عند الصباح كنت أستفيق على حفيف أشرعة زورقك سيدة رحلتي، وكنت أبرح الأرض كي أتبع الأمواج التي تشير إليّ، سألتك: هل نضح حصاد الحلم في الجزيرة التي تقع وراء السماء اللازوردية؟ وقع صمت ابتسامتك على سؤالي كما يقع صمت النور على الأمواج مضى النهار مليئاً بالعواصف والهدآت، كانت الرياح الحائرة تغير اتجاهها في كل لحظة والبحر كان يتأوه، سألتك: هل توجد دورة حلمك في جهة ما! إلى ما وراء البقايا المحتضرة للنهار الذي ينطفئ كمحرقة مأتمية؟ لم يصدر أي جواب عنك. وحدهما عيناك كانتا تضحكان مثل هدب غيمة عند مغيب الشمس، إنه الليل، طيفك يهوي في الدياجير شعرك، حيث تلعب الريح، يدغدغ وجنتيّ وعطره يجعل حزني يرتعش. تتلمس يداي طرف ثوبك ثم أسألك: هل توجد حديقة موتك خلف النجوم سيدة رحلتي حيث يتفتح صمتك في أنغام؟ تتألق ابتسامتك وسط سكون الليل الهادئ مثل النجمة في ضباب منتصف الليل
طاغور..