صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 45 6
النتائج 51 إلى 53 من 53
الموضوع:

سؤال لكل ملحد ؟ - الصفحة 6

الزوار من محركات البحث: 19 المشاهدات : 3389 الردود: 52
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #51
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 0 المواضيع: 2
    صوتيات: 8 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8215
    آخر نشاط: 19/November/2017
    انهم في ضلالٌ مبين
    الحمدلله على نعمة الاسلام

  2. #52
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022
    فقد كَثُرَ عدد الملحدين العرب فى الآونة الأخيرة وإنا لله وإنا إليه راجعون

    وأصبحوا يتطاولون على الأديان المنزلة من عند الله جل وعلا ويصفونها بأنها من صنع البشر, لدرجة أن بعضهم يتطاولون على الله سبحانه وتعالى نفسه

    ولكن الغريب فى الأمر أن معظمهم لا يتطاول إلا على الإسلام, وإذا سألتهم: لماذا تتطاولون على الإسلام وحده؟ يقولون لك: لأن الإسلام هو الديانة السائدة بين العرب, أما اليهود فهم قلة

    أولاً: الرد على من ينكرون وجود الله جل وعلا, ويقولون: إن هذا الكون الفسيح وُجِد بالصدفة, وهو من صنع الطبيعة, ونحن لا نؤمن إلا بالمُشاهَد المحسوس, ولو كان الله موجوداً لأرانا نفسه كى نؤمن به

    فنقول وبالله التوفيق: إن هذا السؤال لا يصح من عاقل, فهل يوجد أى شىء فى الكون بدون واجد؟ وهل المصادفة تصنع قانوناً محكماً؟ وإذا كانت الطبيعة هى التى خلقت هذا الكون, فمن أين جاءت بمكوِّناته؟ قال الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور:35] فهل لو حدثكم إنسان أنه رأى سفينة محملة بالبضائع تكونت مصادفة بغير صانع, وسارت فى البحر بغير قائد, أكنتم تصدقونه؟ هل لو طرحتم إناءً كبيراً من الزجاج على الأرض فانكسر, هل يُكوِّن أكواباً صغيرة؟هل لو سكبتم عدة ألوان على ورقة, أتكوِّن منظراً بديعاً؟ فما ظنكم بهذا الكون المُحكَم البديع, الذى يسير كل شىء فيه بنظام رائع لو اختل لدُمِّرَت الحياة بأكملها؟ إن أحدكم لو سافر إلى الصحراء بمفرده, ونام بعض الوقت ليستريح, ثم استيقظ وهو جائع, فوجد مائدة عليها طعام وشراب, هل سيمد يده ليأكل قبل أن يتساءل فى نفسه: من أحضر هذا الطعام؟ فكيف بالكون كله الذى أُعِدَّ لاستقبالنا قبل أن نولَد, شمسه وقمره ونجومه وأرضه وسماؤه… إلخ, وكل شىء فيه له نظامه وقانونه الذى لا يخرج عنه, ألا يوجد لهذه الأشياء خالق؟ وهل هذه القوانين المحكمة صنعتها المصادفة؟

    إننا نؤمن بوجود الكهرباء, ولكن هل نراها؟ نفترض أننا فى مكان ما, والمصابيح مُضاءة والمراوح تعمل, ثم سأل سائل: هل توجد كهرباء؟ ماذا سيكون جواب الحاضرين؟ أمجنون أنت؟ ألا ترى الإضاءة والمراوح وكذا وكذا؟ فقال: أين توجد هذه الكهرباء؟ فقلنا له: إنها فى هذه الأسلاك المُغطّاة, فذهب ليعرى الأسلاك, هل يرى شيئاً؟ ولو وضع يده ليلمسها, ماذا يحدث له؟ إننا نعلم ما أحدثه استخدام الإلكترونيات من ثورة علمية هائلة لم يسبق لها مثيل فى عالم الأقمار الصناعية والحاسبات الإلكترونية والاتصالات الهاتفية والشبكة العنكبوتية (الإنترنت)… إلخ, فهل نرى الإلكترونات؟ هل نرى الجاذبية الأرضية؟ هل نرى المغناطيسية؟ هل نرى أشعة إكس أو الليزر أو الموجات فوق الصوتية؟ أم أننا استدللنا على هذه الأشياء كلها بتأثيرها؟

