آيات اللعن في القرآن الكريم
عدد الآيات : ( 32 )
- بموجب هذه الآيات الكريمة فاللعنة موجبة لكل من :
1 - الكافر.
2 - الكاتم لما أنزل الله من البينات.
3 - الكاذب ( في المباهلة ).
4 - المحرفون للكلم عن مواضعه.
5 - القاتل العمد.
6 - الناقضون لعهد الله والميثاق.
7 - المتطاول على الذات الإلهية.
8 - أصحاب النار.
9 - المنافقون والمنافقات.
10 - المفتري على الله الكذب.
11 - رامي المحصنات الغافلات.
12 - المؤذون لله عزوجل والرسول وأهل البيت (ع).
13 - الناصبي.
14 - الظالمين.
15 - الظانين بالله ظن السوء.
الآيات القرآنية
1 - { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } - ( البقرة : 88 ).
2 - { وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ } - ( البقرة : 89 ).
3 - { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } - ( البقرة : 159 ).
4 - { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } - ( البقرة : 161 ).
5 - { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } - ( آل عمران : 61 ).
6 - { أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } - ( آل عمران : 87 ).
7 - { مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } - ( النساء : 46 ).
8 - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً } - ( النساء : 47 ).
9 - { أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً } - ( النساء : 52 ).
10 - { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } - ( النساء : 93 ).
11 - { لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } - ( النساء : 118 ).
12 - { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } - ( المائدة : 13 ).
13 - { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ } - ( المائدة : 60 ).
14 - { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } - ( المائدة : 64 ).
15 - { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } - ( المائدة : 78 ).
16 - { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } - ( الأعراف : 44 ).
17 - { وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } - ( التوبة : 68 ).
18 - { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } - ( هود : 18 ).
19 - { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } - ( هود : 60 ).
20 - { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ } - ( هود : 99 ).
21 - { وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } - ( الرعد : 25 ).
22
- { وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } - ( الحجر : 35 ).
23 - { وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ } - ( النور : 7 ).
24 - { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } - ( النور : 23 ).
25 - { وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ } - ( القصص : 42 ).
26 - { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } - ( الأحزاب : 57 ).
27 - { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } - ( الأحزاب : 64 ).
28 - { رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } - ( الأحزاب : 68 ).
29 - { وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ } - ( ص : 78 ).
30 - { يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } - ( غافر : 52 ).
31 - { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } - ( محمد : 23 ).
32 - { وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } - ( الفتح : 6 ).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
دليل جواز اللعن في القران والسنة
اللهم صلِ على محمد الامين واله الطاهرين
ما معنى اللعن وهل العن جائز ام لا وهل اللعن امر من الله واستجاب رسوله صلوات الله عليه واله لهذا الامر واثاب الله واجر من لعن ام انه بدعة كلامية لانتقاص احدهم
ماهو اللعن :
اللعن في اللغة:
قال الراغب: (اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله في الآخرة: عقوبة، وفي الدنيا: انقطاع من قبول رحمته، وتوفيقه، ومن الإنسان: دعاء على غيره)( 1 )، وقال ابن منظور: (اللّعينُ: الشيطان.صفة غالبة لأنه طرد من السماء، وقيل: لأنه أُبعد من رحمة الله، واللَّعْنَة: الدعاء عليه)، وفي المعجم الوسيط: (لعنه الله لعناً: طرده، وأبعده من الخير، فهو ملعون)، فيظهر من ذلك أن اللعن بصورة عامة: هو الطرد.
( 1 ) مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني/ مادة: لعن.
***********
مشروعية اللعن :
وردت في كتاب الله الكثير من الآيات بألفاظ متعددة منسوبة إلى الله تارة، وأُخرى منسوبة إلى الإنسان، محددة ومبينة لمسألة اللعن، ومدى مشروعيتها، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حولها:
بلفظة (لَعَنَ):
إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا 1 ).
وبلفظ (نَلْعَنَهُم):
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا(2)
بلفظ (لَعْنَتِي):
وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(3) وغيرها.
ومنها ما هو صادر من الإنسان:
بلفظة (لَعْنَةَ ) وهو ما صدر من رسول اللهيوم المباهلة:
مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ( 4 ).
وبلفظة (لُعِنَ): لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(5 ).
ومنها بلفظة (إلعنهم لعناً):
رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا(6 ) وغيرها.
ومنها لعنة الله على الكافرين و الظالمين والمنافقين:
· وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ( 7 ).
َ((نَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين(8 )
· وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ( 9 ).
· وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ(10).
وتوجد آية جمعت لعنة الله وملائكته والناس أجمعين:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(11 )؛
بل هنالك شجرة ملعونة في القرآن
((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(2 1)
وما عليه أكثر المفسرين بأنها بحق بني أُمية لعنهم الله.
ولعنة الله واللاعنون على من كتم ما أنزل الله من البينات التي من أبرزها حق أهل البيت:
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ(3 1).
ولعن من آذى النبي صلوات الله عليه واله
((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا(4 1)،
فالآيات الناطقة باللعن ست وثلاثون آية بواحد وأربعين كلمة متعلقة باللعن يمكن مراجعتها في الكتب المعتنية بفهرسة آيات القرآن( 15 ).
فنجد أن اللعن قد صدر من الله~ بحق شخص كالشيطان الرجيم وهو أول الملعونين، وصدر من الله~ بحق من تلبس بالكفر، وصدر من الله~ بحق قوم كأصحاب السبت، ولعن من لم يؤمن كما لعن أصحاب السبت بعد طمس وجوههم فترد على أدبارها، وقد صدر من الأنبياء، فقد لعن من كفر من بني إسرائيل - بسبب عصيانهم واعتداءاتهم - على لسان داود وعيسى صلوات الله عليهم وعلى نبينا محمد وآله آلاف الصلوات الإلهية.ومن رسول الله ص يوم المباهلة فجعل لعنة الله على من يكذب، وقد صدر من طائفة من أصحاب النار - وهي التي أطاعت سادتها وكبرائها فأضلوهم السبيل - في يوم القيامة، وطلبت من الله~ أن يلعنهم لعناً كبيرا.
وقد كانت لعنة خاصة بالكافرين والظالمين من الله~ يطلبها العبد كما ذكرها الله~ في كتابه، وكذلك لعنة من الله~ مقرونة مع الملائكة والناس أجمعين وهي للذين كفروا وماتوا وهم كفار وكذلك المنافقين، وأتـمَّهُن آية 57 من سورة الأحزاب التي تدفع كل الشبهات والافتراءات بتـصريحها بأن لعنة الله~ على من آذى الله~ وآذى النبي صلوات الله عليه واله في الدنيا والآخرة مع إعداد عذاب مهين.
فإذا كان اللعن من المفاهيم القرآنية الإلهية، و يجب التخلق بأخلاق الله، والتزام بماجاءت به اموره في كتابه
( 1 ) سورة الأحزاب/ آية: 64.
( 2 ) سوة النساء/ آية: 47.
( 3 ) سوة ص/ آية: 78.
( 4 ) سوة آل عمران/ آية: 61.
( 5 ) سورة المائدة/ آية: 78.
( 6 ) سوة الأحزاب/ آية: 68.
( 7) سوة البقرة/ آية: 89.
(8 ) سوة الأعراف/ آية: 44.
( 9) سوة هود/ آية: 18.
(10 ) سوة التوبة/ آية: 68.
( 11 ) سوة البقرة/ آية: 161.
( 2 1) سوة البقرة/ آية: 161.
( 13 ) سورة البقرة/ آية: 159.
( 4 1 ) سورة الأحزاب/ آية: 57.
( 5 1) لاحظ المعجم الإحصائي لكلمات القرآن/ مادة: لعن، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن/ مادة: لعن.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
اللعن فی القرآن الکریم
لقد وردت كلمة اللعن ومشتقّاتها في القرآن الكريم في (43) موضعآ، واللاعن الأوّل هو الله سبحانه وتعالى فإنّه يلعن الظالمين والطغاة والكافرين ، كما في قوله تعالى :
(إنَّ اللهَ لَعَنَ الكافِرينَ وَأعَدَّ لَهُمْ سَعيرآ)[1] .
