- أجابَ سرماغو عندمَا سُئِل عن رؤيتِه المُتشائمة :
- تعرفين، يقولون لي دائمًا: “يا لك مِن إنسانٍ متشائم يا (جوزيه ساراماغو)”، فأجيبهم: “لا، بل هو عالمنا المشؤوم“. في أي حال أرى التشاؤم هو فرصة خلاصنا الوحيدة، و أنّ التفاؤل شكلٌ من أشكال الغباء. أن يتفاءل المرءُ في أوقاتٍ كهذه ينمّ إما عن انعدام أيّ إحساس أو عن بلاهةٍ فظيعة.
- و لكن ألا تعتقد أن هذه السلبية تحرض على مزيد من السلبية؟
- لست أقول أنّ كل شيء سلبي و قاتم، لكن أعني أن الأمور السلبية في العالم هي أكثر مِن أن نتجاهلها أو أن نغض الطرف عنها. يبدو لي خطأً جسيمًا أن نحتمل وجود الأمور السلبية بسبب بعض الإيجابيات المُقابلة لها. هذه لا تشفع بتلك.
- إلا أنّ بعض التفاؤل نابعٌ مِن الشجاعة, ألا يعني التشاؤم نوعًا من الخضوع و الاستسلام وعدم الرغبة في الكفاح؟
- بلى، أحيانًا. و لكن لنكُن منطقيين بعض الشيء؛ المُتفائل يظن أن العالم في حال جيدة، أو أنه في حال سيئة لكنه سوف يتحسّن لا محالة. أما المتشائم، فيرى مِن جِهته أنّ العالم في حالٍ يرثى لها، لكن ذلك لا يعني إنكاره الإيجابيات الموجودة في هذا العالم. ربما ثمّة كما تقولين نوعٌ من التشاؤم يحث على اليأس و على الجمود، و لكن ليس كل متشائم مرشحًا لكي يُطلق النار على نفسه. ثمة تشاؤمٍ من نوع آخر، و هو تشاؤمِي أنا. تشاؤمٌ قائمٌ على هذه الفكرة؛ “لأن الواقع بهذا السوء، سأحاول ضمن قدراتي تغييره”. و إذا لم أكن قادرًا على تغييره، أقله أُشير بإصبعي و أقول: “انظروا، هذا سيّء”، مِثلما أفعل الآن مع الديموقراطية مثلًا. إنه لتَعمِيمٌ أن نقول أنّ كل متشائم شخصٌ يائِس.
منقول