يلعب نمط الحياة الصحي والنظام الغذائي السليم دور كبير في الحفاظ على صحة الفم والاسنان واللثة ووقايتها من العديد من المشاكل الصحية التي قد تصيبها، وسنحدثكم هنا عن ارتباط التغذية في تقوية اللثة وعلاج مشاكلها!
لحماية اللثة والحفاظ عليها اهمية كبيرة في الوقاية من العديد من الامراض والمشاكل المرتبطة بصحة الفم والاسنان وغيرها، فاللثة الغير صحية ممكن ان تؤدي الى تدمير الاسنان، والمعاناة من رائحة الفم الكريهة، كما واشارت بعض الدراسات الى انها قد ترتبط بزيادة خطر الاصابة بامراض القلب بنسبة 15% اكثر ممن يمتلكون لثة سليمة. ويلعب نمط الحياة الصحي والتغذية السليمة دور كبير في الاحالة دون الاصابة بامراض اللثة وتعزيز صحتها وتقويتها.
ماذا نقصد بلثة قوية وصحية؟
نعني باللثة القوية والصحية، اللثة الوردية التي تحيط بالاسنان بشكل مريح وثابت ولا تنزف بسهولة، اما اللثة ذات اللون الاحمر والمتورمة والتي تنزف بمجرد تنظيف الاسنان بالفرشاة فهذا يعتبر دليل على التهابها. اما بعض الدلالات الاخرى فقد تشير الى الاصابة الجدية بامراض اللثة من رائحة الفم الكريهة وافراز القيح، عدم متانة اللثة، تراجع اللثة وتخلخل الاسنان.
هنالك العديد من العوامل التي تلعب دور في تحديد فرص اصابتك بامراض اللثة وتشمل:
- عدم تنظيف اسنانك يوميا بالصورة السليمة والمطلوبة
- التدخين: يزيد من فرص الاصابة بامراض اكثر خطورة تصيب اللثة والتي قد يصعب علاجها مؤدية بذلك الى فقدان الاسنان.
- الوراثة قد تلعب دور كبير في زيادة فرص اصابتك بامراض اللثة.
- الاصابة باحد الامراض التي قد تؤثر على مناعتك وتضعفها، مما يزيد من فرص التهابات اللثة.
- بالتاكيد اتباع نظام غذائي غير صحي وفقير بالفيتامينات والعناصر المهمة قد يلعب دور كبير في ذلك.
اليكم 4 انواع من الاغذية التي قد تلعب دورا كبيرا في تقوية اللثة وتعزز من صحتها:
مصادر فيتامين C
لربما قد سمعت سابقا عن مرض البحارة الذي كان يصيبهم نتيجة نقص نظامهم الغذائي لفيتامين C، ومن اشهر الاعراض الظاهرة كانت مشاكل نزيف اللثة والتهاباتها، وفقدان الاسنان! لقد اثبت العلم ان الاشخاص الذين يتناولون كميات قليلة من فيتامين C يكونون أكثر عرضة لتطوير امراض اللثة، ففيتامين C مرتبط في تعزيز بناء الكولاجين والانسجة الضامة في الجسم والحفاظ على اللثة قوية. وأهم مصادر فيتامين C، الحمضيات كالليمون والبرتقال، الكيوي، الفراولة، المانجو، الفلفل الرومي والبطاطا الحلوة
مصادر الزنك
ان معدن الزنك يلعب دورا كبيرا في تقوية المناعة، وهو مضاد أكسدة والالتهابات، لذا فانه من المهم جدا حصولك على كميات كافية منه لضمان صحة اللثة. وأهم مصادر الزنك اللحوم الحمراء، الدواجن، الاسماك، البقوليات، المكسرات والفول السوداني.
مضادات الاكسدة
تناول يوميا ما لا يقل عن 5 حصص من الفواكه والخضروات المتنوعة والتي تعد مصادر غنية بالمواد المضادة للاكسدة والفيتامينات الضرورية للحفاظ على صحة اللثة مثل فيتامين B6 وفيتامين A، ومن أمثلة الخضار التي ينصح بتناولها عادة كونها مصدر غني بمضادات الاكسدة: الخضار الورقية كالسبانخ، البروكلي، البطاطا الحلوة، والفواكه مثل الفراولة، التوت البري، المشمش والزبيب.
بالتأكيد بعض المشروبات قد تكون مصدر غني لمضادات الاكسدة وأشهر مثال عليها الشاي الاخضر، اذ اشارت بعض الدراسات الى ان شرب كوب من الشاي الاخضر يوميا يساعد في خفض خطر الاصابة بامراض اللثة بنسبة كبيرة.
الكربوهيدرات المعقدة
من المعروف ان السكريات البسيطة والمكررة تضر بالاسنان وتزيد من فرص التسوس، ولكن ماذا عن الكربوهيدرات المعقدة والحبوب الكاملة مثل الخبز الاسمر والارز البني والشوفان؟ لقد اشارت العديد من الدراسات الى ان تناول الحبوب الكاملة التي تحوي الكربوهيدرات المعقدة، والتي تحافظ على مستويات السكر في الدم مرتبط بتقليل فرص الاصابة بامراض اللثة والالتهابات، فهي مصدر غني بالالياف الغذائية ومضادات الاكسدة بالاضافة الى كونها غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن المرتبطة بتعزيز المناعة وتقليل فرص الاصابة بالالتهابات.
في الختام نذكر بالقاعدة الذهبية: للحفاظ على لثة قوية ونظافة وصحة الفم بشكل عام يجب اتباع روتين يومي يشمل ليس تنظيف الاسنان في الفرشاة او حتى استخدام خيط الاسنان الطبي فحسب بل القيام بذلك مرتين في اليوم واكمال عملية التنظيف بواسطة غسول الفم لضمان الوصول الى كافة المناطق في تجويف الفم. فعندما تتحول هذه الخطوات من كلمات مكتوبة الى افعال فان صحة اسنانكم وفمكم سوف تتحسن بالتاكيد.