من اهل الدار
Moon light
تاريخ التسجيل: August-2016
الدولة: في ذكريات الطفوله
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,765 المواضيع: 405
صوتيات:
3
سوالف عراقية:
0
مزاجي: عجوزي ^_^
قصة وجه في المرآه من المجموعة القصصية لغز دمية الخياطة للكاتبه أغاثا كريستي
وجه في المرآة
رواية بوليسية من كتابة آغاثا كريستي ..
وهي ضمن مجموعة قصصية بعنوان [ لغز دمية الخياطة ]
وقصة ( وجه في المرآة ) يرويها شخص لم يذكر اسمه ..
يقول بأنه لا يستطيع وصف الأمر بأنه غريب بعض الشيء ..
ذات يوم ذهب ليسكن في "بادغويرزي" وهو بيت من البيوت الكبيرة العتيقة ..
وصلوا هو وصديقه "نيل كارسليك" في نحو السابعة مساء .. وقاده "نيل" إلى غرفته باعتباره صاحب المنزل ..
يصف المنزل بأنه من نوع المنازل الذي ربما تضيع فيه فممراته تشبه بعض ..
كان يتذكر بأنه قد سمع الناس يذكرون بأن المنزل مسكون ..
وذات مساء كان يستعد للعشاء المقام في المنزل ، وكان يقف أمام المرآه يربط ربطة عنقه ..
وكان يرى من خلال المرآه الباب للغرفة الأخرى المقابلة لغرفته ..
وما إن انتهى من ربط ربطة عنقه حتى انفتح الباب المقابل لغرفته ، لم يستدر وإنما رأى المنظر حبس أنفاسه من خلال المرآه ..
رآى فتاة جميلة ذات شعر أشقر طويل راقدة على السرير ورجل يحاول خنقها بيديه ..
لم يعرف الرجل ولكنه لاحظ ندبة في الجانب الأيسر من وجهه تمتد حتى رقبته ..
تجمد في مكانه من هول المنظر لدقيقة أو دقيقتين وعندما همّ بإنقاذ الفتاة استدار فاختفى المنظر ولم يجد سوى خزانه .. وبدأ يفرك عيناه !
بعد ذلك دخل صديقه "نيل" فسأله عما يحاول عمله ، فسأله هل وراء الخزانه باب .. فقال نعم باب يؤدي إلى غرفة مجاوره يشغلها الميجور أولدهام وزوجته ..
فسأله هل السيدة أولدهام شقراء الشعر .. فقال لا .. فشعرها أسود اللون .. فبدأ يدرك بأنه يتخيل ما لا وجود له ..
ما أذهله حينما نزلوا الدرج .. قابلتهم "سيلفيا" أخت "نيل" وزوجها "تشارلز كرولي" .. فقد كانت نفسها التي رآها في المرآه وزوجها يملك نفس الندبة !
طوال فترة الإقامة كان يريد إخبارها بما رآه ولكنه متردد ..
كان زواجهم بعد شهر .. وما زاد الأمر تعقيدا أنه أحبها منذ أن رآها !
في آخر يوم له قرر إخبارها مع أنه كان يعتقد بأنها لن تصدقه ومع أنه أحس بأنه أحمق أمامها !
ولكنها استمعت إليه بهدوء وأخبرته بأنها تصدقه ..
بعد أسبوع من مغادرته المنزل سمع بأن "سيلفيا" فسخت خطبتها ..
مرت الأيام ونشبت الحرب وقُتل "نيل" والتقت به "سيلفيا" باعتباره أعز أصدقائه ، فسألته عن ساعاته الأخيرة ..
أخبرها بأنه أحبها حبا جما من النظرة الأولى وكذلك قالت له هي ..
تحدثا عن ما رآه في المرآه واتفقا على أنها مجرد حادثة غريبة ..
بعد ذلك تزوجوا وشعرا بالسعادة ، ولكن سرعان ما أدرك بأنه ليس أفضل زوج مناسب لها بعد أن صارت ملك له ..
فقد كان يغار عليها غيرة شديدة ، حتى وإن كانت مجرد ابتسامات بينها وبين أي رجل آخر ..
أدرك بأنه ذلك الرجل الأحمق الذي يدمر سعادته شيئا فشيئا ، كان يسألها أسئلة تفصيلية ..
كأين كنتِ ؟ ومع من تحدثتِ ؟
كانت "سيلفيا" تضحك في بادئ الأمر إلى أن ضاقت ذرعا ..
شيئا فشيئا صارت تبتعد عنه بعقلها ، بحبها وبأسرارها !
بعد ذلك دخل "ديريك وين رايت" حياتها ، ما زاد الأمور سوءا !
فأصبح يقول لـ "سيلفيا" كلمات جارحة وقاسيه ..
إلى أن عاد ذات يوم ووجد رسالة منها تقول بأنها تركته لتذهب إلى منزل "بادغويرزي" لتقضي يوما أو يومين مع الشخص الذي تحبه وتحتاج إليه ..
جن جنونه !! فذهب إلى هناك فاقتحم غرفتها وقد كان وجهها الجميل يعكس الرعب والخوف !
فقال لها .. لن ينالك أحد غيري ، لن ينالك أحد أبدا !
ثم أطبق يديه على رقبتها ودفعها إلى الخلف وفجأة رأى صورتهما في المرآه .. هي تقاوم وهو يخنقها والندبة على الجانب الأيمن من وجهه !
لم يقتلها وإنما تراجع لتسقط على الأرض ، ثم بدأت بتهدئته .. وأخبرته بأن الشخص الذي تحبه وتحتاج إليه هو أخيها "ألان" ..
[ لقد كانت فكرة غريبة أن يمضي الإنسان في الحياة وهو
يذكر أنه لم يصبح قاتلا بفضل رعاية الله ثم بفضل مرآة. وتقارب
قلبانا في تلك الليلة ، ولا أذكر أن أحدنا انحرف عن الآخر
منذ تلك اللحظة.
لقد مات شيء واحد في تلك الليلة ، وهو شيطان الغيرة
الذي تملكني منذ بعض الوقت. ولكنني أسأل نفسي أحيانا:
لنفرض أنني لم أرتكب تلك الغلطة ( وهي أنني رأيت الندبة
على الخد الأيسر في حين أنها في الجانب الأيمن لأن المرآة
تُظهر الصورة معكوسة ) ، أو لو أنني كنت واثقا من أن الرجل
الذي رأيت صورته في المرآة هو تشارلز كرولي ، فهل كنت
سأحذر سيلفيا ؟ هل كانت ستتزوجني أم تتزوجه ؟ وهل الماضي
والحاضر شيء واحد ؟
أنا إنسان بسيط ولا أدعي أنني أفهم في مثل هذه الأمور ،
ولكنني رأيت ما رأيت. ونحن نعيش معا بعد القسَم التقليدي
على أن نظل معا حتى يفرق بيننا الموت ، ومن يدري ؟ ربما كنا
معا بعد الموت. ]