(فَنَرُدَّها عَلى أدْبارِها أوْ نَلـْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أصْحابَ السَّبْتِ )[2] .
(فَبِما نَقْضِهِمْ ميثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلـْنا قُلوبَهُمْ قاسِيَةً )[3] .
(وَغَضَبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأعَدَّ لَهُ عَذابآ عَظيمآ)[4] .
(مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ )[5] .
(وَقالوا قُلوبُنا غُلـْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ )[6] .
(وَلـكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنونَ إلّا قَليلا)[7] .
(اُولـئِکَ الَّذينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلـْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصيرآ)[8] .
(إنَّ الَّذينَ يُؤْذونَ اللهَ وَرَسولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ )[9] .
(وَيُـعَـذِّبُ الـمُـنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالمُشْرِكينَ وَالمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السُّوءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السُّوءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصيرآ)[10] .
(إنَّ الَّذينَ يَكْتُمونَ ما أنْزَلـْنا مِنَ البَيِّناتِ وَالهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الكِتابِ اُولـئِکَ يَلـْعَنُهُمُ اللاعِنونَ )[11] .
(رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العَذابِ وَآلـْعَنْهُمْ لَعْنآ كَبيرآ)[12] .
(وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللهِ مَغْلولَةٌ غُلَّتْ أيْديهِمْ وَلُعِنوا بِما قالوا)[13] .
(اُولـئِکَ جَزاؤُهُمْ أنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعينَ )[14] .
(فَأذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أنْ لَعْنَةَ اللهِ عَلى الظَّالِمينَ )[15] .
(ألا لَعْنَةُ اللهِ عَلى الظَّالِمينَ )[16] .
(وَاُتْبِعوا في هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيامَةِ )[17] .
(وَيُفْسِدونَ في الأرْضِ اُوْلـئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سوءُ الدَّارِ)[18] .
(يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَسوءُ الدَّارِ)[19] .
(مَلـْعونينَ أيْنَما ثُقِفوا اُخِذوا وَقُتِّلوا تقتيلا)[20] .
(وَما جَعَلـْنا الرُؤْيا الَّتي أرَيْناکَ إلّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلـْعونَةَ في القُرْآنِ )[21] .
فهذه جملة من الآيات الكريمة الدالّة بالنصّ والظهور على رجحان اللعن ، وأصالته في الثقافة الإسلاميّة ، وفي الكتاب المقدّس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وإنّه نور وفرقان وشفاء للمؤمنين ينصّ على ذلک ، وما يزيد الظالمين إلّا خسارآ.
ولو أرجعنا البصر إليها كرّة اُخرى لوجدنا أنّ الله إنّما يلعن الكافرين وأمثال
أصحاب السبت وهم اليهود، ومن ينقض عهد الله وميثاقه وقسى قلبه ـوإنّما يقسو القلب من كثرة الذنوب والمعاصي وعلامته جمود العين كما ورد في الأخبارـ ومن غضب الله عليه ، ومن لم يؤمن بالله وآمن بالجبت والطاغوت ويتعرّض بالمؤمنين ، ومن يؤذي الله ورسوله وأهل بيته الأطهار وفاطمة الزهراء :، فإنّ أذاهم أذى الرسول المختار 9 ومن أغضب فاطمة الزهراء 3 فقد أغضب رسول الله كما ورد هذا المعنى تكرارآ عن رسول الله وفي مواطن عديدة ـكما عند الفريقين السنّة والشيعة ـ فلا يمكن إنكار ذلک وأنّ من يؤذي فاطمة 3 فقد آذى رسول الله، ومن أذّاه فقد استحقّ اللعن في الدنيا والآخرة ، ومن كان منافقآ ومشركآ ويظنّ بالله السوء ويكتم الحقّ وما أنزله الله سبحانه ، فإنّ الله يلعنه كما يلعنه اللاعنون من الملائكة والجنّ والإنس ، ومن لم يطع الله والرسول وأطاع ساداته وكبرائه ، ومن يعتقد بالتفويض أو الجبر كاليهود بأنّ الله قد غلّت يداه عن تدبير هذا الكون ، وأنّ الإنسان فوّض الأمر إليه على نحو الاستقلال في العمل ، ومن كفر بعد إيمانه ، فإنّ على اُولئک لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
فهذه بعض الصفات والحالات التي تستوجب اللعن الإلهي يذكرها القرآن الكريم وهناک صفات وأعمال استوجبت اللعن قد ذكرتها السنّة الشريفة من أقوال النبيّ الأكرم والأئمّة الأطهار : وأفعالهم وتقريرهم في مواضع كثيرة جدّآ، فإنّ كلمة اللعن في السنّة قد وردت بالمئات والاُلوف .
ثمّ يا عزيزي بالله عليک لو رجعنا إلى صدر التأريخ الإسلامي بعد رحلة الرسول الأكرم والجرح لمّـا يندمل ، فإنّا نرى اُناسآ قد تجسّدت وتمثّلت بهم هذه الصفات الذميمة ، فكان في واقع أمره كافرآ، وإن أسلم في الظاهر طمعآ في الدنيا وحبّ الجاه والرياسة ، وكان من المنافقين قد نقض عهدآ لله ورسوله في مواطن
كثيرة كغدير خم ، وكان فظآ غليظ القلب وقاسيآ، قد غضب الله عليه في غضبه لرسوله ولأهل بيته ولا سيّما بنته الطاهرة سيدّة نساء العالمين ، حتّى أحرق الدار عليها، وأسقط جنينها، كما غصب حقّها وحقّ بعلها وتعرّض لهما، وهما سادات المؤمنين ، وظنّ بالله السوء حتّى قال : «إنّ الرجل ليهجر»، في طلب النبيّ الدواة والكتف ليكتب شيئآ يوجب هدايتهم ، وأورد المحدثات والبدع في الإسلام .
فيا ترى هل لمثل هذا أن يترحّم عليه ؟! أو يسكت عنه ؟! على أنّه عنـده سـوابق في الإسلام ؟! أو علينا أن نلعنه كما لعنه الله ورسوله وصالح المؤمنين ؟
وإذا أردنا أن نتبرّأ من هؤلاء الظالمين قولا وعملا فكيف يكون ذلک ؟ أما أنّه من مظاهر التبرّي اللعن والدعاء عليهم ؟
ولو كنّا في عهد النبيّ المصطفى 9 وبعد فتح مكّة المكرّمة وسقوط أصنام قريش وكسرها بيد أمير المؤمنين علي 7، لو أردنا أن نشاركه في التحطيم لا سيّما صنمي قريش اللات والعزّى أو هبل أو غيرها أو صغيرها وكبيرها، والصغار تكون بمنزلة بنات الأصنام ، فكيف يكون ذلک ؟ أما كان من مظاهر التبرّي والعداء والبغض والحقد عليها أن نكسّرها شذر مذر، كما فعل ذلک أمير المؤمنين 7؟ ويا ترى في عصرنا هذا كيف نكسّر تلک الأصنام لا سيّما صنمي قريش وصغارهما وبناتهما وأتباعهما، أما يكون ذلک باللعن والويل والثبور والدعاء عليهم ـكما جاء ذلک في دعاء صنمي قريش كما سنذكره ـ وباللعن على الجبت والطاغوت ، فإنّ التكسير تارة يكون باليد واُخرى باللسان ، فكثير من الشخصيات والأشخاص إنّما تكسّر في المجتمع بلسان نقّادهم ومناوئيهم ، وإن كان نقاط ضعفهم إنّما هو من خلال سلوكهم القبيح وأفعالهم الرديئة وسياساتهم الخاطئة ، ولكن العامل المهمّ في
التسقيط والتحطيم واغتيال شخصيّاتهم إن لم يكن أشخاصهم البدنيّة إنّما هو بالنقد اللاذع واللسان الجارح ، واللعن من هذا الباب .