    إن حواسنا التى خلقها الله لنا ليست مُعَدَّة لإدراك كل المخلوقات, فكيف بإدراك من خلقها؟ سبحانه {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام:103]

    ثم إنكم تطلبون رؤية الله عز وجل, فلو رأيتموه كيف يكون الاختبار إذن؟ إن الإيمان بالغيب من صُلب عقيدة المؤمنين, فإذا كان كل شىء مُشاهَد, فما فائدة الإيمان؟ فهل يقول أحدٌ: أنا مؤمن بوجود الشمس والقمر أو الليل والنهار؟ إن رؤية الله عز وجل نعيم عظيم, بل هى أعظم من نعيم الجنة, فهل يستحقها المشرك والكافر والفاسق والفاجر؟ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين:15] إنها قاصرة على أهل الجنة يتنعمون بها على قدر منازلهم, فأعلاهم منزلة من يرى الله سبحانه وتعالى بُكرَة وعَشيّاً {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ{22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:22-23]
    ولو افترضنا (جدلاً) أيها الملحدون أن أحداً خلَق الله, فستقولون: من خلقه هو أيضاً؟ ثم من خلق الآخر ثم الآخر… وهكذا

    ولكن إلى متى؟ إلى ما لا نهاية؟ فلابد أن يدرك العاقل وجود خالق لم يخلقه أحد, أوَّل ليس قبله شىء, وهذا فى عقيدتنا هو الله سبحانه وتعالى الذى خلق كل شىء ولم يخلقه شىء
    {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:3-4]

    ثانياً: الرد على الذين يؤمنون بوجود الله ولكن لا يؤمنون بالأديان (وخصوصاً الإسلام) ويقولون: إنها السبب فى التخلف والفقر والمرض والفساد والظلم… إلخ, ولا يؤمنون بيوم القيامة

    هل تظنون أن الله خلقنا عبثاً ولن يحاسبنا على أعمالنا؟ فأين العدل إذن؟ وهل تظنون أن الله يجعل الصالح يستوى مع الطالح؟ والمصلح فى الأرض يستوى مع المفسد فيها؟ والظالم يستوى مع المظلوم؟ والقاتل يستوى مع المقتول… إلخ؟

    إن هذا لسوء ظن بالله تعالى, واتهام له بالعبث والظلم, وحاشا لله أن يكون كذلك, إن هذه الصفات لو كانت فى أحد ملوك الأرض ما استحق أن يكون ملكاً, فكيف بملك الملوك سبحانه وتعالى؟ قال الله تعالى: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ{115} فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } [المؤمنون: 15-16]

    أنتم تتحدثون عن الفساد والظلم والتخلف والفقر فى بلاد المسلمين, وتعتبرون دعوتكم للكفر بكل الأديان هى دعوة للإصلاح والوقوف فى وجه البؤس والظلام الذى نعيشه, ولكن ربط كل هذا بالدين خطأ فاحش, فهل الانسلاخ من الدين سيغير ما نحن فيه من تخلف وظلم وفقر… إلخ؟


    إن كثيراً من الأمريكيين والفرنسيين والألمان وغيرهم من أهل الدول المتحضرة يعتنقون الإسلام, فهل غيّر الإسلام أحوالهم, فأصبحوا فقراء مرضى متخلفين؟

    واسمحوا لى أن أسألكم: نفترض أن كل الشعوب العربية قاطبة استجابوا لصراخكم بنبذ الدين (والعياذ بالله) فهل هذا سيغير حالهم؟ وهل سيحوّل تخلفهم إلى رُقِىّ؟ وفقرهم إلى غنى؟ وظلمهم إلى عدل؟

