أصل كلمة بابل بين تفاسير الباحثين ونصوص الكتاب المقدس
اختلف الدارسون على مر السنين في تفسير كلمة بابل اسم عاصمة الامبراطورية البابلية.
وترجع اولى محاولات تفسير اسم هذه المدينة الى ايام تدوين سفر التكوين.
وفي معنى بابل طلع علينا الآثاري الفرنسي باروو بفكرة رائدة في سبعينات القرن الماضي تعتمد على شطر الكلمة الى شطرين هما: باب العربية و ايل الاله الفينيقي ذو الجذور الرافدية وقوبلت الفكرة باستحسان. إلا ان عددا من الباحثين يشكك في ذلك دون تقديم بديل.
وقد عنيت منذ فترة طويلة باعادة النظر في كثير من الاسماء الرافدينية القديمة ونشرت ذلك في عدة كتب بعضها ورقي وبعضها املودي (سوفتوير) على الامزون.
وهنا نقدم تفسيرا جديدا لبابل مشتقا من وظيفة المدينة وزقورتها. وارتباط تأريخ المدينة بالاله بعل مردوخ ارتباطا وثيقا كما ورد في ملحمة كلكامش واساطير عراقية قديمة اخرى، حيث ان اعتماد باروو على العربية، التي لم تكن قد ظهرت على مسرح الاحداث يومئذ، في تأويله، يضعف حجته و يحتم اعادة النظر في الموضوع.
تأسست بابل كضيعة ساميّة على يد الحاكم بعلو (المسمى على اسم الاله بعل ) في القرن الثالث والعشرين ق.م. وأصبحت عاصة لأنبراطورية عظيمة على يد المشرع الكبير حمورابي في حدود 1985 ق. م. وأطفأ جذوتها الاشوريون غير مرة، ثم عادت وتألقت ثانية على عهد الدولة الكلدانية في الفترة 612 – 539 ق.م. وتقع اطلالها اليوم على بعد 85 كم ج غ بغداد.
وأما المقترح البديل الذي نقدمه فهو بيت بعل وذلك بشطر الكلمة الى با + بعل حيث آلت بَيتا الآرامية الى البادئة بِث المعروفة والبادئة با التي نجدها الى اليوم في اسماء قرى عراقية كثيرة مثل: باعذرا، باقوفا، باطوفا، بطنايا، بعويزة، بعويرة، بانقيا (النجف)، باكرمي (داقوق)، بعشيقة، بحزاني، برطلة، بسمايا...
وأما بعل البابلي فقد آل الى بل لدى الآشوريين لابدالهم الحرف عين بالهمزة او اسقاطهم اياه تماما الى يومنا هذا فمثلا يلفظون عبديشوع اوديشو. كما ان الخط المسماري السومري الذي تبناه البابليون والاشوريون والكلدان خلا هو الاخر من مقاطع فيها لفظ العين. والاغريق تسلموا الاسم على شكل بل وحولوا الباء الى باء مثلثة النقاط (P ) واحيانا الى فاء كما حولوا العين الى احد حروف العلة او احدى الحركات. وتبعهم الرومان في ذلك تلقائيا.
وفي كتابات الحضر الارامية تستهل كل الادعية بالبسبلة "بل"، وهذا غريب لأن الارامية فيها صوت العين وحرف دال عليه وحتى كلمة بعل نفسها موجودة بمعنى زوج وهي ايضا موجودة بمعنى رب كما في (بعل زبول) رئيس الشياطين و(بعل درا) إله الحرب و(بعل دواوا) عدو.
كما اصبحت بل بادئة ولاحقة لاسماء كثيرة مثل آشور باني بل و آثوربل.
نعود الآن الى بابعل اي بابل ونسوق بعض الادلة او القرائن على ذلك:
1- في سفر ايرميا نقرأ :
"سأعاقب البعل في بابل .....ويسقط سور بابل." (51:44)، ربط بين بعل وبابل.
2- في سفر دانيال إشارة واضحة الى ان بابل التي في سهل شنعار هي بيت الاله (بعل) في سياق وصف استيلاء نبوخذنصر على يهوذا على ايام الملك يوياقيم:
"وسلم الرب الاله يوياقيم ملك اليهودية الى يده مع بعض من آنية بيت الله التي نقلها الى أرض شنعار الى بيت الهه وأدخل الآنية الى خزانة بيت إلهه". (1:2)
والهاء في يده والهه تعود الى نبوخذنصر. اي ان بعض الآنية انتقلت من بيت الله الى بيت الاله.
3 – وللتأكد من ان بعل هو اله نبوخذنصر نورد النص التالي من نبوءة دانيال:
"أخيرا دخل قدامي دانيال الذي اسمه بلطشاصركإسم إلهي ...." (4:8)
والياء في قدامي وإلهي تعود الى نبوخذنصر.
والعبارة المفتاحية هنا هي: كإسم الهي وفي هذا الاسم لا نجد غير بل (بعل) دالا على إله.
ولمزيد من التفصيل حول بلطشاصر ومشتقات بعل الاخرى وأسماء رافدية قديمة بقراءة جديدة يراجع كتابي :
From Gilgamesh to Christopher على موقع أمزون.
4 – وفي النص التالي من إيرميا النبي ربط واضح بين بابل وبعل
"أخبروا في الشعوب وأسمعوا وارفعوا راية. أسمعوا لا تخفوا. قولوا أَخذت بابل خزي بل. انسحق مردوخ..." (50:2)
5- لكن ما هو بيت (الاله) البعل؟ إنه الزقورة التي كانت أشهر معلم في المدينة فسميت المدينة باسمه في هذا العهد اي في العصر الكلداني. وفي هذا الصدد ورد في التأريخ ان المؤرخ اليوناني هيرودوتس سمى الزقورة "معبد زيوس بعلوس" وهذا ليس اسما بل وصف لوظيفة فاذا حذفنا اللاحقة "وس" اليونانية يتبقى لنا "معبد سين بعل" أو "معبد الرب بعل".
وواضح أيضا أن بل هو بعل وقد فقد عينه للاسباب المذكورة اعلاه.
ـــــــــــ
انتهى الموضوع المنقول
اكو تفسير لمعنى بابل اخر لم يُذكر وهو بابل تأتي من تبلبل ألسنة اولاد نبي الله نوح عليه السلام اي بمعنى اللكنة بألسنتهم ماقاريه ولكن سمعته من استاذ بمادة التاريخ القديم