ثمّ إذا أردنا أن نجاهد الكفّار والمنافقين والمشركين والطغاة والجبابرة على مرّ العصور وفي عصرنا هذا فكيف يكون ذلک ؟
أليس من مصاديق الجهاد اللساني هو اللعن ؟ وإذا وجب الجهاد فقد وجب اللعن حينئذٍ.
أليس علينا أن نخالفهم ؟ فكيف نخالف قابيل الذي سفک دم أخيه هابيل ، ونعادي نمرود وفرعون وأبا جهل والشجرة الملعونة في القرآن ، وندخل في صفوف المعارضين والرافضين للباطل وللجور والفسوق والظلم على مدى التأريخ الإنساني وفي كلّ الأزمان ومع كلّ الأجيال والبشريّة جمعاء، أليس بالتبرّي منهم ورفض مبادئهم وسلوكهم الشيطانيّ؟ أليس من التبرّي لعنهم ، كما نتبرّأ من إبليس اللعين والشيطان الرجيم بلعنه والتعوّذ من شروره وإغوائه وأحزابه وأعوانه من الجنّ والإنس ؟ فلا بدّ من إظهار الرفض للظلم وللظالمين ـكن للظالم خصمآـ ومن أبرز مصاديق الرفض ـويكون شعار الرافضين الذي يُنبئک عن شعورهم الجهادي والثوري ـ هو اللعن أبد الآبدين ، وما دامت السماوات والأرضين ، وإلى قيام يوم الدين ، يوم جزاء الطاغين والظالمين على ظلمهم وطغيانهم .
أجل : اللعن شعار وشعور ومن أتمّ مظاهر التبرّي والرفض ، كما أنّه من مظاهر طاعة ربّ العالمين ، فإنّه سبحانه قد فعل ذلک في كتابه الكريم ، ولا يفعل إلّا ما يريد، ولا يريد في مقام الأمر والعمل إلّا ما كان محبوبآ، ولا يكون ذلک إلّا مع وجود مصلحة تامّة وملزمة ، ولا يكون ذلک إلّا مع ما فيه عنوان الطاعة والتقرّب إلى الله سبحانه وتعالى في مقام الامتثال .
فيترجّح اللعن حينئذٍ، بل يجب في نفسه لو كان فيه المرجّحات النفسية والذاتيّة .
«ويكون اللعن عبادة بالنسبة إلى مستحقّيه كالصلاة ، فإنّها عبادة بالنسبة إلى مستحقّها، فكما يترتّب الثواب على القسم الثاني يترتّب على القسم الأوّل إذا كان في محلّه ، ابتغاءً لوجه الله، يدلّ على ذلک إنّ الله جلّ اسمه لعن في كتابه العزيز في عدّة آيات ، وأمر باللعن في بعضها... كما ورد ذلک في الروايات ...»[22] ، فتدبّر.
وقال المحقّق الكركي في كتابه نفحات اللاهوت :
«هل اللعن لمستحقّه واجب أم جائز؟ قد علم ضرورة أنّ الله تعالى كما أوجب موالاة أوليائه ومودّتهم أوجب معاملة أعدائه والبراءة منهم وإبعادهم ولو كانوا أقرب الناس وألصقهم نسبآ. قال الله تبارک وتعالى :
(لا تَجِدُ قَوْمآ يؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَلَوْ كانوا آباءَهُمْ أوْ أبْناءَهُمْ أوْ عَشيرَتَهُمْ ).
قال في الصحاح : المحادّة المخالفة ، ومنع ما يجب عليک .
ومعناه أنّ من الممتنع المحال أن تجد قومآ مؤمنين يوالون المخالفين لله، والغرض أنّه لا ينبغي أن يكون ذلک وحقّه ، وأن يمتنع ولا يوجد محال مبالغة في النهي عنه والزجر عن ملابسته والتوصية بالتصلّب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم .
قال في الكشّاف : إنّه من باب التخييل ، وقال سبحانه :
(وَما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آمَنوا أنْ يَسْتَغْفِروا لِلـْمُشْرِكينَ وَلَوْ كانوا اُولي قُرْبى مِنْ
بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحيمِ ).
(وَما كانَ آسْتِغْفارُ إبْراهيمُ لأبيهِ إلّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إيَّاهُ فَلَمَّـا تَبَيَّنَ أنَّهُ عَدُوُّ اللهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ).
فهذه الآيات ناطقة بوجوب معاداة أعداء الله، بل دالّة على أنّ ذلک جزء من الإيمان ، فإنّ مخالف ذلک لا يمكن أن يكون مؤمنآ، وقاعدة لسان العرب تقتضي ذلک أيضآ، قال الشاعر :
تودّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني صديقک إنّ الرأي عنکَ لعازبُ
فمودّة العدوّ خروج عن ولاية الوليّ، فكما يحرم الخروج عن موالاة الله وأوليائه ، كذلک يحرم الدخول في موالاة أعداء الله وأعداء أوليائه .
وقد روي أنّ النبيّ 9 كان يقول : اللهمّ لا تجعل لفاجرٍ ولا لفاسقٍ عندي نعمة ، فإنّي وجدت فيما أوجبته :
(لا تَجِدُ قَوْمآ يؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ).
ويزيد ذلک بيانآ أنّ المشركين لم يكتفِ الشارع في إسلامهم واعتقادهم لإلهيّة الله سبحانه وتعالى ونطقهم بها حتّى نفوها عن كلّ ما سواه ممّـا يُدّعى له الإلهيّة ، وإنّ نحو اليهودي إذا أسلم يطالب مع التلفّظ بكلمتي الشهادتين بأن يبرأ من كلّ دين يخالف دين الإسلام ، ولو كان من العيسويّة القائلين بأنّ محمّد 9 رسول الله إلى العرب خاصّة ، لم يقبل منه ما لم يقرّ بعموم رسالته .
فعلم من ذلک أنّ التبرّي من أعداء الله جزء الإيمان ، وإنّ الله تعالى سائل عنه يوم القيامة لا محالة .
ولا ريب أنّ التبرّي يحصل بكلّ ما دلّ على المعاداة والمجانبة والقطيعة ، واللعن وإن كان ممّـا يدلّ على المجانبة والبراءة التزامآ، إلّا أنّه يدلّ عليه صريحآ
لقول أمير المؤمنين 7: «أمّا السبّ فسبّوني ، فإنّه لي زكاة ولكم نجاة ، وأمّا البراءة فلا تتبرّؤوا منّي ، فإنّي ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة »، فإذا اقتصر المكلّف عليه قاصدآ به البراءة أجزأه ، وفي هذه الحالة يكون واجبآ وجزء الإيمان ومثابآ عليه ، وإن أتى به مع البراءة كان أولى فيكون مستحبّآ استحبابآ مؤكّدآ، لأنّ الله تعالى قد كرّر ذكره في كتابه كما أشرنا إليه ...»[23] .
حكم العقل في اللعن والتبرّي :
كما أنّ العقل يحكم براجحيّة اللعن على الظالمين والتبرّي منهم ، فإنّ الظلم قبيح عقلا ويذمّ فاعله ، ويجب إنكاره والتبرّي منه باليد واللسان والقلب ، ومن مقدّمات الإنكار ومظاهره هو اللعن ، فإنّه شعار لذلک الشعور القلبي ، فيجب حينئذٍ للمقدّميّة ، فإنّ مقدّمة الواجب واجب عقلا.
حكم السيرة والإجماع على اللعن :
وقد أجمع العقلاء في سيرتهم العقلائية ، كما في السيرة المتشرّعة ، وعند أهل القبلة وعلماء الإسلام في الأعصار والأمصار على صحّة اللعن ورجحانه ، وهذا ممّـا لا ينكر كما يشهد به الوجدان .
فقامت الأدلّة الأربعة ـالكتاب والسنّة والإجماع والعقل ـ على مشروعيّة اللعن وصحّته ، بل ورجحانه ، وربما في بعض الموارد لزومه ووجوبه نفسيّآ أو غيريّآ، فتأمّل وأمعن النظر.