    ثم من يأخذ للمظلومين والمقهورين حقهم ممن ظلمهم وقهرهم؟ ولمن يشتكون إن لم يجدوا من ينصفهم؟ وبماذا يتصبّر الفقير والمريض والمطحون فى هذه الحياة, وهو يعلم أن الكل سيموت ولن يُعَوَّض (فى رأيكم) عن فقره ومرضه بعد موته؟ فى حين أن غيره قد تنعّم بالغنى والصحة والراحة؟

    كيف تكون أحوال أمم لا تدين بدين يربطها بحب الله جل وعلا, والخوف من عقابه, ورجاء ثوابه؟ ألا يكون كل شىء مباحاً طالما يفعله الناس فى الخفاء بعيداً عن طائلة القانون؟ ومن يضمن للناس حفظ أموالهم ودمائهم وأعراضهم؟ إن مجتمع كهذا سينتشر فيه الكذب والخداع وشرب الخمور والزنى بالمحارم وغير المحارم, ولن يكون هناك ضابط يضبط سلوكيات الناس إلا القانون الذى يستطيعون التهرب منه بكل سهولة

    أنتم تعلمون أن رُقِىّ الدول الغربية لم يَقُم على تعاليم دينها, وإلا.. فهناك دول أفريقية كثيرة متخلفة , وتعلمون أيضاً أن الحضارة الغربية ما قامت إلا على الحضارة الإسلامية, وعلى سرقة عقول الشعوب, وامتصاص دمائهم, ونهب ثرواتهم, كما أنكم تعلمون أن ما حَلّ ببلاد المسلمين هو بسبب الاستعمار المتكرر لبلادهم, وتقسيم العالم الإسلامى إلى دويلات متفرقة… إلخ


    إن المتأمل فى أحوال المسلمين يجد أغلبهم غير ملتزمين بدينهم, وهذا هو سبب نكبتهم, ولو كان قولكم صحيحاً فى أن الإسلام هو السبب فى التخلف والمرض والفقر… إلخ, لانصحلت أحوال هؤلاء ببعدهم عن دينهم, أليس كذلك؟

    إن أعلى معدلات الجرائم من سرقة واغتصاب وقتل هى فى الدول التى لا تدين بالإسلام, أو التى لا تحكم بشرع الله, حتى إن أمريكا (وهى أكثر البلاد تقدماً) بها أعلى نسبة من حوادث السيارات فى العالم, وذلك بسبب الخمر

    وأخبرونى بربكم: هل قرأتم أو سمعتم أى آية أو حديثاً أو رأياً فقهياً يحث على محاربة العلم وعدم التداوى من الأمراض والوقاية منها؟ أو يأمر بالظلم والقهر والاستبداد؟ أو يعارض السعى لاكتساب الأرزاق الحلال؟ وهل ما يفعله بعض الذين ينتمون للإسلام من ظلم وقهر واستغلال للثروات على حساب الفقراء ناتج عن امتثالهم لأوامر دينهم؟

    أليس ما فيه كثير من المسلمين من ظلم وفساد ورشوة وقتل وسرقة واغتصاب.. إلخ ناتج عن بعدهم عن الدين؟ فكيف لو تركوه بالكلية؟



    إن الله سبحانه وتعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه واله وسلم بطلب الزيادة من أى شىء إلا العلم, فقال: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه:114]
    وهناك آيات وأحاديث كثيرة تحث على العلم والعمل والوقاية من الأمراض والتداوى منها والتكسُّب من الحلال

    وأخيراً أوجّه سؤالاً لكل من يقول: (إن الكون جاء صدفة بغير خالق) : افترض أنك رجعت إلى بيتك فوجدت آثار لأقدام رجل أو أعقاب سجائر, فسألت زوجتك عن تلك الآثار والأعقاب, فقالت لك: (إنها موجودة بالصدفة) هل كنت تصدق ذلك؟ أم أنك تثور ثائرتك وتقول لها: مستحيل أن توجد هذه الأشياء بالصدفة؟

    كما أننى أوجّه سؤالاً آخر لكل من لا يؤمن بالإسلام: افترض ولو واحداً فى المليون أن الإسلام حق, هل ستتحمل عذاب الله يوم القيامة بسبب كفرك؟ وهل ستتحمل مثل عذاب من كنت سبباً فى كفرهم؟

