إنفوجرافيك: مِن وإلى أين يهاجر الجميع!
لا يخفى على أحد حركة الهجرة النشطة وغير المسبوقة التي يشهدها العالم منذ بضع سنين. لا تسيء فهمي أرجوك، فالهجرة قديمة قدم وجود الإنسان نفسه على الأرض؛ فقط هي تحمل أسماءً كثيرة! سواء كانت انتقالًا لأراضي أكثر خضرة للرعي، أو نزوحًا هربًا من الكوارث الطبيعية وغارات القبائل الأخرى، أو استعمارًا للاستحواذ على ثروات بلد آخر، أو محاولات هرب غير شرعية من ويلات حرب أو وضع اقتصادي بائس أو هجرات عقول وهي بالتأكيد الأفدح. لكن في خضم القلاقل الشديدة التي تشهدها المنطقة منذ ما يزيد عن 5 أعوام، يبدو الأمر وكأنما هو الحدث الأوحد وقد صارت صور المهاجرين وأخبار الإجراءات التي تتخذها الدول للتعامل معهم تملأ كل فضاء. لكن على الرغم من هذا كله، تظل الصورة الكبيرة والواقعية لحركة الهجرة غامضة لا يعلمها الكثيرون، بعد أن اختذلها الإعلام المحلي والدولي في حوادث غرق وجنوح اللاجئين من سوريا والعراق وعدد آخر أقل من الدول الإفريقية. من هنا، نجد أن أي دراسات علمية موسعة بشأن حركة الهجرة هي موضع ترحيب ونهم!
وهذا ما قام به ثلاثة باحثين جغرافيين في مركز ويتجنشتاين للإحصاء السكاني والموارد البشرية العالمية Wittgenstein Centre for Demography and Global Human Capital، بتقديم دراسة تحليلية موسعة لحركة الهجرة العالمية خلال العشرين عامًا المنصرمة. وما قاموا به يعد فريدًا حقًا لأنه يحول الأرقام الإحصائية المجردة والمجمعة من أكثر من 150 دولة حول العالم إلى خريطة تفاعلية لتنقلات البشر.
يتم احتساب بيانات الهجرة بطريقتين: الحصة والتدفق…
“يتم احتساب الحصص بعدد المهاجرين الذين يعيشون في دولة ما. واحتساب الحصة سهل نسبيًا؛ فأنت تحصي من يعيش من المهاجرين في تلك الدولة في فترة زمنية معينة. لكن التدفق هو الأصعب والأكثر مراوغة هنا، حيث يمثل معدل حركة التنقلات البشرية بمرور الزمن.”
كان هذا نيكولا ساندر Nikola Sander، أحد المؤلفين الثلاثة للدراسة.
الفقراء ليسوا السواد الأكثر إقبالًا على الهجرة!
خلصت الدراسة بالتأكيد إلى ما هو أكثر من تلك الخريطة التفاعلية التي ترونها مجمعة بالأعلى؛ لذا إليكم ثلاث حقائق مثيرة كشفت عنها الدراسة…
- الدول الأكثر فقرًا ليست الأبرز في إرسال المهاجرين إلى الدول الغنية؛ بل تستأثر بهذا الدول التي تشهد تغيرات وقلاقل (هي فقيرة في معظمها هي الأخرى، لكن مواطنوها يتمتعون بقدر معقول من التعليم والقدرة على التنقل والسفر).
- أكبر حركات الهجرة الإقليمية تحدث ما بين جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، خاصة إلى دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية. بالطبع تغير هذا الأمر بدرجة ملحوظة بعد انهيار أسعار النفط، لكن الفقاعة لم تنفجر بعد تمامًا.
- أكبر حركة تدفق بين دولتين بعينهما تحدث من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الواقع، فالولايات المتحدة الأمريكية هي المقصد الأول على مستوى العالم كدولة للمهاجرين من مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
وفي النهاية أترككم مع جدول إحصائي يمثل البيانات التي تم اختصارها في رسم الإنفوجرافيك بالأعلى. يمكنكم البحث عن بلدكم تحديدًا لاحتساب متوسط الهجرة منه وإليه بشكل عام…
كذلك، يمكنكم الإطلاع على أصل الإنفوجرافيك التفاعلي الذي انتهي إليه الباحثون الثلاثة في مركز ويتجنشتاين هنا.