نماذج من آراء العلماء الأعلام
لا بأس أن أذكر بعض مقولات الفقهاء الكرام والعلماء الأعلام لترسيخ العقيدة وزيادة اليقين وصحّة المعتقد ورجحان عمل اللعن ، ولتكون الحجّة أبلغ .
فهذا معلّم الأخلاق المحقّق المولى محمّد مهدي النراقي 1 يقول في كتابه القيّم[24] ، بعد بيان النهي عن الفحش والسبّ وبذاءة اللسان ، قال :
وأمّا (اللعن ) فلا ريب في كونه مذمومآ، لأنّه عبارة عن الطرد والإبعاد من الله تعالى ، وهذا غير جائز إلّا على من اتّصف بصفة تبعده بنصّ الشريعة ، وقد ورد عليه الذمّ الشديد في الأخبار، قال رسول الله 9: «المؤمن ليس بلعّان »، وعن الباقر 7 قال : خطب رسول الله 9 الناس ، فقال : ألا اُخبركم بشِراركم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال : الذي يمنع رفده ويضرب عبده ويتردّد وحده ، فظنّوا أنّ الله لم يخلق خلقآ هو شرّ من ذلک . ثمّ قال : ألا اُخبركم بمن هو شرّ من ذلک ؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال : المفتحش اللعّان الذي إذا ذُكر عنده المؤمنون لعنهم ، وإذا ذكروه لعنوه . وقال الباقر 7: إنّ اللعنة إذا خرجت من فم صاحبها تردّدت بينهما، فإن وجدت مساغآ وإلّا رجعت إلى صاحبها.
ثمّ لمّـا كان اللعن هو الحكم بالبعد أو طلب الإبعاد من الله، و(الأوّل ) غيب لا يطّلع عليه إلّا الله، و(الثاني ) لا يجوز إلّا على مَن اتّصف بصفة تبعده منه ، فينبغي ألّا يلعن أحدآ إلّا من جوّز صاحب الشرع لعنه ، والمجوّز من الشرع إنّما هو اللعن
على الكافرين والظالمين والفاسقين كما ورد في القرآن ، ولا ريب في جواز ذلک بالوصف الأعمّ ، كقولک : لعنة الله على الكافرين ، أو بوصف يخصّ بعض الأصناف كقولک : لعنة الله على اليهود والنصارى .
والحقّ جواز اللعن على شخص معيّن عُلم اتّصافه بصفة الكفر أو الظلم أو الفسق . وما قيل : من عدم جواز ذلک إلّا على من يثبت لعنه من الشرع كفرعون وأبي جهل ، لأنّ كلّ شخص معيّن كان على إحدى الصفات الثلاثة ربّما رجع عنها، فيموت مسلمآ أو تائبآ، فيكون مقرّبآ عند الله لا مبعدآ عنه ، كلام ينبغي أن يطوى ولا يروى[25] . إذ المستفاد من كلام الله وكلام رسوله 9 وكلام أئمّتنا الراشدين ،
جواز نسبته إلى الشخص المعيّن ، بل المستفاد منها أنّ اللعن على بعض أهل الجحود والعناد من أحبّ العبادات وأقرب القربات ، قال الله سبحانه :
(اُولـئِکَ يَلـْعَنَهُمُ اللهُ وَيَلـْعَنَهُمُ اللّاعِنونَ ).
وقال النبيّ 9: «لعن الله الكاذب ولو كان مازحآ»، وقال 9 في جواب أبي سفيان حين هجاه بألف بيت : «اللهمّ إنّي لا اُحسن الشعر ولا ينبغي لي ، اللهمّ العنه بكلّ حرف ألف لعنة ». وقد لعن أمير المؤمنين 7 جماعة ، وروي أنّه كان يقنت في الصلاة المفروضة بلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وأبو أعور الأسلمي ، مع أنّه أحلم الناس وأشدّهم صفحآ عمّن يسوء به ، فلولا أنّه كان يرى لعنهم من الطاعات لما يتخيّر محلّه في الصلوات المفروضات ، وروى الشيخ
الطوسي : إنّ الصادق 7 كان ينصرف من الصلاة بلعن أربعة رجال ، ومن نظر إلى ما وقع للحسن 7 مع معاوية وأصحابه وكيف لعنهم ، وتتبّع ما ورد من الأئمّة في الكافي وغيره من كتب الأخبار والأدعية في لعنهم من يستحقّ اللعن من رؤساء الضلال والتصريح بأسمائهم يعلم أنّ ذلک من شعائر الدين ، بحيث لا يعتريه شکّ ومريّة ، وما ورد من قوله 7: «لا تكونوا لعّانين »، ومثله نهى عن اللعن على غير المستحقّين . وما روي : إنّ أمير المؤمنين 7 نهى عن لعن أهل الشام ، فإن صحّ فلعلّه كان يرجوا إسلامهم ورجوعهم إليه كما هو شأن الرئيس المشفق على الرعيّة .
وبالجملة : اللعن على رؤساء الظلم والضلال والمجاهرين بالكفر والفسق جائز، بل مستحبّ ، وعلى غيرهم من المسلمين غير جائز، إلّا أن يتيقّن باتّصافه بإحدى الصفات الموجبة له ، وينبغي ألّا يحكم باتّصافه بشيء منها بمجرّد الظنّ والتخمين ، إذ لا يجوز أن يرمَ مسلمٌ بكفر وفسق من غير تحقيق . قال رسول الله 9: «لا يرمِ رجلٌ رجلا بالكفر فلا يرميه بالفسق إلّا ارتدّ عليه إن لم يكن كذلک ». انتهى كلامه رفع الله مقامه .
وقريب منه ما قاله المحقّق الفيض الكاشاني 1 في كتابه الشريف[26] .
أقول : قد ثبت عن أهل البيت : جواز لعن المتآمرين على أمير المؤمنين 7 ظلمآ وعدوانآ، والمتسمّين بخلفاء رسول الله زورآ وبهتانآ، ومن والاهم على ذلک من أعوانهم وأنصارهم بأشخاصهم وأعيانهم ، وما ثبت عنهم : فقد ثبت عن الله وعن رسول الله 9 عندنا، وعلى هذا فقد ثبت جواز لعنهم لنا بأشخاصهم على ما ذكره أبو حامد.
ثمّ أقول : قد تكرّر ذكر اللعن في كلام الله سبحانه وكلام رسوله 9 وكلام أهل البيت : على وجه أفاد أنّه من جملة العبادات المقرّبة إلى الله سبحانه ، وإنّه يجوز أن ينسب إلى الشخص المعيّن إذا عرف بكفر أو نفاق أو فسق ، قال الله سبحانه :
(اُولـئِکَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعينَ ).
وهذا في معنى الأمر.
وقال عزّ وجلّ :
(اُوْلـئِکَ يَلـْعَنَهُمُ اللهُ وَيَلـْعَنَهُمُ اللّاعِنونَ ).
وجعله الله وسيلة إلى إثبات دعوى النبوّة وحجّة على الجاحدين لها في المباهلة لنصارى نجران ، حيث قال سبحانه :
(ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلى الكافِرينَ ).
ولذلک انقطعوا ولجأوا إلى الصلح وبذل الجزية ولم يجدوا إلى ترداد القول سبيلا، وكذا اللعان بين الزوجين مسقط للحدّ عنهما، وموجب لنفي الولد بحيث لا ينسب إلى الملاعن أبدآ، وربّما أوجب الحدّ على المرأة إذا نكلت من غير شهود ولا بيّنة ، وقد روي أنّ النبيّ 9 قال : «لعن الله الكاذب ولو كان مازحآ»... وقد روى العامّة أنّ عائشة لعنت عثمان ولعنها، وخرجت غضبى عليه إلى مكّة ، وقد روى أصحابنا أنّ أمير المؤمنين 7 كان يقنت في بعض نوافله بلعن صنمي قريش ...