  3. #53
    من أهل الدار
    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة؛ إذ يفتك بالإيمان، ويعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن، وتجد المريض به يجادل في البديهيات، ويجمع بين النقيضين، ويفرق بين المتماثلين، ويجعل من الظن علمًا، ومن العلم جهلًا، ومن الحق باطلًا، ومن الباطل حقًّا.
    ومن عوامل انتشار هذا المرض: الجهل بالدين، وضعف العقيدة واليقين، والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل.
    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل، وادعاءات بلا مستند، ورغم ضعفها وبطلانها فإنها قد تؤثر في بعض المسلمين؛ لقلة العلم، وازدياد الجهل بالدين؛ ولذلك كان لا بد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوى أهل الإلحاد؛ شبهة تلو الأخرى، ومغالطة تلو المغالطة، ودعوى تلو الدعوى؛ حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشُبَههم.

    إنكار الملاحدة لأسلوب الترغيب والترهيب:
    ينكر الملاحدة حضَّ الإسلامِ على فعل الخير عن طريق ذكر الثواب والمكافأة على فعله، وهو ما يُعرَف بالترغيب، ويستنكرون أيضًا حث الإسلام على ترك الشر عن طريق ذكر العقاب والعواقب الوخيمة له، وهو ما يُعرَف بالترهيب؛ ويعللون ذلك أن مجرد معرفة الإنسان بالخير كفيلة بأن تجعله يفعل الخير، ومعرفة الإنسان بالشر كفيلة بأن تجعله يجتنب الشر، ومن ثم فلا حاجة ولا قيمة لأسلوب الترغيب والترهيب.
    ويقول بعض الملاحدة:
    "من يفعل الخير حبًّا لذات الخير، هو أفضل من الذي يفعل الخير طمعًا أو خوفًا من رقيب، نحن - الملحدين - لسنا بحاجة لرقيب، ولسنا أطفالًا ".
    ويقول آخرون: "إن ما يحرك الإنسان على الخير وأداء الأمانة والالتزام الأخلاقي وأداء واجباته بضمير والرحمة بالمتألمين والمبادرة إلى نجدتهم - هو فعل الخير لذات الخير، وليس رجاء الثواب من إله أو إنسان".
    ويقول أحدهم: "فعل الخير يجب أن يطبق، بصرف النظر عما يترتب عليه من جزاء أو مكافأة".
    ويقول آخر: "الافتراض بأن الخوف والطمع يدفعان الإنسان لعمل الخير أو اجتناب الشر، يصوِّر الإنسان كأنه شريرٌ بالفطرة؛ لذلك لا بد من ترويضه بالقوة كالحيوان المتوحش".
    وبالغ بعضهم فقال: "الحض على فعل الخير عن طريق ذكر الأجر والثواب: عبارة عن رِشوة للناس كي يفعلوا الخير".

    معرفة الخير لا تكفي لإلزام الناس به:
    معرفة الخير لا تكفي وحدها لإلزام الناس به، ومعرفة الشر لا تكفي وحدها لصرف الناس عنه؛ فقد لا يعمل الشخص بما علم بسبب هوى في النفس، أو شبهة، أو مغالطة، أو تعلق قلبه بشيء آخر، وعلى سبيل المثال: كثير ممن يدخن يعلم الآثار السيئة للتدخين، ومع ذلك يدخن، ومن يقتل شخصًا يعلم أن القتل مجرَّم قانونيًّا، ومع ذلك يقتل، والناس تعلم وتتيقن أن النار محرقة، وبعضهم يُحرق نفسه بالنار، وبعض الناس يعلم أن الزنا يكون سببًا في العديد من الأمراض الجنسية، ومع ذلك يرتكبه.
    وإذا كانت معرفة الخير لا تكفي وحدها لإلزام الناس به، ومعرفة الشر لا تكفي وحدها لصرف الناس عنه - فلا معنى لمعرفة الخير دون إلزام بفعله، ولا معنى لاستحسان الخير دون إلزام بفعله؛ إذ بدون الإلزام لا يهتم الإنسان بفعل الخير، ولا يُعِيره اهتمامًا، وبانعدام الإلزام تنعدم المسؤولية التي تلزم الإنسان بعمل الخير، وإذا انعدمت المسؤولية التي تلزم الإنسان بعمل الخير، ولا يوجد ما يحمل الإنسانَ على الالتزام بفعل الخير - يضيع الخير؛ فكل شخص يفعل ما يحلو له.
    من طبيعة النفس البشرية التصرف - في كثير من الأحيان - وفق الخوف والطمع:
    من طبيعة النفس البشرية: التصرف - في كثير من الأحيان - وفق الخوف والطمع، وهذا ليس عيبًا فيها، بل هو من طبيعتها، ومما جُبلت عليه؛ كما جُبلت على حب البقاء والجمال والتكاثر.
    وكثيرًا ما تفعل النفس البشرية الخير لأجل جلب مصلحة، أو لدفع مفسدة، أو للاثنين معًا، وقلما تفعل لأجل الخير ذاته.

