تعتبر الغدة الدرقية هي أحد اهم الغدد الموجودة في الجسم على الإطلاق ، فالغدة الدرقية هي من أكبر الغدد الصماء في الجسم ، حيث تقع في مقدمة الرّقبة ، وهي الغدة المسؤولة عن عملية التمثيل الغذائيّ في الجسمِ ، و تعمل الغدة الدّرقية عن طريقِ الهرمونات التي تفرزها ، يعتبر اليود العنصر الأساسي لإنتاجِ هذه الهرمونات ، وهو متوفّر بكثرةٍ في الماءِ والغذاءِ ، أما نقص نشاط الغدة الدّرقية فهي الحالة التي تكون فيها الغدة غير نشطة بما فيه الكفاية ، وتنتج كمية قليلة من عدةِ هرمونات أو هرمون معين ، مسببة بذلك العديد من المشكلات ، والإضطرابات بالجسم .
وتتعرض الغدة الدرقية للعديد من الأمراض والمشكلات التي تؤثر عليها ، وعلى توازن الهرمونات التي تفرزها في الجسم ، ومشكلات الغدة الدرقية مشكلات صعبة ومزعجة للمصابين بها ، وتحدث ههذه المشكلات في الغالب عند التقدم في العمر ، لكن لا تقتصر هذه المشاكل على التقدم في العمر ، فيصاب بها أيضآ الشباب ، ويتم علاج أمراض ومشكلات الغدة الدرقية بالعديد من الطرق المختلفة ، وإن لم تفلح العلاجات في القضاء على المشكلة يتم اللجوء في هذه الحالة للعلاج بالتدخل الجراحي ، والتدخل الجراحي في هذه الحالة يعني إجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية .
استئصال الغدة الدرقية : يضطر الكثير من الأشخاص عند الإصابة بأحد مشكلات الغدة الدرقية إلى استئصالها لعلاج المشكلة ، وتعد خطوة استئصال الغدة الدرقية هي الخطوة الأخيرة عندما يصبح العلاج الطبي غير مفيد في التخلص من المشكلة ، وقديمآ كان معدل الوفيات نتيجة استئصال الغدة الدرقية حوالي 40 % ، ويرجع السبب في ذلك إلى العدوى ، و النزيف ، و أيضآ صعوبة إجراء هذه العملية قبل تطور الطب الحديث ، أما في الوقت الحالي فإن هذه العملية أصبحت من العمليات الجراحية الآمنه ، لكن وعلى الرغم من ذلك فحتى الآن مازالت هناك مخاطر لاستئصال الغدة الدرقية ، فقد يتعرض المريض لعدد من المضاعفات الخطيرة ، صحيح أنها لا تصل للموت لكنها تسبب أضرار كبيرة .
مخاطر استئصال الغدة الدرقية : تسبب جراحة استئصال الغدة الدرقية العديد من المخاطر والمضاعفات منها :
1 – العدوى : تعتبر الإصابة بالعدوى من الأمور الشائعة إلى حد ما أثناء إجراء جراحة استئصال الغدة الدرقية ، وقد تسبب هذه العدوى العديد من المضاعفات الصحية الخطيرة إن لم يتم إكتشافها والتعامل معها على النحو الصحيح ، وقد يلجأ بعض الأطباء لإعطاء المريض بعض المضادات الحيوية لحمايته منها .
2 – نزيف الرقبة : يعد النزيف أيضآ من المخاطر التي تحدث عند استئصال الغدة الدرقية ، لكن نزيف الرقبة الآن أصبح أمر غير منتشر بين الحالات التي تجري الجراحة نتيجة تقدم الطب ، وقد يشكل النزيف ضغطآ على القصبة الهوائية فيسبب صعوبة في التنفس ، وإن لم يتم علاج النزيف منذ البداية قد يحتاج الطبيب إلى إجراء جراحة للمريض مرة أخرى لوقف النزيف .
3 – تغير الصوت : تتواجد الغدة الدرقية بجوار مجموعتين من الأعصاب المسئولة عن التحكم في الصوت ، فيعد أي خطأ ولو بسيط أثناء إجراء جراحة استئصال الغدة الدرقية يشكل تأثيرآ مباشرآ على الصوت ، ويؤدي إلى تغيره ، وفي بعض الحالات يعود الصوت كما هو بعد فترة وبعد علاج ، ولدى البعض لا يعود الصوت إلى طبيعته على الإطلاق ، لكن هذه الحالات التي لا تعود إلى طبيعتها حالات نادرة .
4 – تورم الرقبة : يحدث تورم في الرقبة لدى بعض المرضى عند إجراء جراحة استشصال الغدة الدرقية ، ويحدث ذلك نتيجة تجمع السوائل في منطقة الرقبة ، وبالتحديد في مكان الشق الجراحي ، ويتم علاج هذه المشكلة بعد الجراحة ، حيث يتدخل الطبيب لشفط السوائل الزائدة ومنع تكونها من جديد .
5 – ضعف الغدد جارات الغدة الدرقية : الغدد جارات الغدة الدرقية هي غدد تتواجد بالقرب من الغدة الدرقية ، وتتأثر هذه الغدد ونشاطها باستئصال الغدة الدرقية ، وضعف هذه الغدد الهامة يسبب ضعف مستوى الكالسيوم في الدم ، ويظل المريض يتناول حبوب الكالسيوم طوال عمره ، نتيجة كسل وضعف الغدد جارات الغدة الدرقية .