والمحقّق الكركي في كتابه القيّم[27] ، بعد ذكر جملة من مطاعن الظالمين
وفضائحهم يقول : ولمّـا كانت هذه الأباطيل قد استولت على عقول أكثر الناس لطول مدّتها وعظم انتشارها واتّخاذ سلاطين الجور على تكرّر الأعصار لها دينآ، حتّى أنّ جمعآ من ضعفاء الاعتقاد المنسوبين إلى التشيّع في بعض أطراف البلاد ربّما لم يجوّزوا اللعن على هؤلاء الأرجاس زاعمين أن لا دليل على ذلک من كتاب أو سنّة ، ولا نقل من أهل البيت سبّ أحد منهم ، رأيت أن أكتب رسالة موجزة أكشف فيها القناع عن ذلک ، واُبيّن فيها كفر هؤلاء وجواز لعنهم بدليل من كتاب الله وسنّة نبيّه 9 ممّـا نقله ثقة المخالفين في كتبهم وأثبتوه في مصنّفاتهم ، ليتحقّق ذوو الغمة والعمى أنّ هناک دلائل قاطعة على هذا المدّعى ، لا على طريق الحصر والاستقصاء، فإنّ ذلک غير قابل للإحصاء، بل تحرّيت بجهدي الاختصار والاقتصار كما تقتضيه كدورات الأسفار والأخطار...
وقال المحقّق القزويني في كتابه[28] : إنّ العلماء الأعلام والفضلاء الكرام في كلّ
عصر ومصر وقطر من الأقطار بعد فرجة وفسحة من شرّ الأشرار حفظآ للأدلّة المتواترة عن التلف ودفعآ لشبهة المخالفين من المعاصرين والسلف اهتمّوا بذكر الآيات والأخبار المتواترة في مناقب العترة الطاهرة ومثالب أئمّة الفرقة الخاسرة ... ومن الأدلّة دعاء صنمي قريش الذي يدلّ في محتواه على وجوب لعن الظالمين ...
قال : يستحبّ اللعن والطعن على الكفّار وأعداء أهل البيت كما ورد في الأخبار الشريفة بل حسب التتبّع يؤكّد ذلک كما في الآثار المتواترة .
وقال المولى محمّد حسن الكاشي وبعض الأفاضل : أمّا اللعن والطعن وسوء القول في الظالمين فليس أيضآ ببدع في الدين ولا بمستنكر لدى المستبصرين ، بل فيه
إرشاد للعباد وإيقاظآ لذوي الرقاد.
قال رسول الله 9: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم لئلّا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلّموا من بدعهم ، يكتب الله لهم بذلک الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ، والله سبحانه قد لعن الكافرين والمنافقين وطعن في الجاحدين والمكذّبين بيوم الدين ودعا عليهم في غير مكان ، حتّى قيل : إنّه ثلث القرآن ، ولهما خصّ إنّه :
(فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ).
بل صرّح بالإسم :
(تَبَّتْ يَدا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ ).
(وَآمْرَأتُهُ حَمَّـالَةُ الحَطَبِ )[29] . انتهى كلامه .
أقول : لنا روايات كثيرة صدرت عن النبيّ الأعظم محمّد 9 وعن أهل بيته الأطهار تنصّ على الوقيعة بأهل البدع والآراء المخترعة ضدّ الدين والشريعة .
وعن العلّامة المجلسي في أربعينه في دفع إشكال على لعن الظالمين والغاصبين ، قال : وممّـا يناسب هذا البحث حلّ إشكال يورد في اللعن على أعدائهم وسائر من يستحقّ اللعن ، وهو أنّه هل يصير اللعن سببآ لزيادة عقابهم أم لا؟ وعلى الثاني يلزم أن يكون لغوآ، وعلى الأوّل يلزم من الشدائد والعذاب بفعل غيرهم ما لا يستحقّونه ، ونختار في حلّه مسالک :
المسلک الأوّل : أن يختار الشقّ الثاني ويقال : الفائدة إظهار بغض أعداء
الله، وليس الغرض منه طلب العذاب ، بل محض إظهار عداوتهم فنستحقّ بذلک المثوبات العظيمة ، كما في ذكر كلمة التوحيد المخبر عمّـا في الضمير من الاعتقاد الحقّ .
المسلک الثاني : أن يختار الشقّ الأوّل ويقال إنّ مقادير العقوبات ليست إلّا بتقرير الشارع ، مثلا الشارع قرّر على ترک الصلاة عقاب ألف سنة ، وقال لعبده : لا تتركها وإلّا عاقبتک كذا وكذا سنة ، فيجد العقل حسن العقاب في تلک المدّة على تركها لأمره بها، وتحذيره عن تركها وإعلامه كون ذلک العقاب بإزاء تركها، فكذا ها هنا قرّر الشارع لهؤلاء الأشقياء على قبائح أعمالهم عقابآ في نفسه وعقابآ متوقّفآ على لعن من يلعنهم ، فهم يستحقّون كلّ عقاب يترتّب على كلّ لعن .
المسلک الثالث : أن يقال إنّ الله تعالى لا يعاقبهم على قدر استحقاقهم ، فكلّما لعنهم لاعن وزيد بسببه في عقابهم لا يزيد ما يستحقّونه من العقوبات .
المسلک الرابع : أن يقال : إنّ لأعمال هؤلاء قبحآ في نفسه من حيث مخالفته أمر الله تعالى ، وقبحآ آخر من جهة الظلم على غيرهم ، ومنع الفوائد التي كانت تترقّب على اقتدار المعصوم واستيلائه ، وظهوره من المنافع الدنيويّة والاُخرويّة والهدايات ورفع الظلم وكشف الحيرة والجهالات ، ولا يوجد أحد لم يصل إليه من ثمرة تلک الشجرات الملعونة شيء، بل في كلّ آن يصل إليه من آثار ظلمهم مضارّ كثيرة كما ورد في الأخبار المتظافرة أنّه ما زال حجر عن حجر ولا اُريقت محجمة دم إلّا وهو في أعناقهما بعنوان فلان وفلان عليهما لعائن الله، فكلّ الشيعة مظلومون ، طالبو حقوق ، وكلّ لعن طلب حقّ واستعداءٍ من ظلم ، فيزيد عقابهم على قدر لعن من يلعنهم . انتهى كلامه زيد إكرامه .
والمحقّق الكركي في كتابه[30] ، بعد ذكر مباحث المقدّمة يقول : وأمّا الفصول
ـلا يخفى أن كتابه مرتّب على مقدّمة وفصول وخاتمة ـ ففي بيان نبذة من الدلائل الدالّة على جواز لعنهم ، وهي سبعة فصول :
الفصل الأوّل : من دلائل جواز اللعن قوله تعالى :
(ألا لَعْنَةُ اللهِ عَلى الظَّالِمينَ ).
أي كلّ ظالم ؛ لأنّ الجمع إذا عرّف أفاد العموم ، وكذا قوله تعالى :
(ثُمَّ أذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلى الظَّالِمينَ ).
وكذا قوله تعالى :
(لَولا يَنْفَع الظَّالِمينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سوءُ الدَّارِ).
ثمّ المصنّف يذكر إشكالا ويجيب عنه ، ثمّ يستدلّ بالآيات من وجوه ، الأوّل : أنّ الثلاثة ظلموا عليّآ 7، وكلّ ظالم ملعون ، فيذكر وجه الصغرى بالتفصيل من كتب القوم ويتعرّض إلى مسألة الإمامة ونماذج من ظلمهم .
ثمّ قال : فقد تقرّر بحمد الله بالدلائل القاطعة أنّهم وجميع من والاهم وشايعهم ورضي بأفعالهم ظالمون ، بل رأس الظَلَمة والناهجون بغيرهم طريق الجور والظلم ، وكلّ ظالم تأخّر عنهم فإنّما بظلمهم اقتدى ، وفي بيداء ضلالتهم خاب وغوى ، وكلّ ما تعطّل من حدود الله وضاع من حقوق الله أو حصل به نقص في الدين أو حيف على المؤمنين ، فعهدته عليهم ، وتبعته لديهم ، وهم عنه مسؤولون وبه مطالبون بين يدي الحاكم العدل الذي لا يجوز ولا يخفى عليه مكنون ولا مستور، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
ثمّ في الفصل الثاني يستدلّ المصنّف بقوله تعالى :
(إنَّ الَّذينَ يُؤْذونَ اللهَ وَرَسولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأعَدَّ لَهُمْ عَذابآ مُهينآ).
