عليُّ.. والملائكة
نفحاتٌ قدسيّة
• قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله المجيد: إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّون علَى النبيّ ، يا أيُّها الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عليهِ وسَلِّموا تسليماً [ الأحزاب:56 ].
لقد كان من عظيم شأن هذه الصلاة الشريفة أنّ الله عزّوجلّ بدأ بنفسه القدسيّة فصلّى على نبيّه وآله، وصلّت بصلاته
ملائكتُه على تنوّع مراتبهم وأنوار وجودهم، ثمّ أمر سبحانه الذين آمنوا وأقبل عليه ليعبروا صراطه آمنين أن يُصلّوا هم أيضاً هذه الصلاة المباركة. لقد صلّى اللهُ على محمّدٍ وآله، وصلّت عليهم ملائكته المقرّبون، ثمّ أمرَنا أن نصلي عليهم نحن أيضاً، مقتدين متشبّهين، لنكون جزءً من هذ المنظومة العظمى الماثلة للأكوان بالصلاة على حبيب الله محمّدٍ المصطفى وأحبابه من أهل بيته النجباء.
وإذا كان البشر يتعاملون غالباً مع الأرض وآثارها وما حَوَت، فإنّ أولياء الله تألّقوا في علاقاتهم وروابطهم إلى عالم الغيب، فكانت لهم حالات أخرى، كما كان للغيب معهم حالات أخرى، فزارتهم الملائكة وتعاطفت معهم، ونَصرَتم وذكرتهم ذِكراً حسناً. وممّن كان في همّهم وذِكرهم: أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وهذه مجموعة من الأخبار والروايات في ذلك نوردها عن مصادر أهل السنّة فحسب؛ ليُعلَم أنّ عليّاً كان رجلاً أسمى ممّا تَصوَّره الناس.
رواية ابن عبّاس
• بسنده إليه، كتب الخوارزمي الحنفي في ( المناقب:31 ـ ط تبريز ):.. عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآل: « صلّتِ الملائكةُ علَيَّ وعلى عليِّ بن أبي طالبٍ سبعَ سنين »، قالوا: ولِمَ تلك يا رسول الله ؟ قال: « لم يكن معي مَن أسلم من الرجال غيرُه » ( مثلُه ما رواه العيني الحيدرآبادي في: مناقب عليّ:36 ـ ط أعلم پريس ).
رواية عمرو بن جميع
• جاء بها المتّقي الهندي في ( كنز العمّال 213:12 ـ ط حيدرآباد الدكن ) أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآل: « إنَّ الملائكة صلّت علَيّ وعلى عليٍّ سبع سنين قبل أن يُسلِم بشر ».
رواية أبي ذرّ
• من طريق النسائي عن عليٍّ عليه السلام، ومن طريق ابن عساكر الدمشقي الشافعي عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ الملائكة صلّت علَيّ وعلى عليّ بن أبي طالب » ( مناقب عليّ للعيني:20 ـ ط أعلم پريس ).
رواية أنس بن مالك
• أوردها بسند طويل ابن المغازلي الشافعي في ( مناقب عليّ بن أبي طالب:14 / ح 19 ـ ط طهران ـ المكتبة الإسلاميّة ) أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « صلّت الملائكةُ علَيّ وعلى عليٍّ سبعاً؛ وذلك أنّه لم يُرفع إلى السماء شهادةُ أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله إلاّ منّي ومنه ».
رواية أبي أيّوب الأنصاري
• نقلها ابن المغازلي الشافعي أيضاً في ( مناقب عليّ:14 / ح 17 ـ ط طهران ) حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « صلّت الملائكة علَيّ وعلى عليٍّ سبع سنين؛ وذلك أنّه لم يُصلِّ معي أحدٌ غيره » ( رواها عنه أيضاً: النقشبندي في: مناقب العشرة:13 ـ من المخطوط، والصفوري البغدادي ـ ت 884 هـ ـ في: نزهة المجالس 205:2 ـ ط القاهرة، وكذا في: المحاسن المجتمعة:158 ـ من المخطوط، والعيني في: مناقب عليّ:43 ـ ط أعلم پريس، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل:113 ـ من المخطوط ).