    وتجد الواحد من الناس يفعل أمرًا طمعًا في شيء معين، ولا يفعل أمرًا آخرَ خوفًا من شيء معين، وعلى سبيل المثال: يعمل الإنسان؛ طلبًا للمال، ويزيد في عملِه، ويجِدُّ في عمله؛ طمعًا في الحوافز والترقيات، ولا يتأخر عن عمله؛ خوفًا من الجزاءات والعقوبات، والطالب يذاكر؛ طمعًا في النجاح، وخوفًا من الرسوب، والسائق يلتزم بإشارات المرور؛ خوفًا من الغرامة، وحِفاظًا على السلامة.
    والملحد نفسه يتصرف في حياته اليومية وفق الخوف والطمع؛ فهو يذاكر أملًا في النجاح، وخوفًا من الرسوب، ويعمل طلبًا للمال، وأملًا في حُسن المعيشة، وهل وجدنا ملحدًا يعمل ولا يريد أجرًا على عمله؟!، وهل وجدنا ملحدًا يتفوق في الامتحان ولا يريد شهادة تقدير على تفوقه؟!، ولو قال الملحد: أنا لا أسرق؛ لأني لا أحب أن يسرقني أحد، فهو يريد أن يعامل بالمثل، ومن ثم يريد مقابل معاملته معاملة مثلها، وبالتالي فهو لا يسرق لأن السرقة شر، لكن لا يسرق؛ لأنه يريد ألا يسرقه أحد.
    أسلوب الترغيب والترهيب يتفق مع طبيعة النفس البشرية:
    أسلوب الترغيب والترهيب يتفق مع طبيعة النفس البشرية؛ فالنفس البشرية تحبُّ ما فيه نفعها ومصلحتها، وتُقبِل عليه، وتكرَهُ ما يضرها ويؤذيها، وتنفِرُ منه، والترغيب في الخير يحث الناس ويدفعهم إلى فعله، والترهيب من الشر يحث الناس على تركه، ويدفعهم إلى اجتنابه.
    استعمال أسلوب الترغيب والترهيب في الحياة اليومية:
    يُعد أسلوب الترغيب والترهيب من أكثر الأساليب المستخدمة في حياتنا اليومية، ولِمَ لا وهذا الأسلوب يوافق الفطرة وطبيعة النفس البشرية؟!
    ومن أمثلة استعمال أسلوب الترغيب والترهيب في الحياة اليومية: المدرِّس في المدرسة يحض الطلبة على المذاكرة بالترغيب والترهيب، والأستاذ في الجامعة يحض الطلبة على المذاكرة والبحث بالترغيب والترهيب، والأبُ والأمُّ في المنزل يحضان ابنهما على عمل شيء معين بالترغيب والترهيب، والبائعون يروجون سلعتهم بالترغيب والترهيب، ومدير العمل يحفز موظفيه على الالتزام بالعمل بالترغيب والترهيب.
    وما زال الدعاة والمصلحون والقادة والإعلاميون يستعملون أسلوب الترغيب والترهيب في حمل الناس على فعل الخير، والتحلِّي بالفضائل، وحمل الناس على ترك الشر، وترك اقتراف الرذائل.