والاستدلال بها من وجوه : أنّهم آذوا فاطمة الزهراء 3، وكلّ من آذاها فهو ملعون . أمّا الصغرى فيدلّ على صحّتها وجهان : فيذكر المصنّف قصّة فدک بالتفصيل ثمّ إحراق الباب وكسر الضلع وإسقاط الجنين من كتب القوم ، ثمّ بذكر إيذائهم لأمير المؤمنين علي 7 ومن آذاه آذى رسول الله، فإنّه نفسه الشريفة بصريح آية المباهلة ، وحربه حرب النبيّ، كما أذوا كثيرآ من الصحابة ، وإيذاء كلّ واحد من الصحابة بزعمهم إيذاء للنبيّ 9، وإيذاء النبيّ موجب لاستحقاق اللعن ووجه آخر، فراجع .
وفي الفصل الثالث : في قوله تعالى :
(إنَّ الَّذينَ يَكْتُمونَ ما أنْزَلـْنا مِنَ البَيِّناتِ وَالهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الكِتابِ اُولـئِکَ يَلـْعَنَهُمُ اللهُ وَيَلـْعَنَهُمُ اللّاعِنونَ ).
مع قوله تعالى :
(إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرآ).
بأنّ الآية الاُولى بعمومها تدلّ على وجوب إظهار الحقّ ، وإلّا فمن كتمه فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين ، والثانية نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين : كما في كتب وتفاسير القوم ، وكذلک حديث الثقلين ، ودلّت الآية والروايات على عصمة أهل البيت : ولا بدّ من الرجوع إليهم والتمسّک بهم ، وحينئذٍ اُولئک الأوائل ظلموا أهل البيت : بكتمهم الحقّ ، بل لم يقتصروا على الكتمان وإنّما كانوا يفعلون الضدّ وسنّوا للناس سنن الظلم ونهجوا لهم سبيل البغي ولم ينحرجوا من مخالفة الله
والرسول ولم ينتفعوا بقوارع الزواجر وأكيد المواعظ ، وكلّ من كان كذلک فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين من الملائكة والإنس والجنّ أجمعين .
وفي الفصل الرابع : في قوله تعالى :
(يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا إذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحْفآ فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ)... إلى آخر الآية الشريفة .
ووجه الاستدلال بها أنّ اُولئک الأوائل قد فرّوا من الزحف في أماكن شتّى ـيذكر المصنّف ذلک من كتب القوم في اُحد وحنين وخيبر وغيرهاـ وكلّ من فرَّ من الزحف فإنّه يستحقّ اللعن والغضب من الله سبحانه وتعالى .
وفي الفصل الخامس : في قوله تعالى :
(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أنْزَلَ اللهُ فَاُوْلـئِکَ هُمُ الظَّالِمونَ ).
(فَاُوْلـئِکَ هُمُ الفاسِقونَ ).
(فَاُوْلـئِکَ هُمُ الكافِرونَ ).
وقد صدرت من الأوائل الظالمين أحكامآ مخالفة لما أنزل الله تعالى ـفيذكر المصنّف بعض النماذج والموارد، ولا مجال للاجتهاد في مقابل النصّ الصريح كما هو واضح ـ وكلّ من فعل ذلک فعليه لعنة الله.
وفي الفصل السادس يورد المصنّف بعض ما روي من طريق أبناء العامّة يتضمّن اللعن صريحآ أو يستلزمه ـيستندـ به أو يومي إليه ، كحديث : «لعن الله المتخلّف عن جيش اُسامة »، وقد تخلّف الأوّل والثاني . وروى صاحب كشف الغمّة : إنّ النبيّ 9 قال لعليّ: اتّقِ الضغائن التي في صدور قوم لا يظهرونها إلّا بعد موتي ، اُولئک يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، ثمّ بكى النبيّ، فقيل : ممّ بكاؤک يا رسول الله؟ فقال : أخبرني جبرئيل أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه ويقاتلونه
ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده . ويذكر المصنّف روايات اُخرى تدلّ على المطلوب ، فراجع .
وفي الفصل السابع : يذكر نبذة يسيرة ممّـا ورد من طرق أصحابنا الإماميّة رضي الله عنهم ممّـا هو صريح في لعن هؤلاء وإثبات كفرهم في شدّة الظهور والوضوح كما يصرّح ، وهو كثير جدّآ، والغرض ها هنا التعرّض إليه ليستدلّ باليسير على الكثير ـفيذكر المصنّف بعض الروايات ، وقد ذكرناها وغيرها في رسالتنا هذه ـ فتدبّر.
[1] () الأحزاب : 64.
[2] () النساء: 48.
[3] () المائدة : 13.
[4] () النساء: 93.
[5] () المائدة : 60.
[6] () البقرة : 88.
[7] () النساء: 46.
[8] () النساء: 52.
[9] () الأحزاب : 57.
[10] () الفتح : 6.
[11] () البقرة : 159.
[12] () الأحزاب : 68.
[13] () المائدة : 64.
[14] () آل عمران : 87.
[15] () الأعراف : 44.
[16] () هود: 18.
[17] () هود: 60.
[18] () الرعد: 25.
[19] () الغافر: 52.
[20] () الأحزاب : 61.
[21] () الإسراء: 60.
[22] () نفحات اللاهوت : 43.
[23] () نفحات اللاهوت : 46.
[24] () جامع السعادات :1 352.
[25] () إشارة إلى ما قاله الغزالي في كتابه إحياء العلوم كما جاء ذلک في المحجّة البيضاء (:5 223) :وأمّا ما ذكره أبو حامد في هذا الباب من الكلام في لعن يزيد ـلعنه اللهـ فينبغي أن يطوى ولايروى .
[26] () المحجّة البيضاء :5 220.
[27] () نفحات اللاهوت ، تحقيق الدكتور محمّد هادي الأميني : 42.
[28] () ذخر العالمين في شرح دعاء الصنمين : 26، خطّي .
[29] () ذخر العالمين : 37.
[30] () نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت : 56.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
اضافة اخيرهاللعن في القران والسنة المطهرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله تعالى على نبينا محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى قيام يوم الدين
بداية يجب أن نتوقف على المعنى اللغوي لكلمة لعن فهي لا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بمعنى السب والشتم وإنقاص المنزلة
لعن كما جاء في مختار الصحاح للرازي (هو الطرد والإبعاد من الخير وبابه قطع ) وهذا يعني أن فلان ملعون أي فلان مطرود وهي ليست مسبة أو شتيمة وإنما هي دعاء منصوص عليه في القرآن الكريم والأدعية الموروثة عن أئمة أهل البيت
ففلان ملعون أي مطرود واللهم العن فلان أي اطرده وأبعده وبرئني منه
واللعن سنة قرآنية حيث قال تعالى (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا)) فإذا كان الله يلعن من آذى محمداً وآل محمد فهل يجب أن نمتنع عن ذلك
وفي آية أخرى قال تعالى((أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ))البقرة - الآية - 159 فالآية صريحة بوجود أناس يلعنون كما يلعن الله عرفهم الله في كتابه وهم من المحال أن يكونو من غير المؤمنين فلا يمكن أن يقرن الله عملاً لنفسه مع غير المؤمنين من عبادهقد يجد البعض في نفسه بعض الحرج من اللعن الوارد في زيارة عاشوراء وغيرها في حق قتلة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين متناسيا بان أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لا يلعنون جزافا وان مسلكهم كمسلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومسلك القرآن الكريم الذي لا يلعن إلا من يستحق اللعن، ولا يطرد من الرحمة إلا من أساء وطرد نفسه منها بسوء عمله واختياره، ونستطيع فيما يلي ان نستعرض وعلى عجالة ستة أدلة تدل على جواز لعن قتلة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وهي كما يلي:
الدليل الأول: القاتل للنفس المؤمنة كافر والكافر يجوز لعنه إجماعا
وفي هذا المعنى آيات كريمة وأحاديث شريفة كثيرة تطبق بأجمعها على ان القاتل للنفس المؤمنة عن عمد وإصرار خارج عن الإيمان داخل في سلك الكفار، ومن هذه النصوص الشريفة ما يلي:
قال الله سبحانه وتعالى وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)(1) -والخلود في النار لا يكون إلا مع عدم الإيمان، لان المؤمن حتى لو دخل النار فانه لا يخلد فيها، والإيمان في الآخرة لا يقابله إلا الكفر، فمن لم يكن مؤمنا لا يكون إلا كافرا.
