مقدمة الناشر

في هذا الكتاب (المدخل إلى دراسة مصادر التاريخ الإسلامي) يقدّم العلامة المُحقّق السّيد سامي البدري للمكتبة العربية واالإسلامية دراسة منهجية لمصادر التاريخ الإسلامي والسّيرة النّبوية المطهرة وكيفية التعامل معها عبر دراسته للمصادر التاريخيّة الواردة في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، وبذلك فالكتاب في حقيقته يتناول موضوعين أساسيين هما :
الاول :
نقد مصادر التاريخ الإسلامي والسّيرة النّبوية ودراسة ظاهرة تحريف الأخبار التاريخية وعوامل التّحريف وآثارها في تشويش رؤيتنا عن الإسلام و تاريخه ، وقد تكفلت هذا الموضوع الفصول الاثنا عشر التي اشتمل عليها الباب الأول والثاني والرابع من الكتاب . وقد سلط المؤلف فيها الضوء على ظاهرة تحريف الأخبار وعواملها وعرض نماذج منها ثم بين استغلال تلك الأخبار المحرفة للطعن بالإسلام من قبل بعض المستشرقين او للطعن بالشيعة من قبل بعض خصومهم من أتباع المذاهب الأخرى ، ثم سلط المؤلف الضوء على المنهج العلمي في التعامل مع تلك الأخبار والمصادر التي أوردتها ، ثم أورد أخيرا نماذج من البحوث التطبيقية لأربعة من أعلام الشيعة المعنيين بالنقد التاريخي .
الثاني :
دراسة المصادر التاريخية التي اعتمدها ابن أبي الحديد في موسوعته شرح نهج البلاغة ، وقد تكفل هذا الموضوع أغلب فصول الباب الثالث من الكتاب ، أبرز المؤلف أهمية عمل ابن أبي الحديد التاريخي كمؤرخ سنّي منصف على الرغم من أنّه قد اّلف كتابه (شرح النهج) للرّد على كتاب (الشافي في الإمامة) الذي ألفه الشريف المرتضى رداً على القاضي عبد الجبّار المعتزلي ، وجاء ابن أبي الحديد ليفند مقولات مدرسة النص في الإمامة وينتصر لمقولات مدرسة الاختيار في الإمامة ، على الرغم من ذلك فإنه كمؤرخ منصف قدم لنا معلومات قيمة جداً عن حوادث ورجال القرن الأول والثاني الهجريين من خلال ما يقرب من خمسين أصلا تاريخياً كانت متداولة في عهد ما قبل الطبري (ت310) وقد ضاع الكثير منها ولم يبق منها إلا ما نقله ابن أبي الحديد عنها .
ومصنَّف العلامة البدري بلحاظ الموضوع الثاني يعتبر الأول من نوعه إذ استقصى مصادر ابن أبي الحديد التاريخيّة وميّز بين موسوعاتها وأصولها وترجم لمؤلفيها وعرض مختارات من أخبارها .
وإلى جانب ذينك الموضوعين فإن الكتاب بما انطوى عليه من التراجم وطرف الأخبار التي عني بإيرادها والبحوث الجانبية في هذه القضية أو تلك يعتبر موسوعة تاريخية مختصرة شملت طرفاً من سيرة النبي (ص) وسيرة الأئمة الاثني عشر وسيرة الخلفاء الأوائل وسيرة خلفاء بني أمية والعهد العبّاسي وقد أورد المؤلف في نهاية الكتاب فهرساً خاصاً بذلك .
مؤسسة بوك اكسترا العالمية للنشر والتوزيع
لندن