    أهمية أسلوب الترغيب والترهيب:
    يكتسب أسلوب الترغيب والترهيب أهمية بالغة؛ لشدة أثره وتأثيره على الناس في حملهم على فعل الخير وترك الشر؛ ولذلك كثُر في القرآن الترغيبُ بالجنة، والترهيب من النار، وإذا خلا القلب من ملاحظة الجنة والنار، ورجاء هذه، والهرب من هذه - فَتَرَتْ عزائمُه، وضعفت همته، ووهَى باعثه، وكلما كان أشد طلبًا للجنة، وعملًا لها - كان الباعث له أقوى، والهمة أشد، والسعي أتم، وهذا أمر معلوم بالذوق
    وربط عمل الخير بالجزاء والمكافأة: أمر ضروري؛ لأنه يزيد قيمة عمل الخير، كما تزيد قيمةَ الشجرة ثمرتُها، والجزاءات المترتبة على عمل الخير وترك الشر تُعَدُّ من أقوى الحوافز والدوافع القوية إلى الالتزام الدائم بعمل الخير وترك الشر؛ ذلك أنه بقدر ما يعرف الإنسان قيمة الشيء يلتزم به، وبقدر ما يعرف العواقب الوخيمة لعمل الشر يجتنبه، وعمل الخير من غير جزاء ومكافأة عمل جافٌّ لا طعم فيه، أو قليل الفائدة، وناقص القيمة.
    وأي نظام لا يطبق فيه مبدأ الثواب والعقاب والترغيب والترهيب، هو نظام قصير الأجل، لا يصمد إلا فترة وجيزة من الزمن.
    ودون الترغيب والترهيب لا يشجع الناس على فعل الخير وترك الشر، ومن ثم يقلُّ الخير، ويزداد الشر والخبث.

    دوافع عمل الخير عند المسلم:
    يخطئ من يتوهم أن المسلم يفعل الخير طلبًا للجنة، وخوفًا من النار فقط؛ فدوافع عمل الخير أكثر من ذلك، وإن كان الله - سبحانه وتعالى - يحب من عباده أن يسألوه جنته، ويستعيذوا به من ناره، فإنه يحب أن يُسأَل، ومن لم يسأله يغضب عليه، وأعظم ما سئل: الجنةُ، وأعظم ما استعيذ به: من النار؛ فالعمل لطلب الجنة محبوبٌ للرب، مَرْضيٌّ له، وطلبها عبودية للرب، والقيام بعبوديته كلها أولى من تعطيل بعضها
    ومن دوافع عمل الخير عند المسلم:
    عمل الخير طاعة لله؛ فالله قد أمرنا بكل خير، ونهانا عن كل شر، وبالتالي فِعلنا للخير يكون امتثالًا لأمر الله.
    وعمل الخير حبًّا لله، وابتغاءَ وجه الله، والمسلم يحب الله، والذي يحب أحدًا يُطيعه، ويفعل ما يحب حبيبه.
    وعمل الخير من أجل رضا الله؛ فالله يرضى عمن يطيعه، ويفعل الخيرات، ويجتنب المنكَرات.
    وعمل الخير شكرًا لله على نعمه التي لا تُعَدُّ ولا تحصى؛ فمِن شُكر النعم: استعمال نِعم الله في مرضاة الله، التي منها عمل الخير.
    وعمل الخير من أجل حب الله لنا؛ فالله يحب المُطيعين له.

    وعمل الخير اتقاءً لغضب الله.
    وعمل الخير طمعًا في زيادة الحسنات، وتكفيرًا للسيئات؛ فالحسناتُ يُذهِبن السيئات.