وفي الحديث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (من قتل مؤمنا متعمدا فقد كفر بالله)(2).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا قال: (من أعان على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله)(3) واليأس من رحمة الله وروحه لا يكون إلا من صفات الكافرين، قال الله سبحانه إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)(4)، ويمكن لنا الاستفادة من هذا الحديث بعدة أوجه، منها ان ما ورد في الحديث الشريف هو جزاء لمن أعان على قتل المسلم فيكون القاتل للمسلم مشمولا بالكفر من باب أولى هذا أولا، وثانيا هذا الحديث الشريف لا يجوز لنا لعن القاتل لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فحسب، بل ويجوز لنا لعن من أعان على قتلهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (أيها الناس لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ولا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة أخيه)(5).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وفيما قدمنا كفاية لمتدبر، وبه نستطيع إثبات ان القاتل للنفس المؤمنة عن عمد كافر والكافر يكون مشمولا بقوله سبحانه وتعالى (فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ)فيجوز حينئذ لعن كل قاتل، ويكون أولى الناس باللعن من قتل خيرة المؤمنين وسادة المسلمين وصفوة الناس أجمعين من الأولين والآخرين، فلو كان هنالك وصف أشد من الكفر لما ترددنا في إطلاقه عليهم لعظيم ما جنوه وفداحة ما اقترفوه.
الدليل الثاني: إن قتل أهل البيت إفساد في الأرض والمفسد في الأرض ملعون
قال الله سبحانه وتعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ -22- أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)(6) فبين تعالى ان الإفساد في الأرض يستتبع اللعن والطرد من الرحمة الإلهية، وقد اتفقت الروايات الشريفة على أن القتل هو من مصاديق الإفساد في الأرض، وقد ورد في الحديث الشريف إن السماوات والأرض وما فيهن لا تعدل عند الله سبحانه وتعالى نفساً مظلومة تزهق بباطل.
فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (والذي نفس محمد بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنـيـا)(7). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لزوال الدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مسلم بغير حق)(8). وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم يسفك بغير حق)(9).
فإذا كان القتل من مصاديق الإفساد في الأرض وموجبا للعن فان قتل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين من اكبر مصاديق ذلك الإفساد وأعظمه، وصاحبه يستحق أغلظ درجات اللعن وأشدها.
وقد يكون للفساد وجه تحقق آخر، وهو أن في قتل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين إفناء وإبادة للأخيار وإبقاء للأشرار والمفسدين، وهو من باب رفع احد النقيضين واثبات الآخر، وهذا الإفناء والإبادة للأخيار وإبقاء الفجار والأشرار من أعظم الفساد في الأرض، والمفسد يصح لعنه والتبرّؤ منه بنص كتاب الله سبحانه وتعالى.
الدليل الثالث: إن في قتلهم نقضا للعهد وقطعا لما أمر الله به أن يوصل
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه(وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(10).
ويمكن أن نتصور لنقض العهد وقطع ما أمر الله سبحانه وتعالى به أن يوصل عدة صور:
ألف: ان القاتل لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ناقض للعهد الذي أخذه الله سبحانه وتعالى على العباد، لأنه سبحانه وتعالى قد أمر عباده بحفظ النفس وأَخذ عليهم العهد والميثاق أن لا يقتلوا أنفسهم ولا أولادهم ولا غيرهم من بني جنسهم قال سبحانه وتعالى(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ)(11). وقال سبحانه وتعالى أيضا(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ)(12) وقال سبحانه وتعالى في آية ثالثة(مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)(13) فالقاتل لأهل البيت ناقض لجميع هذه العهود والمواثيق المأخوذة من قبل الله سبحانه وتعالى على عباده وناقض العهد والميثاق يجوز لعنه قال الله سبحانه وتعالى(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً)(14).
باء: إن الله سبحانه وتعالى أوجب على الناس مودة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين بقوله قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(15) وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرباه حينما سأله المسلمون: (من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ فقال صلى الله عليه وأله:علي وفاطمة وابناهما)(16) وقاتل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين قاطع لهذه المودة حتما فيكون مشمولا بقوله سبحانه وتعالى(وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(17) فيجوز حينئذ لعنهم لهذه العلة.
جيم: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يخرج من الدنيا حتى اخذ على المسلمين العهد والميثاق والبيعة للإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه في يوم غدير خم عند رجوعه من حجة الوداع حيث ارتقى منبرا اعد له وصاح في الناس: ( ...يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدلوا، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أَنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)(18).
ومهما فهمنا من كلمة الولي فان معانيها تجمع على ضرورة رعاية أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وحفظ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم الذي هو عهد الله سبحانه وتعالى، والقاتل لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ناقض لهذا العهد ناكث للميثاق فيكون مشمولا بقول الله سبحانه وتعالى(وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(19).
الدليل الرابع: ان في قتلهم إيذاءً للنبي ومؤذي النبي ملعون
قد اتفقت كلمة المسلمين ومن دون مخالف على ان أذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرام قليله وكثيره، قال الحطاب الرعيني نقلا عن القرطبي في شرح صحيح مسلم: (يحرم علينا كل فعل يؤذيه وإن كان في أصله مباحا لكنه إذا أدى إلى أذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتفعت الإباحة وحصل التحريم)(20).
وقال الشيخ الطبرسي: (والأذى قد يكون بالفعل، وقد يكون بالقول)(21) ، وقد أفتى علماء العامة قبل الخاصة بكفر من آذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوجبوا قتله منهم:
ابن حزم حيث قال: ( إن كل من آذى رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم فهو كافر مرتد يقتل ولا بد وبالله تعالى التوفيق)(22).
وقال ابن حجر: (إن من آذى النبي صلى الله عليه ــ وإله ــ وسلم بقول أو فعل يقتل)(23).
وقال ابن تيمية: ( من آذى الرسول فقد آذى الله، لان حق الله وحق رسوله متلازمان، وفي هذا وغيره بيان لتلازم الحقين، وأن جهة حرمة الله تعالى ورسوله جهة واحدة، فمن آذى الرسول فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله، لأن الأمة لا يصلون ما بينهم و بين ربهم إلا بواسطة الرسول، ليس لأحد منهم طريق غيره، ولا سبب سواه، وقد أقامه الله مقام نفسه في أمره ونهيه وإخباره وبيانه، فلا يجوز أن يفرق بين الله و رسوله في شيء من هذه الأمور)(24).
ودليل الجميع هو قوله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا)(25) وقوله سبحانه وتعالى(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(26).
ويلزم من حرمة إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرمة إيذاء من يتأذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأذيتهم وقد ثبت على نحو القطع انه صلى الله عليه وآله وسلم يؤذيه ما يؤذي أهل بيته وعترته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (إن الله عز وجل اشتد غضبه على اليهود أن قالوا عزير ابن الله، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا المسيح ابن الله، وأن الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي)(27).
وقد ورد أيضا انه صلى الله عليه وآله وسلم قال في حق ابنته السيدة فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليها: (فاطـمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني)(28).
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في حق أخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه: (من آذى عليا فقد آذاني)(29). وعن أنس بن مالك قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم راقد في بعض بيوته على قفاه إذ جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدر النبي صلى الله عليه وسلم ثم بال على صدره فجئت أميطه عنه فاستنبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ويحك يا أنس دع ثمرة فؤادي فإن من آذى هذا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)(30).
وقد خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما من بيت عائشة فمر على فاطمة صلوات الله وسلامه عليها فسمع حسينا يبكي فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني)(31).
