شعيط ومعيط
يُحكى في التراث الشعبي العراقي أن هناك سارق وقاطع طريق في البصرة أسمه معيط. كل الناس تعرف وتلعن معيط لعنا ً شديدا ً لأنه كان يسرق أكفان الموتى الذين يُجلبون من أيران فيُدفنون في البصرة بإسم الوديعة لحين نقلها بالقوارب التي تسمى الكلك إلى الكوفة, عبر شط العرب ونهر الفرات, ومن ثم إلى النجف حيث مستقرها الأخير. فلما مات معيط ارتاح الناس من شره فصاروا يلعنون معيط أمدا ً طويلا ً ليرتبط أسم معيط باللعن. لكن معيط وقبل أن يتوفاه الأجل أوصى إبنه شعيط بإن لايدخر جهدا ً برفع اللعن عن أبيه معيط. فكر شعيط كثيرا ً بالأمر فتوصل إلى حل وحيد يقوم به ليرفع اللعن عن أسم أبيه, وذلك بالقيام بفعل أكثر شناعة من فعل أبيه, وذلك لينسى الناس أبيه ويلعنوه هو بدلا ً عن أبيه. وعلى هذا الأساس قام شعيط بسرقة أكفان الموتى كما كان يفعل أبيه لكنه لم يكتف بذلك فقام بوضع خازوق بمؤخرات هؤلاء الموتى ممثلا ً بهم. فلما عرف الناس صاروا يرددون رحم الله معيط الذي كان فقط يسرق أكفان الموتى ولعنة الله على شعيط الذي يقوم بالتمثيل بها. وبهذه الحيلة رفع شعيط اللعن عن أبيه معيط بذكاء شيطاني.