    وتنوُّع المقاصد باب واسع، والعبد قد يقصد هذا مرة، وهذا مرة، وقد يقصد أكثر من واحد من هذه المقاصد، وكلها تنتهي إلى غاية واحدة، وتعني في النهاية شيئًا واحدًا: أن العبد يريد الله سبحانه، ولا يريد سواه، وكل ذلك محقِّق للإخلاص، وأصحاب هذه المقاصد على الصراط المستقيم، وعلى الهدى والصواب، وإن كان العبد لا ينبغي أن يُخلِيَ قصده من الحب والخوف؛ فإن قوام العبادة بهما، ومدارها عليهما
    ومن هنا يتبين خطأ الملاحدة في دعواهم: أن محرِّك فعل الخير عند المسلمين هو الطمع في الجنة والخوف من النار فقط، والواحد من الناس قد يطيع أباه حبًّا لأبيه، وخوفًا من عقابه، وطمعًا في إحسانه، ومن أجل إرضائه، ومن أجل ألا يغضبه؛ فهناك أكثر من دافع، وأكثر من مُحرِّك على الطاعة، وكذلك المسلم مع ربه؛ مع الفارق بين الربِّ والأبِ.
    ولتعدُّد دوافع عمل الخير عند المسلم أثرٌ كبير في زيادة عمل الخير في البلاد التي تلتزم بتعاليم الإسلام؛ حيث يعُمُّ الخير والسعادة والرخاء هذه البلاد، وصدق الله القائل
    : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، والقائل: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123، 124]، والقائل:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
    تصحيح فهم خاطئ للملاحدة عن الجنة:
    يتوهم الملاحدة - هداهم الله - أن الجنة لا يدخل في مسماها إلا الأكل، والشرب، واللباس، والنكاح، ونحو ذلك مما فيه التمتع بالمخلوقات، وهذا فهم خاطئ ينمُّ عن ضعف الأرضية الثقافية الدينية عند الملاحدة؛ فالجنة اسم جامع لكل نعيم، وأعلاه: النظر إلى وجه الله؛

    ومن أعظم نعيم الجنة: وقرة العين بالقرب الله منه وبرضوانه، فلا نسبة للذة ما فيها من المأكول والمشروب والملبوس والصور إلى هذه اللذة أبدًا؛ فأيسرُ يسير من رضوانه أكبرُ من الجنان وما فيها من ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [التوبة: 72]، وأتى به مُنكَّرًا في سياق الإثبات؛ أي: أيُّ شيء كان من رضاه عن عبده، فهو أكبر من الجنة"[5].
    وكلامهم كلام بلا دليل، فضلًا عن مخالفته للواقع؛ فالذي يفعل الخير من أجل هدف وغاية - كالطمع في شيء، أو الخوف من شيء - أثبتُ على فعل الخير ممن ليس عنده هدف وغاية، ومن يفعل الخير من أجل هدف وغاية أحرصُ على فعله ممن ليس عنده هدف وغاية، ومن يفعل الخير من أجل هدف وغاية أكثرُ سعادةً بفعل الخير ممن ليس عنده هدف وغاية، ومن ينجح في الامتحان بعد جِدٍّ وكفاح وطموح في التفوق والنجاح، يمدحه الناس، ويُثنون عليه أكثر ممن نجح بلا هدف وطموح.