تسليم الملائكة على الإمام عليّ عليه السلام
• روى سبط ابن الجوزي الحنفي في ( تذكرة خواصّ الأمّة:51 ـ ط الغري ) عن كتاب ( فضائل الصحابة ) لأحمد بن حنبل أن الإمام عليّاً عليه السلام قال: « لمّا كانت ليلةُ بدر، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن يستقي لنا من الماء ؟ فأحجم الناس، فقمتُ فاحتضنت قِربةً ثمّ أتيتُ قَليباً بُعَيد القعر مظلماً، فانحدرت فيه، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل: تأهّبوا لنصرة محمّدٍ وحزبه. فهبطوا من السماء لهم دَويّ يُذهل مَن سمعه، فلمّا حاذَوُا القَليب وقفوا وسلّموا علَيّ مِن عند آخِرِهم؛ إكراماً وتبجيلاً وتعظيماً ». قال: وذكره أرباب المغازي. ( وذكره بعين ما تقدّم: الخوارزمي الحنفي في: المناقب:213 ـ ط تبريز، والمحبّ الطبري الشافعي في: ذخائر العقبى:68 ـ ط مكتبة القدسي بمصر، وعبدالله الشافعي في: المناقب:201 ـ من المخطوط، والجويني الشافعي في: فرائد السمطين، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:122 ـ ط إسلامبول.. وغيرهم ).
• كما رواه الشيخ عبدالقادر الحنبلي الجيلي البغدادي في ( الغُنية لطالبي طريق الحقّ 3:2 و 74 ـ ط 3 بمصر ) قال: روى عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جدّه قال: سمعتُ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: « أتيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله ذات يومٍ عند انتصاف النهار وهو في الحجرة، فسلّمتُ عليه فردّ علَيّ السلام ثمّ قال: يا عليّ، هذا جبرئيل يُقرئك السلام، فقلت: عليك وعليه السلام يا رسول الله، فقال صلّى الله عليه وآله: أُدْنُ منّي. فدنوت منه، فقال: يا عليّ يقول لك جبرئيل:... » إلى آخر الرواية، وقد رأينا فيها سلام جبرئي سيّد الملائكة على عليٍّ سيّد الأوصياء عليه السلام.
• كذلك روى تسليمَ الملائكة على أمير المؤمنين عليه السلام: ابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة 450:2 ـ ط البابي الحلبي بمصر )، والحافظ ابن عساكر في ( ترجمة الإمام عليّ من: تاريخ دمشق 359:2 ـ ط بيروت )، وباكثير الحضرمي في ( وسيلة المآل:122 ـ من المخطوط )، والنقشبندي في ( مناقب العشرة:16 ـ من المخطوط )، والصفوري في (نزهة المجالس 176:1 ـ ط القاهرة )، وابن الجوزي الحنبلي ـ ت 597 هـ ـ في ( سلوة الأحزان:13 ـ ط المعارف بالإسكندريّة ).
افتخار الملائكة بعليٍّ عليه السلام
• روى الحافظ أبوبكر البغدادي في ( تاريخ بغداد 49:14 ـ ط السعادة بمصر ) عن عمّار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ حافظَي عليّ بن أبي طالب لَيفخرانِ على سائر الحَفَظة؛ لكينونيّتهما مع عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله تعالى بعملٍ يُسخط ». وفي رواية أخرى أنّ عمّاراً سمع النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: « إنّ حافظَي عليّ بن أبي طالبٍ ليخفرانِ على جميع الحفظة لكونهما معه، وذلك أنّهما لم يصعدا إلى الله تعالى بشيءٍ يُسخطه منه قطّ » ( عنه: البدخشي في: مفتاح النجا:49 ـ من المخطوط، ومثله: الخوارزمي الحنفي في: مقتل الحسين عليه السلام:37 / الفصل 4 ـ ط الغري، وكذا في: المناقب:220 ـ ط تبريز. كذلك رواه : ابن المغازلي الشافعي في: مناقب الإمام علي عليه السلام:127 ـ 128 / ح 168 و 169، وابن حسنويه الحنبلي في: درّ بحر المناقب:47ـ من المخطوط ).
مباهاة الله ملائكته بعليٍّ عليه السلام
• روى هذا المعنى: الديلمي في ( فردوس الأخبار ) بسندٍ يرفعه إلى جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله عزّوجلّ يباهي بعليّ بن أبي طالبٍ كلَّ يومٍ الملائكة حتّى يقول: بخٍّ بخّ، هنيئاً لك يا عليّ ».
• والسمعاني في ( الرسالة القواميّة )، وفيها: قول النبيّ صلّى الله عليه وآله في عليٍّ عليه السلام: « هذا أخي وصاحبي، ومَن باهى الله تعالى به ملائكته، ومَن يدخل الجنّة بسلام ».
