوز فوافقت على الفور فلن تجد لأبنتها افضل من هذا الشخص
واستمرت حياتهم مليئة بالسعادة والحب .