    وقولهم: "نحن - الملحدين - لسنا بحاجة لرقيب، ولسنا أطفالًا بحاجة ل كلام بلا دليل- big brother "، وفيه نبرة الكبرياء والغرور بالنفس، مما ينمُّ عن نفسية غير سوية، وإذا كان العلماء والناجحون والمبدعون يحتاجون إلى من يشُدُّ أَزْرَهم ويحمسهم، وإذا كان قادة الجيوش يحتاجون إلى من يشُدُّ أَزْرَهم ويحمِّسهم، فكيف بهؤلاء الشِّرذمة القليلين؟! وهل يوجد إنسان لا يحتاج إلى تشجيع؟!
    وأي إنسان ليس ملاكًا، وليس معصومًا من الخطأ؛ ولذلك فهو بحاجة إلى رقيب عليه، وأمور الناس على هذا، سواء مؤسسات حكومية أو غير حكومية، لكن الملاحدة يجهلون الواقع.
    ويقول بعض الملاحدة:
    "إن ما يحرك الإنسان على الخير، وأداء الأمانة، والالتزام الأخلاقي، وأداء واجباته بضمير، والرحمة بالمتألمين، والمبادرة إلى نجدتهم - هو فعل الخير لذات الخير، وليس رجاء الثواب من إله أو إنسان".
    وهذا كلام بلا دليل، ومخالف للواقع، والملحد نفسه يخالفه؛ فهو يعمل طلبًا للمال والأجر، وهل وجدنا ملحدًا يعمل ولا يريد أجرًا على عمله؟!
    ويقول أحد الملاحدة: "فعل الخير يجب أن يُطبَّق، بصرف النظر عما يترتب عليه من جزاء أو مكافأة"، وهذا الكلام إن صلح لفئة من الناس، فلا يصلح للفئات الأخرى، وكيف تُقبِل النفس على عمل ليس فيه جلب مصلحة لها، أو دفعُ مضرة عنها؟! ومن طبيعة النفس البشرية: محبةُ ما فيه نفعها ومصلحتها، والإقبال عليه، وكُره ما يضرها ويؤذيها ويفسد عليها أمرها، والنفور منه[6]، وعمل الخير من غير جزاء ومكافأة عمل جافٌّ لا طعم فيه، أو قليل الفائدة، وناقص القيمة.
    ويقول أحد الملاحدة: "الافتراض بأن الخوف والطمع يدفعان الإنسان لعمل الخير أو اجتناب الشر، يصور الإنسان كأنه شريرٌ بالفطرة؛ لذلك لا بد من ترويضه بالقوة كالحيوان المتوحش".
    وهذا الكلام فيه تشويه للحقائق؛ إذ من طبيعة النفس البشرية محبةُ ما فيه نفعها ومصلحتها، والإقبال عليه، وكُره ما يضرها ويؤذيها ويفسد عليها أمرها، والنفور منه، ويُعَد الثواب والعقاب هو الأسلوب الذي يتفق مع الفطرة الإنسانية، والذي ثبت صلاحيته في كل زمان ومكان[7].
    والإنسان - بطبيعته - يتصرف في كثير من الأحيان وفق الخوف والطمع؛ فهو يفعل أمرًا طمعًا في شيء معين، ولا يفعل أمرًا آخرَ خوفًا من شيء معين، وعلى سبيل المثال: يعمل الإنسان؛ طلبًا للمال، ويزيد في عمله ويجِدُّ؛ طمعًا في الحوافز والترقيات، ولا يتأخَّر عن عمله؛ خوفًا من الجزاءات، فهل هذا السلوك سلوكٌ مذموم؟، والطالب يذاكر؛ طمعًا في النجاح، وخوفًا من الرسوب، فهل هذا السلوك سلوك مذموم؟، والسائق يلتزم بإشارات المرور؛ خوفًا من الغرامة، فهل هذا السلوك سلوك مذموم؟

    ويقول أحد الملاحدة:
    "الحض على فعل الخير عن طريق ذكر الأجر والثواب: عبارة عن رِشوة للناس كي يفعلوا الخير".
    وهذا الكلام فيه تشويه للحقائق؛ فالمؤمن يعبد الله ويعمل الخير؛ طاعة لله المتفضل عليه بالنِّعَم، وخوفًا من العذاب، وطمعًا في الثواب، فأين هذا الحالُ مِن حال المرتشي والراشي الذي يفعل فعلًا مَشينًا؟! والناس تحب وتمدح من يعبد الله خوفًا من العذاب، وطمعًا في الثواب، لكنها تذم المرتشي والراشي، فأين هذا من هذا؟
    والرِّشوة كل مال دُفع لذي جاه؛ عونًا على ما لا يحل، أما فِعل الخير خوفًا من العذاب، وطمعًا في الثواب، فهو فِعل ما يُستحسن أن يفعل - أي: فعل الخير، ويُستقبَحُ ألا يفعل - أي: ترك فعل الخير، فأين هذا من هذا؟ والرِّشوة يترتب عليها ضياع الحقوق، وفساد المجتمعات، وعمل الخير طاعةً لله، وخوفًا من العذاب، وطمعًا في الثواب - يترتب عليه سعادةُ الفرد والمجتمع، وصلاح الفرد والمجتمع، فأين هذا من هذا؟

صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 45 6
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال