مبدع أم مندفع؟ علماء النفس يصنفونك بين إحدى الفئتين "A" و "B".. اكتشف صفاتك
ليس الأمر بسيطاً كما يبدو. هل همس إليك أحدهم ذات مرة قائلاً: "أنت تنتمي إلى (الفئة A) إلى حد كبير"، مما أثار حفيظتك، هل تعلم ما معنى "الفئة A"؟
إنه مفهوم متعارف عليه منذ عقود لدى علماء النفس والأشخاص العاديين على السواء.
ثمة مشكلة رئيسية تكمن في أن الناس تُصنَّف وفقاً لفئة أو لأخرى، في حين أن معظم الناس في الحقيقة ما هم إلا مزيج يتوسط تلك التصنيفات كافة.
كان ماير فريدمان، طبيب أمراض القلب، أول من استعمل مصطلح "الفئة A" وذلك في عام 1950، وكان يستخدم ذلك المصطلح باعتباره وسيلة لقياس صحة القلب والأوعية الدموية.
وقد صرح الدكتور لوقا سميلي، المحاضر في علم نفس الشخصية بجامعة ميلبورن في أستراليا، لـ"هافينغتون بوست"، بأن فريدمان "لاحظ أن مرضى القلب يختلفون من حيث شخصياتهم إذا ما قورنوا بالآخرين".
وأضاف أنه "ابتكر تلك الفكرة بناء على وجود فئتين من الشخصيات؛ الفئة A وهم الذين يتميزون بالتنافسية والاندفاع، والفئة B وهم الذين يتميزون بالسلاسة وسهولة التعامل".
كما أوضح قائلاً: "لاحظ فريدمان أنه بعد 10 سنوات من التجارب، كان من المتوقع للأشخاص الذين يتمتعون بخصائص الفئة A زيادة خطر إصابتهم بمرض الشريان التاجي في القلب".
انتشرت تلك النظرية بعد نشر كتاب فريدمان "سلوك الفئة A وقلبك" سنة 1974، والذي شاركه في كتابته الدكتور راي روزنمان، ليحقق الكتاب فيما بعد أعلى المبيعات.
بعد عقود من الزمان، تطور ذلك المصطلح ليُستخدم بكثافة ضمن لغة أصحاب النزعة التنافسية العالية.
بالنسبة للمبتدئين، فقد بسطنا الموضوع قدر الإمكان كما يلي:
الفئة A
- طموح ويتمتع بدافع قوي للنجاح.
- للوقت أهمية قصوى لديه، فهو دائماً على عجلة من أمره.
- لديه نزعة عدوانية يمكن إثارتها بسهولة؛ إذ يميل إلى التفاعل مع الضغوطات اليومية بعجلة وعنف.
الفئة B
- أقل طموحاً، حيث لا يسعى جاهداً للحصول على التميّز، إلا أنه يستمتع بالنجاحات التي يحققها.
- يتمتع بالطبيعة الهادئة والسلاسة في التعامل.
- أكثر أناقة وقدرة على تكوين علاقات اجتماعية.
- مبدع ويتمتع بشخصية هادئة يمكن التنبؤ بتصرفاتها.
هل تستطيع أن تحدد من أي فئة أنت؟
لا يهم حقاً تحديد إلى أي فئة تنتمي.
يقول الدكتور سميلي: "تكمن المشكلة الرئيسية لتلك النظرية في افتراضها تصنيف الناس إلى إحدى الفئتين، إما الفئة A، وإما الفئة B".
يضيف سميلي: "في الواقع، إن معظم الناس ما هم إلا مزيج يتوسط تلك التصنيفات كافة".
ويعلل سميلي ذلك قائلاً: "على مدار عقود مرت، لم يكن هناك أدلة كافية لإثبات الاختلاف النوعي للخصائص النفسية أو السمات الشخصية؛ بل مجرد تفاوت في الدرجات".
ويعرف سميلي الفئة A على أنها الفئة النمطية.
كما يقول إن "الفئة A مفهوم يجمع تحت مظلته عدة سمات شخصية من الصعب تناغمها معاً".
ويضيف: "من المؤكد أن بعض الناس يمتلكون كل هذه الصفات، إلا أنها لا يمكن أن تتشابه أهميتها، لا سيما عندما نتفهم الأمر من منظور أمراض القلب".
فمن هذا المنظور، يعتبر السلوك العدواني إحدى الصفات التي يمكن أن تمثل مشكلة بحد ذاتها.
يقول سميلي إن "الأشخاص أصحاب النزعة العدائية المرتفعة، يميلون إلى التفاعل ولديهم ردود فعل قاسية على ما يواجهونه من ضغوط الحياة، وعلى ما يبدو أن هذا العامل هو السبب وراء ارتفاع نسبة الخطر بإصابة أولئك الأشخاص بأمراض القلب".
النظرية حالياً
يبقى نموذج الفئتين A وB مقبولاً من الناحية النظرية المفسرة لأنماط الشخصية، رغم احتوائها على بعض العيوب، فضلاً عن إمكانية استخدامها لتحديد نقاط القوة والضعف لدى الأشخاص.
يرى الدكتور سميلي أن هذه النظرية قد تضعنا على أول الطريق نحو التغيير النفسي الإيجابي والمساعدة الذاتية.
ويقول سميلي: "إن كنت تعرف نفسك أنك ضمن الفئة A بسبب حماستك وتنافسيتك، فقد لا تكون تلك هي العناصر التي يجب أن تعمل على إصلاحها".
ويضيف أن الإصلاح الذاتي يصبح أكثر فائدة للأشخاص المصابين بالإحباط أو الأشخاص الذين يسهل استفزازهم". وهذا هو ما ينبغي أن يعملوا على تطويره.
- هذا الموضوع مترجم عن موقع "هافينغتون بوست" النسخة الأسترالية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا