يوم من ايام الغربة – 12
انتظرنا شهرين في غازي عنتاب
الى ان استسلم المتمردون وتم رفع حظر التجوال عن منطقة جنوب شرق تركيا
ورغم اننا كنا قد ثبتنا موقفنا وتاريخ نزوحنا الى تركيا في القنصلية العراقية الموجودة في غازي عنتاب الى اننا واجهنا قرار قطع رواتبنا
حسنا ان ام مصطفى منقطعه عن الدوام ولكنني متقاعد وليس عندي اي التزام بدوام رسمي او غيره وليس لدي مؤشر امني سلبي عندما راجعت القنصلية العراقية لاستبدال جواز سفري الذي نفذت صفحاته واول اجراء هو التدقيق الامني قبل ان يستلمون منك معاملتك
ما الامر اذن ؟
شليله وضايع راسها وين تراجع وويامن تحجي ؟
عدنا الى سلوبيا بمرارة قطع رواتبنا ولكننا ما نزال نمتلك عملنا في منزلنا
مشروعنا الصغير الذي لا بأس به
عدنا الى البيت
وجدنا اثار الاقتحام وكسر الابواب
هرعت الى اقفاص الدجاج لاجد انها خارج القفص
وان من مجموع اكثر من 120 لم يتبقى 17 فقط
دخلنا الى البيت نستطلع
كانت معظم الاشياء الخفيفة قد فقدت
تلفونات كاميرا ايباد ماكنة حلاقة كهربائية ميموريات
كوسره مثقب عدة متنوعه
مدافئ كهربائية بطانيات مواد غذائية ... الخ
قمنا بعملية تنظيفات واسعه خلال 3 أيام
واعدنا ترتيب كل شئ
وقررنا ان نستمر بحياتنا ونعيد اكمال مشروعنا المنزلي مصدر رزقنا الوحيد
وفيما بعد اكتشفت ان معظم المسروقات او لنقل المفقودات
هي بحوزة جيراننا .... يا للهول
هل وصلت الامور بهم لهذا الحد
دخلت بيت احد الجيران ووجدت احدى مدافئنا الكهربائية ببيتهم
قلت : هذه لنا
قالت المرأة : اي صارت مالنا احنا اخذناها
(التملك بوضع اليد)
ووجدت احد مفروشاتنا بمنزل اخر
ضحك صاحب البيت وقال : اي هاي غنائم انتو اغراب شعدكم ببلدنا؟
لقد كانو يتباهون بالامر ولا يخجلون منه
لم يكن لنا بد من ان نسكت ليس الا
تشكلت لجنة من الوجهاء من قبل القائممقام ليحصروا خسائر المدنيين وليتم تعويضهم من قبل الدولة
ذهبت الى اللجنة
قالو انتم اجانب وجايين تريدون تاكلون حقنا بالتعويضات وتظلمونا ؟
قلت : لكن انتم ظلمتمونا ونهبتمونا
قالو : نحن لم نجبرك ان تسكن هنا ولم تأخذ اذنا منا بذلك
داعش تكفرك ان لم تبايعها وهنا الاكراد يعلنون انك خائن الامة
ويحللون دمك ومالك وعرضك
لقد اجبر المثقفين المدنيين على الصمت او واجهوا التصفية
ليتسنى للهمج الرعاع تولي الامور
ومن ضمن الحريات التي منحتها الدولة لهم هي انتخاب رؤساء البلديات في مناطقهم من مواطنيهم
مما سمح لهم بوضع اشخاص موالين للمسلحين في منصب رئيس بلدية
وهنا رئيس البلدية لديه صلاحيات وميزانية اكبر من المحافظ
كما ان مبالغ الضرائب والغرامات واستحصالات الخدمات
تذهب بشكل رئيسي الى خزينة البلدية بعد دفع نسبة الى خزينة الدولة
والمبالغ المتبقية يتم صرفها من قبل رئيس البلدية على البنى التحتية والاستثمارات
والذي حصل ان هذه المبالغ حولها بعض رؤساء البلديات الى خدمة الدعايات الانتخابية لحزبهم والى دعم لوجستي للمسلحين ولم تحرك الدولة ساكنا
الا انها قامت بتقديم ملفات متكاملة ووثائق ومكالمات هاتفية مسجلة باوامر قضائية رسمية الى مكتب المدعي العام الذي اصدر امرا بتوقيف هؤلاء وعرضهم على المحاكم وفق مواد قانونية وبتهم هدر
المال العام وعدم تنفيذ الخطط الخدمية والاستثمارية المرسومة ومساعدة معارضين مسلحين للعمل ضد النظام والقانون
وتم الحكم عليهم وايداعهم السجن
وظلينا احنه بالوسطية بس نفر باذاناتنا
..............
يتبــــــــــــــــــــــ ــع