من أسماك العراق العملاقة ...البز
تعيش أسماك البز في نهري دجلة و الفرات في العراق و قد يصل وزن السمكة (150 كيلو غرام) إذا بلغ عمرها ستة أعوام فأكثر.
و جاء ذكر هذا السمك في الكثير من الآثار و النقوش الآشورية القديمة في بلاد الرافدين و كانوا يطلقون عليه الزجر.
كما ذكره هيرودوتس في كتاب عن التأريخ القديم بإسم البربيس أو بربوس Barbus و من هذه الكلمة جاء إسمه العلمي أو اللاتيني Barbuse socinus .
و من سلوك هذه الأسماك الغريبة أنها تخرج من الماء بين الحين و الآخر ثم تلقي نفسها فيه كأنها تحاول أن تتنفس، كما يفعل حوت البال في البحر أو كأنها تحاول الهجوم على صغار السمك التي تراها تعوم على وجه الماء لأنها تلتهمها و تأكل أيضا الحشرات المائية التي ترى في الماء و تبتلع العشب و الطحالب و غيرها.
و أكثر وجود البز الضخم في أغوار الزاب الأعلى(أو الزاب الأكبر) و الزاب الأسفل (الزاب الأصغر) من فروع نهر دجلة ..في سوريا من(نهر الفرات) و سبب ضخامته هناك كثرة الحفر المائية التي يأنس إليها لإبتعاده فيها عن مخاطر صيادي السمك و تمتعه بما يحصل عليه فيها من الغذاء كما إن ماء الزابين لا يجري بشدة ، إنما يجري ببطء فلا يندفع السمك فيه مكرها، بل يخلد في مأمنه متلذذا.
و قد قال أحد الصيادين القدماء في الزاب الأسفل أنه إصطاد سمكة بز عام (1962م) طولها ثلاثة أمتار و وزنها بحدود مائتي كيلو غرام و قد إستمر يعاركها وهي بالشباك لمدة ساعتين حتى سيطر عليها بعد معاناة قاسية.
و جاء في كتاب أساسيات علم الأسماك، من تأليف سناء بشير اللوس و د.محمد عادل عبد اارزاق الشيخ و قيس يامور منصور أن البز أحد الأسماك المهمة إقتصاديا في المياه الداخلية العراقية التي تعاني كغيرها من خطر الصيد الجائر .
حيث أن أعداد هذه الأسماك يقل سنويا بدرجة ملحوظة و مهددة بالإنقراض.
لا توجد دراسات تبين نمو البز و حركته و هجرته التكاثرية.و يشار الى أنه يبلغ جنسيا بعمر 12 سنة و عند طول قياسي يصل الى 70 سم.
شكل الجسم متطاول و الرأس طويل نسبيا و الفم أمامي يحتوي على زوجين من اللوامس الفمية و الحراشف صغيرة.
توجد الأسنان البلعومية في ثلاثة صفوف مرتبةو اللون فاتح في الجهة البطنية و يتحول الى زيتوني غامق قرب الظهر.تنتشر على الجسم بقع سوداء صغيرة.
هذه الصورة لسمكة البز يبلغ وزنها 47 كيلو غرام
هذه الصورة لسمكة البز اصطيدت من سد دوكان
و يصطاد البز بمد حبل ضخم من شط الى شط ، و يربط ربطا محكما بأن يثبت كل من طرفيه بقوة في الأرض ، و يعلق بذلك الحبل كلاليب قوية عديدة حتى إذا مر بأحدها ، علق به لا محالة . و في الوقت نفسه يلقى في مجرى النهر قطع من القثاء الغليظ و يسمى (شليق) أو (شلنك) في تلك الأرجاء.و لما كان البز حريصا كل الحرص على أكل هذا الصنف من القثاء ، يأخذ بالسعي وراءه سعيا حثيثا لتناوله، حتى يصل الى الحبل المعترض للنهر حيث الكلاليب، فينشب بأحدها فيعلق به و لا يتمكن من التملص منه، فيؤخذ و يخرج من الماء و يقوم على سحبه أو جره إثنان أو أكثر ، و يحرص كل من يجره أن لا يصدمه البز بمقتل منه و إذا أخرج البز من الماء ينقل الى الأسواق لبيعه بالكامل أو على شكل قطع متفرقة بالكيلو.
منقول..