لو بـ فد يوم من الايام رحت لـ سرك مثلا , شفت عرض الفيل , فرقة البهلوان , وابو الدراجه اللي يمشي عالحبل , اكلت وتونست وفرحت , الشامية في يمينك والببسي في يسارك , لحد ما وصلت لفقرة العاب خفة اليد , على الرغم من ان هذا الشخص يستعمل حيل معينة اضافة لـ سرعة ايده , لكن يقنع جميع اللي كدامه ان اكو شي خفي بالموضوع , هنا هو جاي يخدع المقابل بهذا العرض الجميل , زين .. لو انتقلنا من خداع الشخص للاخرين .. الى خداع الشخص لنفسه !.... شلون ؟
تخيل بيوم من الايام انت مقدم على مشروع معين .. هذا المشروع لو تحقق لح يغير حياتك جذريا , انت بذلت كل جهدك وطاقتك وقدراتك في سبيل تحقيق هذا المشروع , وكل اللي حولك دعموك معنويا بيه وشجعوك عليه .. , لكن للاسف , هذا المشروع ما تحقق .. اكو حائط متين بينك وبين تحقيق هذا المشروع , هنا انت استسلمت للامر الواقع و توقفت عن السعي اله !, شنو االي لح يصير بعد هالنتيجه المحبطه ؟؟ لح تشوف ان كل اللي دعموك معنويا , لح يجوك ويبينولك سلبيات المشروع , وان المشروع لو تحقق لح يسببلك مشاكل شخصيه وربما عائليه ويبعدك عن كل اللي حولك ! ,( انت الان في حالة فشل , و بحاجة لتبريرات لتخفيف الاحباط اللي انت بيه , هذا يعني ان اي تبرير تسمعه لح تشوفه منطقي وتسمعله !) , انت هنا لح تشوف ان حججهم منطقيه نوعا ما على الرغم ان اللي بداخلك مقتنع ان المشروع لو تحقق , لح يغير حياتك جذريا نحو الاحسن , لكن تدريجيا انت لح تبدي تقتنع بكلامهم ولح تبدي تنظر للمشروع من زاوية ثانيه تبين لك كل السلبيات المزعومه بـ هذا المشروع لو تحقق !
شنو اللي صار هنا ؟ انت غيرت وجهة نظرك من مقتنع تماما بالمشروع .. الى مشكك بالمشروع .. الى غير مقتنع بالمشروع , واللي غير وجهة نظرك مو اللي حجولك عن سلبيات المشروع !! وانما فشلك بـ الحصول على المشروع وبحثك عن اي مبرر يقلل من الخسارة المعنويه.. هو السبب لتغيير وجهة نظرك !!
بالصدفه لكيت علم النفس حاجي عن الموضوع , ومسوي تجارب بيه , وناشر اوراق خاصه عنه ,وهذا الموضوع سموه علماء النفس : (خذاع الذات او Self Deception ).
الصورة ابلغ من التعبير
تبدي القصة بـ تجربه قام بيها علماء النفس (كواتروني وتفيرسكي) ونشروه على شكل ورقة بحثية بمجلة Journal of Personality and Social Psychology عام 1984 .
بهالتجربه علماء النفس جابوا 38 طالب وكللولهم لح نسوي عليكم دراسة عن (علم النفس والطب وعلاقتهم بالرياضيين ) . طبعا هاي جانت خدعه للطلاب لان مو هاي الدراسه المطلوبه بس حته يشتتون انتباههم عن التجربة الحقيقيه .
فـ جابوا االـ38 طالب و طلبوا من كل واحد بيهم ان يخلي ايديه بـ مي بارد (بارد جدا) , وعلماء النفس حسبولهم الوقت ... ورا ما انتهت التجربه وسجلوا لكل واحد الوقت اللي استغرقة بوضع ايده بالـ مي البارد ..بعدين دخلوهم بقاعة محاضرات وشرحولهم (بـ محاضرة مزيفة كل معلوماتهه غلط ) عن العلاقه بين (تحمل الـ مي البارد و صحة القلب ) بمعنى ان كل ما تتحمل المي البارد , معناة ان قلبك اكثر صحة وما بيه اي مشاكل وانت لح يكون متوسط عمرك مرتفع , اما اذا ما تحملت فـ معناة ان قلبك ضعيف و متوسط عمرك قليل . (طبعا ماكو اي ربط بين تحمل الـ مي البارد و صحة القلب ,يعني المحاضرة كذب ما الهه اي اساس صحة بس حته يشوفون شنو اللي يصير بالخطوة التالية ).
