.. الرحيل بمعناه المبكي جدا ..
.. الرحيل بمعناه المبكي جدا ..
.. أشعر بالوجع .. ولا أعلم كيف أكتب ذلك على الورق .. كيف أجسد مشهد العين وهي تحتضن دمعة توشك على السقوط .. كيف ل صوت اصطكاك الأسنان أن يحدث ضجة عارمة على الورق.. كيف لي أن أكتب عن كل هذا .. وأنا أتوجع فقط ..!!!
..
من الغريب .. أن تكون الكتابة عن الحزن متنفس عن أشياء كثيرة مزدحمة .. بلا عناوين معينة .. وجهة واحدة .. فجأة يتحول الحزن هاجس حين كتابة ..
..
قادرة أنا على العيش بهذه الطريقة المفردة جدا .. ف أنا أتناول الطعام جيدا .. وأمارس التمارين الصباحية .. أتسوق قليلا .. أحدق في المارة من خلف زجاج النافذة المغبشة بفعل البرد .. أشاهد الدراما الكورية عوضا عن قراءة كتاب أو رسم لوحة .. كذلك ألتهم الشكولا تحت البطانية .. أحيانا أرتشف الشاي .. للبرد يد في ذلك كأن أعشق الشاي الأخضر هكذا .. ولا أنسى أن أتهاوى في زاوية ما .. وأفتقدك كما تفعل المرأة المفردة ..عادة
..
الأوراق البيضاء تشبهك كثيرا .. ف أنا حين أفكر بك بطريقة محرضة على الكتابة .. أسقط عليك كل مشاعري دفعة واحدة .. لتحتويها كما ينبغي ب أي مساحة بيضاء جدا ..
..
أحاديثي لك ليست مؤجلة .. أنا أوثقها لك لحظة ب لحظة .. دافئة .. صارخة جدا .. أدثرها جيدا وأنا أرتبها لك على السطر .. أنت تعلم أن هذا البرد قارص جدا .. لذا أخاف أن تصلك باردة .. وقلبي يحترق ..
..
أبدا .. لا شيء يحدث سوى أننا ننمو ببطء معا .. يحدق أحدنا في الآخر .. وكأنها آخر صورة ثابتة بيننا .. ف كل ما نعرفه مائل حقا .. يوشك على السقوط .. ولا يسقط .. يدعي إغماء مؤقتا أمامنا .. نرفعه ب ورقة فارغة .. ولا ينتشر .. أحدنا عصي لا يتأثر ب الدمع أبدا .. رصاصي .. ب عيار ثقيل .. يطلق ما بداخله على السطر .. بصمت هكذا .. ثم يستلقي فوق الطاولة بمحاذاة الضوء النافذ من الزجاج .. دون أن يدعي انكسارا مفاجئا ..
...
بجوار بعضنا .. ونصوم عن الكلام كثيرا .. نبحث عنا في كل شيء يضج بالصمت .. نشبه الباب .. النافذة .. الحكايات الطويلة .. الأطباق المغلقة .. ويحدث أن تتلامس أصابعنا .. ونتحدث كتابة فقط .. لغة مقلقة .. لأنها تقول كل شيء بلا تحفظ .. حتى الأسرار العميقة تطفح على متنها بسهولة .. كما الآن مثلا ..