يوم من ايام الغربة – 10
سابتعد قليلا عن السرد القصصي
رغم ان كثيرين منا ينظرون الى تركيا نظرة سياسية بسبب مواقفها الحكومية
وانا منهم
الا انني ساتحدث عن الجوانب الشعبية والحياتية فيها
تركيا عام 2002
ركود اقتصادي والحكومة على وشك اعلان الافلاس والعملة المحلية منهارة بشكل كبير
غالبية الشعب التركي لم يكن يشبع (المعكرونية)
اللحم والدجاج ما ياكلو بالشهر مرة ويبجون بوجه العباس من الماكو
وبلغ دخل المواطن التركي السنوي 400 دولار
استلم الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية) الحكومة
وبدا مشوارهم بسقوط العراق
قرروا ان يستفادون من هذا السقوط
وانفتحوا بالتجارة على العراق بعد اصلاحات داخلية واسعة اقتصاديا
ومصالحه مع المعارضة الكردية التي هي بالاساس معارضة مسلحة
الاكراد استفادوا من الحكومة بمنحهم مساحة واسعه من الحريات لم يكونوا يحلمون بها
واستفادوا اقتصاديا من القروض الميسرة معدومة الفوائد التي قدمتها الحكومة
وكذلك بحكم موقعهم على حدود العراق استفادوا اقتصاديا
واصبحوا القوة الاقتصادية رقم 2 في تركيا
بعد مجموعات اقتصادية مثل صابانجي وقوج
وهي عوائل ثرية على مستوى العالم بجانب عوائل اخرى محلية اقل ثراء لكنها مؤثرة اقتصاديا
استدعى رئيس الحكومة التركية رجب طيبب اردوغان
احد الخبراء الاتراك الذي يعمل في امريكا مستشارا اقتصاديا لخمس مجموعات اقتصادية عالمية
كتب له ( الم يحن الوقت لتخدم وطنك)
المستشار علي باباجان ركب على الفور طائرته الخاصة وحضر الى العاصمة انقرة
ودخل على رئيس الحكومة قائلا : انا كنت دوما اتوق لهذه اللحظة
فاصل – اتكلم عن الانجازات الاقتصادية لدولة اقتصادها منهار وكيف ان الحكومة اذا ارادت الاصلاح فانها تصنعه من اللاشئ
علي باباجان – طالب رئيس الوزراء بطلبات محددة قائلا : وزرائك ومدرائك ومستشاريك كلهم متقوقعين وافكارهم الاقتصادية كلاسيكية لذلك لا علاقة لهم بعملي وارجو ان تنشئ لي وزارة خاصة والاهم الا تناقش قراراتي
رد رئيس الحكومة باصدار قرار حكومي بتعيين علي باباجان وزيرا للاقتصاد وهو منصب مستحدث وما زال علي باباجان يستخدم طائرته الخاصة على نفقته وسياراته الخاصه فهو ملياردير
...........
قام علي باباجان ببيع مؤسسة الكهرباء الوطنية للمستثمرين الاتراك حصريا على ان تبقى الحكومة مشرفة على التعيينات ومحددة للاسعار – وخلصت الدولة من دفع رواتب الموظفين وصرفيات الآليات ووفرت فرص عمل للعاطلين
بيع قطاع النقل الحكومي للمواطنين على شكل استثمار تديره وزارة النقل بحصة 25% للوزارة وتخلصت الحكومة من اجور الموظفين والسواق والتايرات والوايرات والعطلات
بيبع وتأجير ساحات حجز المرور والكرينات للمواطنين – من المرور يحجز سيارتك يتصل بابو الساحه القريب يسحب السيارة ويخليها بالساحه يمه الى ان تجيب كتاب رفع الحجز من المرور ويستوفي منك يوميات مبيت السيارة واجور الساحبة –
عقد مؤتمر للمحافظين ورؤساء البلديات لتقديم اقتراحات حول القضاء على البطالة وتم تسجيل العاطلين عن العمل ومنحهم 400 ليرة تركية شهريا (170 دولارا حينها) تتوقف المنحه عندما تجد لك الرعاية الاجتماعية عملا كما تم تعيين الخريجين كمعقبين معاملات في دوائر الدولة مزودين بباجات معلقة تعطيهم اولوية دخول دوائر الدولة مقابل مبالغ مالية قدرها 20 ليرة تركية يدفعها صاحب المعاملة على ان لا يزيد سقف انجاز المعاملة عن 72 ساعه فالمواطن يكلك ليش اعوف شغلي او اخذ اجازة واصرفلي فد 100 – 150 ليرة روحات وجيات ومعطل شغلي خلي انطي 20 ليرة وراسي بارد
بينما تم تعيين العاطلين الذين لا يملكون شهادات في البلدية كمراقب لوقوف السيارات في الشوارع حيث تم تحديد منطقة 40 متر من الرصيف في المناطق المزدحمة لموظف واحد ومعه جهاز ضوئي يؤشر على لوحات تسجيل السيارة فيثبت ساعة ودقيقة الوقوف وعند مغادرة السيارة يستوفي منك ليرة تركية عن كل ساعة وقوف برقم تصاعدي وكل اسبوع يروح يراجع البلدية يربطون جهازه ع الحاسبة ويعرفون التفاصيل وتستوفي البلدية مبلغ 10% لصالح الخزينة والباقي للمراقب
فتح دورات باشراف مهندسين وخبراء لتعليم المواطن العاطل البسيط على الاعمال المنتجه والمصنوعه من النفايات الصناعية على شكل ديكورات حيث تم فتح ورش عمل من قبل البلدية مجهزة بكل المستلزمات وتخصيص سيارات لجمع النفايات الصناعية وغسلها واحضارها لورش العمل وتشكيل لجان من العمال للترويج وبيع المنتجات