ورا ما كملوا المحاضرة , رجعوهم للتجربه , وعادوهه عليهم ,, يعني هم خلوا ايديهم بمي بارد (جدا) ونفس الخطوات.. , العلماء شافوا ان الوقت صار اطول (الوقت اللي الطلاب عايفين ايديهم بالمي البارد صار اطول !!. اوكي, ماكو مشكلة !!
ورا ما انتهت التجربه , علماء النفس رادوا يعرفون شنو بداخل دماغ الطلاب اثناء التجربة الثانية , كعدوا الطلاب على كراسي وسلموا كل واحد بطاقة بيها سؤال ( انت تعمدت او جبرت نفسك ان تخلي ايدك تبقة فترة اطول بالمي البارد ؟) , طبعا من الـ 38 طالب , 29 منهم كالو لا ما جبرنا نفسنا !! , و 9 اعترفوا لكن بطريقة غير مباشرة , كالوا ان المي حرارتة ارتفعت فـ تحملنا اكثر . (للاشارة ان المي مرتبط بجهاز تبريد يعني حرارتة بقت منخفضة ).
العلماء سحبوا البطاقات , وانطوهم بطاقات ثانية وبيه سؤال ( هل تعتقد بالفعل ان اكو علاقه بين صحة القلب و مدى تحملك للماء البارد ؟ ), المفاجئه ان 30 طالب من الـ 38 , كالوا : لا ما نعتقد ان اكو اي علاقه !! بينما 8 فقط كالوا, اي اكو علاقة . (يعني اذا انتو تدرون ماكو اي علاقه .. ليش تعمدتوا تطولون بالمي البارد ؟؟!) .
حته نفهم اللي صار .. خل نرجع شويه لــ كم نقطه بالتجربة .. الطلاب بأول تجربه كان وقتهم قصير داخل المي البارد ,, لكن بعد ما سمعوا المحاضرة بين التجربتين ودخلوا للتجربة الثانيه .. الوقت صار اطول !! هذا يعني ان المحاضره الخاصه بالقلب والمي البارد اثرت بيهم , همه اوكي كالوا احنا ما جبرنا نفسنا نطول .. بس هذا كلامهم غير صحيح , لان الوقت بالتجربه الثانية زاد رغم ان حرارة المي نفسهه وما تغيرت . والطلاب اوكي كالوا احنا ما مقتنعين بفكرة المحاضرة ,, لكن اللي طبقوه على ارض الواقع هو عكس اعتقادهم تماما .. هذا يعني ان الطلاب رغم عدم اقتناعهم بفكرة المحاضرة .. لكن جبروا نفسهم على تصديقهه وطبقوهه على ارض الواقع .
النتيجه من هالتجربه تكول ان الشخص ممكن ان يقنع (او يجبر) نفسة بفكرة جديده (واللي هيه تبريرات بعد فشل المشروع مثل صاحبنا ) هوه ممقتنع بيهه , اذا تعرض لحدث معين (واللي هو فشل المشروع ) يحبط الفكرة الاصلية (فكرة نجاح المشروع ) .
التجربه هوايه تصير على ارض الواقع خصوصا بعد ما نفشل بـ موضوع معين , حته نخلص من لوم النفس , نبدي نتقبل اي تبريرات ونعتبرهه عقلانيه ومقنعه رغم عدم قناعتنه بيها , نسوي هذا الشي حته نتجاوز الموضوع ونرجع لحياتنه الواقعيه ونبدي من الصفر .
المصادر
____________________________
http://psycnet.apa.org/journals/psp/46/2/237/
https://explorable.com/self-deception
https://books.google.iq/books?id=gal...page&q&f=false
http://wikisum.com/w/Quattrone_and_T..._contingencies
https://en.wikipedia.org/wiki/Self-deception
http://www.spring.org.uk/2009/10/the...-deception.php
https://www.truthaboutdeception.com/...ard-trick.html