• ورواه أيضاً: القندوزي في ( ينابيع المودّة:231 ـ ط إسلامبول )، والأمرتسري في ( أرجح المطالب:508 ـ ط لاهور ).
• وكتب الصفوري في ( نزهة المجالس 212:2 ): رأيت بجَدّة في كتاب ( وسائل الحاجات ) للغزالي عنه أنّ جبرئيل عليه السلام أتى النبيَّ صلّى الله عليه وآله فقال: ألا أُبشّرك يا محمّد؟! قال: بلى. فأتى به جبل أبي قبيس فإذا عليٌّ ساجد قد بلّت دموعُه موضعَ خَدَّيه وهو يقول: اللهمّ ارحَمْ ذُلّي وضراعتي إليك ووحشتي من خَلقك، وآنِسْني بك يا كريم. فقال جبرئيل: واللهِ يا محمّد إنّه لفي حالٍ باهى اللهُ به الملائكة، ولا يدعو بهذا الدعاء أحدٌ في سجوده إلاّ خرج من ذنوبه كما تخرج الحيّة مِن سلخها.
• وروى المحبّ الطبري في ( الرياض النضرة 202:2 ـ ط الخانجي بمصر ) عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله صَفَّ المهاجرين والأنصار صفَّين، ثمّ أخذ بيد عليٍّ والعبّاس فمرّ بين الصفّيبن، فضحك صلّى الله عليه وآله، فقال له رجل: مِن إيش ضحكت يا رسول الله فداك أبي وأمّي ؟ قال: « هبط علَيّ جبرئيلُ عليه السلام بأنّ الله باهى بالمهاجرين والأنصار أهل السماوات العلى، وباهى بي وبك يا عليّ.. حملةَ العرش » ( رواه ابن عساكر في: تاريخ مدينة دمشق ـ على ما في منتخبه 237:7 ـ ط الترقّي بدمشق، من طريق الخطيب البغدادي عن ابن عبّاس، كما رواه المناوي الشافعي في: كنوز الحقائق:34 ـ ط بولاق بمصر ـ عن طريق الديلمي في: الفردوس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « إنّ الله يباهي بعليٍّ كلَّ يومٍ وليلةٍ الملائكة »، وعن: كنوز الحقائق رواه القندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:179 ـ ط إسلامبول ).
• أمّا ابن حسنويه الحنفي فقد روى في ( درّ بحر المناقب:125 ـ من المخطوط ) عن عبدالله بن عمر أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « ما أعطاني ربّي فضيلةً إلاّ وقد خُصّ عليّ بمِثلها، ولن يقبل اللهُ فرضاً إلاّ بحب عليّ بن أبي طالب ».
• وروى الخوارزمي حديثاً مسنداً في ( المناقب:67 ـ ط تبريز ) ينتهي إلى الإمام عليٍّ عليه السلام، وفيه: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ: « قد باهى اللهُ بك أهلَ سبع سماوات ». وعلى الصفحة:253 روى الخوارزمي حديثاً آخر ينتهي إلى عليّ بن الحسين عليهما السلام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال في علي: « باهى الله عبادته البارحةَ، ملائكتَه وحملةَ عرشه ».
• وروى أبو عبدالله بن المعمار البغدادي في ( الفتوة:286 ـ ط بغداد ) حديثاً فيه: أنّ الله تعالى أوحى إلى جبرئيل وميكائيل: إنّي جعلت عُمْرَ أحدكما أطول من عمر الآخر، فمَن الذي يُؤْثر صاحبه بطول العمر ؟ فقال كلُّ واحدٍ منهما: إلهي وسيّدي، إن كنتَ قسمت لي بطول العمر فلا أُؤثر به أحداً، فقال الله سبحانه وتعالى لهما: « ألا كنتُما كعليٍّ لمحمّد، آثَرَه بنفسه وبات على فراشه، إهبطا إليه فاحرساه إلى الصباح ».
فجلس ميكائيل عند رِجلَيه، وجبريل عند راسه وهو يقول: بخٍ بخٍ لك يا عليّ، يباهي الله بك ملائكته!
• ومن طريق أبي نعيم في ( حلية الأولياء ) روى العيني الحيدرآبادي في ( مناقب عليّ:32 ـ ط أعلم پريس ) عن عمر أنّه قال لعلي: بخٍ بخ! مَن مِثلُك يا ابنَ أبي طالب؟! يباهي الله تعالى بك الملائكة.