فإذا كان بكاء الحسين صلوات الله وسلامه عليه يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يا ترى لو رآه على الرمضاء مقتولا، ورأسه على الرمح مشهورا، يطاف به وبحريمه من بلد إلى بلد. وإذا كان الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه ثمرة فؤاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤذيه ما يؤذيه فكيف به لو رآه يتلوى من السم يخرج كبده قطعة بعد قطعة، أم ماذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم لو شاهد جنازته صلوات الله وسلامه عليه ترمى بالسهام والحجارة ليس من ذنب إلا لأنه أراد أن يدفن قرب جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،أم كيف يصبر قلبه صلى الله عليه وآله وسلم وهو يرى المسمار يخترق قلب التقى ويكسر صدر الهدى ويقع في صدر ابنته الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، أم كيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يتأذى من أمته ولا يلعنها وهو يراها تجرع ابن عمه ووصيه أنواع المحن وألوان الرزايا.
الدليل الخامس: في قتل أهل البيت إيذاء للمؤمنين ومؤذيهم ملعون
قال تعالى(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)(32) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذى مسلما فقد آذى الله)(33) ،وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضا: (من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله)(34)، وقد مر في الدليل السابق ان أذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم محرم، وانه من الأفعال التي تستوجب اللعن.
وفي قتل احد أفراد أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين أذى له على المستوى الشخصي، وهو مؤمن ومسلم، بل من سادة المسلمين وخيرة المؤمنين، فيكون أذاه بوصفه واحدا من المسلمين أذى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستحق اللعن.
وفي قتل احد أفراد أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كذلك أذى لبقية أفراد أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين من المؤمنين فيكون مؤذيهم ملعوناً قد احتمل بهتانا وإثما مبينا.
وفي قتل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين إيذاء لبقية المؤمنين من غير أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فان نار مصابهم باقية في قلوب المؤمنين منذ يوم مقتلهم إلى يوم الناس هذا بل إلى يوم القيامة، والمتسبب في إيذاء المؤمنين عامة يستحق أشد درجات اللعن والطرد من الرحمة الإلهية.
الدليل السادس: في قتل أهل البيت قطع للأرحام وحكم بغير ما انزل الله
قال سبحانه وتعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ -22- أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)(35) وقال سبحانه وتعالى أيضا (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)(36).
وهذه الآيات الكريمة تتحدث عن أولئك الذين يتولون الحكم وإدارة أمور الناس فيستغلون هذه المناصب ليفسدوا في الأرض بالظلم والجور، فتكون إحدى نتائج ظلمهم وفسادهم قطعهم للأرحام وحكمهم بما لم ينزل الله سبحانه وتعالى، فيكون فعلهم هذا مستوجبا للعن والطرد والإبعاد من الرحمة الإلهية.
وقد تقدم ان قتل النفس المحترمة من أوضح مصاديق الظلم والفساد، وأعظم منه قتل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فيكون فاعله مشمولا بقوله سبحانه وتعالى(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
والقتل هو أيضا حكم بما لم ينزل الله سبحانه فالله سبحانه وتعالى قد أنزل في شريعته حفظ النفس والرحم ووصلهما وعدم قطيعتهما، وهؤلاء الظالمون قد حكموا على العباد بإزهاق النفوس وقطع الأرحام، فيكون حكمهم غير مطابق لحكم الله سبحانه، فيصح حينئذ لعنهم بهذا السبب.
والقتل أيضا حكم بما لم ينزل الله سبحانه وتعالى، وذلك لأنه سبحانه قد أنزل في جميع شرائعه وجوب حفظ النفس والرحم ووصلهما وعدم قطيعتهما، فيكون الحكم بقتل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين من قبل الحكام الظالمين غير مطابق لحكم الله سبحانه وتعالى فيصح حينئذ لعنهم بهذا السبب.
الهوامش:
1 : سورة النساء الآية رقم 93.
2 : ميزان الاعتدال للذهبي ج2 ص100، تفسير ابن كثير ج1 ص549، الكامل لابن عدي ج3 ص203 .
3 : مسند أبي يعلى لأبي يعلى الموصلي ج10 ص308.
4 : سورة يوسف الآية رقم 87.
5 : مجمع الزوائد للهيثمي ج6 ص283 باب لا يجني أحد على أحد ولا يؤخذ أحد بجريرة غيره، وقال الهيثمي بعد إيراده: (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح).
6 : سورة محمد الآية 22 .
7 : كنز العمال للمتقي الهندي ج15 ص32 ، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج2 ص198 ، المجموع لمحيي الدين النووي ح18 ص345 ، مغني المحتاج لمحمد بن احمد الشربيني ج4 ص2 ، إعانة الطالبين للبكري الدمياطي ج4 ص124 .
8 : تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج65 ص193 ، كنز العمال للمتقي الهندي ج15 ص32 .
9 : كنز العمال للمتقي الهندي ج15 ص32 ، الكامل لعبد الله بن عدي ج3 ص145 ، تهذيب الكمال للمزي ج9 ص237 .
10 : سورة الرعد الآية رقم 25 .
11 : سورة البقرة الآية رقم 84 .
12 : سورة الإسراء الآية رقم 33.
13 : سورة المائدة الآية 32.
14 : سورة المائدة الآية رقم 13.
15 : سورة الشورى الآية 23 .
16 : المعجم الكبير للطبراني ، تفسير الكشاف للزمخشري ج3 ص467، تفسير الثعلبي ج8 ص37، شواهد التنزيل للحاكم الحسكـاني ج2 ص194، تفسير النسفي ج4 ص101، تفسير الرازي ج27 ص166، تفسير ابن عربي لابن العربي ج2 ص219، فتح القدير للشوكاني ج4 ص537.
17 : سورة الرعد الآية رقم 25 .
18 : المعجم الكبير للطبراني ج3 ص180، كنز العمال للمتقي الهندي ج1 ص189 وج5 ص289، تاريخ دمشق لابـن عـساكـر ج42 ص220، البداية والنهاية لابن كثير ج7 ص386.
19 : سورة الرعد الآية رقم 25 .
20 : مواهب الجليل للحطاب الرعيني ج5 ص12 .
21 : تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي ج5 ص79 .
22 : المحلى لابن حزم ج 11 ص 414 .
23 : فتح الباري ابن حجر ج 8 ص 369 .
24 : الصارم المسلول لابن تيميه ص 40-41.
25 : سورة الأحزاب الآية 57 .
26 : سورة التوبة الآية 61 .
27 : الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج3 ص230 ، والكامل في التاريخ لعبد الله بن عدي ج6 ص302 .
28 : المجموع لمحيي الدين النووي ج20 ص244 ، شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج3 ص30 ، السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص202 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص273 .
29 : مسند احمد بن حنبل ج3 ص484، صحيح ابن حبان ج15 ص367، الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ص1183، الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي ج2 ص547، التاريخ الكبير للبخاري ج6 ص307، الإصابة لابن حجر ج4 ص534، تاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص631.
30 : المعجم الكبير للطبراني ج3 ص43، كنز العمال للمتقي الهندي ج12 ص125.
31 : المعجم الكبير ج3 ص116، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج14 ص171، ترجمة الإمام الحسين لابن عساكر ص190.
32 : سورة الأحزاب الآية 58 .
33 : تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج42 ص201 .
34 : كنز العمال للمتقي الهندي ج16 ص10 ، الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي ج2 ص547 ، البداية والنهاية لابن كثير ج7 ص383 .
35 : سورة محمد الآية 22 و23 .
36 : سورة المائدة الآية 44 .
فلا اعرف من اين تصدق العقول عدم استحسانه واول من لعن هو الله وفي القران دليل جوائزه بل مأجور عنه في مواضعه
كل من يقول بعدم جوازه او انكاره فهو مبتدع حسب ماتقدم في الموضوع
وانما تم طرح ذميته او كراهيته او عدم جوازه لئلا يذم من هو اهلا للعن بل يجب لعنه
تحيةة