زلزال نيوزلندا الساحق: غضب الطبيعة الذي صعد بقاع البحر مترين فوق الأرض!
لربما تكونوا قد سمعتم بالفعل عن زلزال نيوزلندا يوم الاثنين الماضي: الزلزال الساحق بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر والذي انفجر أسفل نيوزلندا قام بسحب أرضية المحيط ليقذف بها إلى الهواء الطلق فوق سطح الأرض بمترين كاملين!
وقد حدث الأمر بسرعة مدهشة حتى أن قاع البحر، الذي صار بمعجزة ما جزءً من الشاطئ، كان لا يزال يموج بالحياة بين قشريات زاحفة وأسماك تتقافز في مشهد لم ير العلماء مثله من قبل! هكذا وبغتة دون أي مقدمات وجدت مخلوقات القاع البحرية العميقة نفسها تحت السماء مباشرة!
لم يسبق لي أن شهدت أمرًا مماثلًا خلال هزة أرضية، وهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها شيئًا كهذا
كان هذا هو عالم الجيولوجيا البحرية جوشوا ماونتوي Joshu Mountjoy من معهد نيوزلندا القومي لأبحاث المياه والغلاف الجوي. وبغض النظر على أن النصف الأول من شهادته المدهشة تطابق تمامًا النصف التاني بلا معاني جديدة (لم يسبق/المرة الأولى)، إلا أن الظاهرة التي صاحبت الكارثة استثنائية بالفعل!
سيتستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعود الأمور إلى نصابها مرة أخرى!
السبب وراء هذا الآثار المخيفة هو أن الهزة الأرضية ضربت نيوزلندا بصدعين هائلين ومتزامنين شقّا جنوب الجزيرة بعد منتصف الليل. وبالطبع، فللكارثة جانبها المأساوي المتعلق بحجم الدمار والوفيات، حيث تسببت في تشريد ما يزيد عن 1100 شخص من السكان المحليين والسياح مع الإبلاغ عن وفاة شخصين وجرح العشرات حتى الآن. الأكثر مدعاة للقلق هنا هو تلك المخاوف بحدوث زلزال آخر لا يقل قوة عن السابق، وذلك لقوة التوابع الارتدادية Aftershocks؛ وقد يحدث هذا في أي وقت خلال الثلاثين يومًا القادمة!
كيف حدث الأمر؟
يشك ماونتجوي بأن الطبيعة المتفردة للهزة الأرضية هي السبب وراء تعرية قاع البحر الغريبة وغير المسبوقة في مدينة كايوكورا الساحلية، قائلًا أن الظاهرة تدعى “حركة الزلازل المتعاونة Co-seismic”، ومثل هذه الحركة تحدث عندما تضرب موجات الهزة الأرضية نقطة معينة في الوقت نفسه مطلقةً قدرًا مهولًا من الطاقة عبر صدع طويل.
لكن الجزئية الأكثر جنونًا هنا هي السرعة التي حدث بها كل شيء! حيث تقول عالمة الجيولوجيا المتخصص في الهزات الأرضية نيكولا ليتشفيلد بأن حركة الرفع العنيفة لقاع البحر تمت خلال 90 ثانية إلى دقيقتين فحسب، وهي مدة الهزة الأرضية نفسها!
كان المشهد ليبدو مدهشًا لا يصدق إذا ما تم في وضح النهار ورآه أحدهم أو سجل حدوثه!
وفي الوقت الحالي، يعكف الباحثون على دراسة ما حدث بالضبط واكتشاف تبعاته على نطاق أكبر على طول الساحل؛ فما اكتشفوه حتى الآن يوضح أن الأرض لم ترتفع فحسب، بل تمت إزاحتها جانبيًا كذلك!
بالطبع سيستغرق الأمر بعض الوقت لرؤية الصورة كاملة بتفاصيلها العديدة في هذه الظاهرة التي تعد فرصة لا تفوت لدراسة قاع البحر وبنيته، لكن فلنأمل ألا يتكرر الأمر كثيرًا لأن تبعاته مميتة وتقلب كل الحسابات!
المصدر : عالم الابداع