كما روى عن السيوطي في ( الدرّ المنثور ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « فباهى بعليٍّ على جميع الخلائق ».
• وفي مباهاة الله عزّوجل ملائكته بعبادة علي وبشأن عليّ صلوات الله عليه؛ روى ذلك: الصفوري في ( المحاسن المجتمعة:176 ـ ط القاهرة )، والذهبي في ( العلو للعليّ الغفّار:88 ـ ط المدينة )، والنقشبندي في ( مناقب العشرة:34 ـ من المخطوط ، وباكثير الحضرمي في ( وسيلة المآل:135 ـ من المخطوط )، والدياربكري المكّي ـ ت 966 هـ ـ في ( تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس 436:1 ـ ط الوهبيّة سنة 1283 هـ بمصر )، والمحبّ الطبري في ( الرياض النضرة 177:2 ـ ط الخانجي بمصر ).
وأمّا اشتياق الملائكة إلى عليّ عليه السلام
• فقد رواه النقشبندي في ( مناقب العشرة:34 ـ من النسخة الظاهرية المخطوطة بدمشق )، حيث جاء في كتابه: رُوي عن ابن عبّاس ( عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال ): « ما مررتُ بسماءٍ إلاّ وأهلها يشتاقون إلى عليّ، وما في الجنّة نبيّ إلاّ وهو يشتاق إلى عليّ » ( وروى ذلك أيضاً: السيّد أحمد زيني دحلان مفتي مكّة المكرّمة في: الفتح المبين:158 ـ ط الميمنيّة بمصر، وباكثير الحضرمي في: وسيلة المآل:135 ـ من المخطوطة، والصفوري في: نزهة المجالس 205:2 ـ ط القاهرة ).
• وعن ابن عبّاس روى المحبّ الطبري في ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى:95 ـ ط القدسي بمصر ) أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « ما مررتُ بسماءٍ إلاّ وأهلها يشتاقون إلى عليّ بن أبي طالب، وما في الجنّة نبيّ إلاّ وهو يشتاق إلى عليّ بن أبي طالب » ( أخرجه الملاّ في: السيرة، وذكره المحبّ الطبريّ أيضاً في: الرياض النضرة 220:2 ـ ط الخانجي بمصر، والشيخ سليمان القندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:215ـ ط إسلامبول، والأمرتسري الحنفي في: أرجح المطالب:663 ـ ط لاهور ).
• ومرّةً أخرى يروي القندوزي حديثاً مقارباً للذي مضى في ( ينابيع المودّ:256 ـ ط إسلامبول ) ولكن عن زيد بن أرقم يرفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « يا عليُّ بخٍّ بخّ! مَن مِثلُك والملائكة تشتاق إليك والجنّةُ لك ؟! فإذا كان يومُ القيامة يُنصَب لي منبرٌ من نور، ولك منبرٌ من نور، ولإبراهيم منبر من نور، فتجلس عليه وإذا منادٍ ينادي: بخٍّ بخٍّ مِن وصيٍّ بين حبيبٍ وخليل! ثمّ أُوتى بمفاتيح الجنّة والنار فأدفعها إليك ».
والآن
هذا بعض شأن أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليه السلام، عُرِف في السماء أكثر ممّا عُرِف في الأرض، وأكرمه أهل السماء أكثر من أهل الأرض، وكانت ملائكة الله تعالى تحبّه وتشتاق إليه، وتقترب منه وتخدمه وتفتخر به، وتسلّم عليه وتصلّي عليه، وتُذعن لمباهاة الله تعالى به.
هو ذلكم عليّ إمام الخَلْق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان هو الأعلى، وبالنهوض بحفظ رسالة النبيّ أجدرَ وأولى؛ إذ كان إلى الله ورسوله أدنى وأقربَ وأحبّ، وكان بأحكام الله تعالى وشرائعه وحكمه أعلمَ وأدرى، وقد اجتباه الله عزّوجلّ وليّاً للأمر بعد النبيّ المصطفى، وبلّغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله بأمرٍ من الله تبارك وتعالى، فأذعن الجميع وبايعوا، وقال بعضهم له: بخٍ بخ، أصبحتَ مولايَ ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة! فما بدا ممّا عدا ؟! حتّى أُخّر، ثمّ حُورب، ثمّ قُتل!!
شبكة الامام الرضا عليه السلام