أيها الأهل لا تنسوا هذه القواعد الذهبية في التعامل مع المراهقين
«كم مرة طلبت منك أن تقوم بهذا الأمر؟»
يجد الأهل في مرحلة المراهقة صعوبة في التواصل مع أبنائهم. فهم يكررون الأوامر والأسئلة، ولكن ليس هناك من آذان صاغية، ما يؤدي إلى مشكلات وخلافات ينتج منها تشدد الأهل وإصرار الأبناء على مواقفهم الرافضة.
يرى علماء النفس أن ازياد صعوبة التواصل بين الأهل والمراهق سببه نمو الطفل السريع. فالمراهق لديه الحرية والقدرة على الاهتمام بشؤونه الخاصة والقيام بالأمور التي لم يكن يستطيع القيام بها عندما كان طفلاً. فهو يمكنه مثلاً صفق الباب ليعبّر عن غضبه، كما يمكنه مقاطعة أهله أيامًا للتعبير عن استيائه ورفضه للأمور.
ولتجنب سوء الفهم الذي غالبًا ما يحصل بين الأهل وابنهم المراهق، وتحسين العلاقة بينهما، هذه خمس قواعد يمكن الأهل اتباعها:
1 إظهار الحزم
يتجاهل المراهق ما يُطلب منه، وترداد الأوامر على مسمعه لا يجدي نفعًا. فعندما يقول الأهل مثلاً «كم مرة قلت لك أن تخفض صوت المذياع»، يعتقد المراهق أنهم قد طلبوا منه ذلك مرة أو مرتين، ويستمر في الاستماع إلى الموسيقى بصوت عالٍ. لذا من الأفضل للأهل التعبير عن ذلك بلهجة حازمة ومحترمة وبصفة الأمر، كأن يقولوا مثلاً «أخفض صوت الموسيقى لو سمحت»، عوضًا عن أن يكون الطلب في صيغة السؤال.
2 التأكيد أن كل أمر يقتضي تنفيذه فعليًا
يحمل تكرار الأوامر المراهق على عدم الإصغاء واللامبالاة بكل ما يطلب منه. ويؤدي هذا إلى انقطاع التواصل بينه وبين أهله، فبقدر ما تكون مشاعرهم تجاهه غير واضحة، يهمل الأوامر التي يملونها عليه، معتبرًا أن أهله لا يكونون جديين إلا عندما يكررون الأمور التي تخصّهم، وهذه عادة سيئة.
ما يجب على الأهل فعله عوضاً عن التكرار هو أن يؤكدوا أن كل طلب ينبغي أن يتبعه فعل. فعوضًا عن أن يقولوا له مثلاً «أنجز فروضك»، عليهم أن يقولوا «سوف تخرج عندما تنجز فروضك»، من دون أن ينسوا الثناء عليه في كل مرة ينفذ فيها ما يطلبونه منه.
3 جذب انتباهه
كثيراً ما تطلب الأم من ابنتها ترتيب غرفتها أثناء تحادثها مع صديقتها على الهاتف، فتهز رأسها موافقة على القيام بذلك لاحقًا.
وهذا رد فعل عفوي، ولا يعني أنها ستقوم بذلك فعليًا، لأن الراشدين يتصرفون بالطريقة نفسها إذا كانوا منهمكين في أمر ما. لذا على الأم ألا تُفاجأ عندما تقول ابنتها إنها لا تتذكر ما طلبته منها، لأنها تقول الحقيقة.
والذي يجب فعله عندما تطلب منها أمرًا أثناء تركيزها على أمر آخر، هو أن تربّت على كتفيها لجذب انتباهها إلى ما تقوله.
4 عدم مناقشته تحت وطأة الغضب
ينتهي رد فعل الأهل الغاضب تجاه فعل غير سوي قام به المراهق إلى مناقشة حادة تزيد المشكلة بينه وبين أهله سوءًا، ويحاول المراهق التعبير عن استيائه ورفضه لكل ما يطلبونه منه وإن كان يصب في مصلحته.
لذا على الأهل أن يتحلّوا بالصبر وببرودة الأعصاب، وألا يناقشوا ابنهم في اللحظة ذاتها التي يقوم فيها بفعل غير سوي، بل عليهم أن ينتظروا الى اليوم التالي ويناقشوه بهدوء كي يحصلوا على مبتغاهم.
5 وضع مثال أعلى نصب عينيه
من المعروف أن المراهق يتقيد بالتعليمات الصادرة عن قائده في الفرقة الكشفية، وفي الوقت نفسه يرفض ما يطلبه منه والده. وهذا أمر طبيعي، فالمراهق لا يفعل إلا ما يمليه عليه عقله، ويبدي الحساسية المفرطة تجاه أوامر أهله، خصوصًا إذا كانت تتعلق بالمظهر الخارجي.
لذا من الأفضل وضع مثال أعلى يحتذي به، فعوضًا عن منعه من ارتداء سروال مهلهل وممزق، يمكن أن يقال له «قائدك شاب منضبط غالبًا ما أراه يرتدي ملابس أنيقة».