فهد عبد الكريم
ختتم الملك سلمان جولته الخليجية اليوم بعد أن زار دول الإمارات وقطر والبحرين والكويت.. كانت مظاهر الاحتفاء به على المستويين الشعبي والحكومي غاية في الإبداع والروعة والجمال وتاريخية بكل المقاييس وكانت تعبر بصدق عما تكنه شعوب الخليج من حب وإعجاب وزهو بضيفها الكبير بوصفه زعيماً وقائداً تاريخياً وملكاً من طراز رفيع.
كانت شعوب المنطقة وقياداتها تتبارى في التعبير عن خلجات أفئدتها تجاه زعيم عظيم وحازم نذر نفسه لخدمة المنطقة وشعوبها واستشراف المستقبل لدرء المخاطر عنها في لحظة مفصلية لا تقبل التهاون أو التباطؤ ومواجهة التحديات والتهديدات بكل شجاعة وكفاءة وجسارة واقتدار.
سلمان الحزم أضحى يسكن وجدان ومخيلة كل عربي شريف ومخلص يريد لأمته النصر والعزة والتمكين في زمن تكالبت فيه القوى الظلامية مكشرة عن أنيابها ومطامعها ومطلقة العنان لتهديداتها الرعناء.
ملك الحزم والعزم أعاد لشعوب المنطقة هيبتها وكبرياءها ولقن المهووسين من الطامعين دروساً لن ينسوها وجعلهم يراجعون مواقفهم المرة تلو الأخرى لو فكروا مجرد «تفكير» في المساس بأمن المنطقة وسلمها الاجتماعي وسلامة شعوبها.
جولة الملك سلمان الخليجية عمقت التشاور والتنسيق السياسي والأمني والعسكري وفتحت آفاقاً أكبر لمزيد من التكامل الاقتصادي النوعي وأطلقت عدداً من المبادرات الاقتصادية بما يعود بالنفع والرفاه والخير العميم على مواطني المنطقة وسرّعت من وتيرة التحالف الإستراتيجي وعلى كافة الأصعدة والمستويات للوقوف بوجه المطامع الإقليمية والتصدي لكافة أشكال الإرهاب ومحاصرة بؤر وبذور الفتنة أياً كان نوعها التي يحاول زرعها أذناب إيران ووكلاؤها بالمنطقة.
جولة الملك برهنت على وحدة المصير المشترك وتعزيز الاستقرار وتقوية أواصر العلاقات وتوحيد الصف الخليجي في مواجهة الأخطار المحدقة واستكمال مسيرة التعاون الخليجي بما يخدم العمل المشترك ويعمق وحدته وأمنه ويرسخ مواقفه ويجذر صموده وتماسكه في وجه كل طامع يريد النيل من استقراره ورخاء دوله وشعوبه.
سلمان بن عبدالعزيز بحضوره المهيب ووعيه السياسي والتاريخي وكاريزميته القيادية وضع مع بواكير توليه مقاليد الحكم أسساً لإطلاق عمل كبير يحفظ للمنطقة قوتها واستقرارها ولشعوبها الأمن والأمان.
التاريخ وحده شاهد على أن مدرسة سلمان الحزم والعزم قزمت الطامعين وردت كيدهم في نحورهم خاسئين مدحورين وكشفت خزيهم وعارهم وصدق الله العظيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
نقلاً عن "
الرياض"