ذكرى ميلاد سيدنا محمد المصادف يوم ١٢ ربيع الاول
(موجز عن يوم ١٢ ربيع الاول):
مولد النبيّ يوم الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، هذا هو التاريخ الذي حُفر في قلوب جميع المسلمين من شتّى أنحاء العالم، ولربما يكون هو أولّ التواريخ التي يحفظها جميع الأطفال منذ نعومة أظفارهم، فهذا هو التاريخ الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي أنارت به الأرض بنورٍ لن ينطفئ إلى قيام الساعة، فقد كانت ولادته عليه الصلاة والسلام لأمّه آمنة بنت وهب وأبيه عبدالله بن عبد المطلب والذي توفي قبل ولادته صلى الله عليه وسلم. أمّا عن سبب تسميته العام الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام بعام الفيل فيرجع إلى هجوم أبرهة الأشرم بجيشٍ كبيرٍ تتقدّمه الفيلة على الكعبة المشرفة لهدمها، وذلك بعد بنائه كنيسةً كبيرةً أراد أن يحجّ إليها العرب بدل الكعبة المشرفة، وهو ما لم يقوموا به، فبعد أن هجم بجيشه ووصل إلى مكّة المكرمة وهرب جميع أهلها إلى الجبال خوفاً من هذا الجيش الكبير، وامتنعت الفيلة عن التقدّم لهدم الكعبة المشرفة، وبعث الله تعالى الطير الأبابيل والتي كانت تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارةً من سجيل، وفرمتها على جيش أبرهة الأشرم فحمى الله تعالى بذلك الكعبة المشرفة. أّمّا يوم وفاته صلى الله عليه وسلم فهو أيضاً يوم الاثنين 12 ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة في المدينة المنورة في حجرة زوجته أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد بلغ من العمر 63 عاماً، فكان يوم وفاته صلى الله عليه وسلم كما وصفه الصحابة أظلم يومٍ يمرّ على تاريخ البشرية كلّها، فتوفي عليه الصلاة والسلام بعد نزاعٍ مع المرض استمرّ مدّة ثلاثة عشر يوماً عانى فيها صلى الله عليه وسلم من الحمّى والصداع والإغماء، فتوفي عليه الصلاة والسلام وهو يقول: "بل الرفيق الأعلى من الجنة". أمّا بين ولادته ووفاته صلى الله عليه وسلم تكمن سيرته العطرة والتي ملأت الأرض سلاماً ونوراً، فقد بذل عليه الصلاة والسلام حياته كلّها في سبيل الله وإيصال رسالة الإسلام، فحتى قبل بعثته كان يذهب كلّ سنةٍ إلى غار حراء فيمكث فيه شهراً كاملاً يتأمل خلق الله ويعبده، فلم يسجد عليه الصلاة والسلام في حياته لصنمٍ قط، بل كان يعلم من قبل بعثته بوجود الله تعالى، وهو ما اطمأنّ له قلبه بعد بعثته فلذلك بذل نفسه وولده وماله في سبيل الله تعالى وإيصال دعوة الإسلام إلى البشرية جمعاء، فبين ميلاده ووفاته تكمن قصة أعظم رجلٍ مرّ على البشرية جمعاء والتي تكمن فيها العديد من العبر التي لم تتسع لها سلاسل من المجلدات والكتب، والتي لم يستطع كاتبٌ واحدٌ ولا حتى الآلاف وصفها، فتغنى بها المسلمون وغيرهم.
كاردينيا