في الثقافة الرائجة يشار إلى النمرود بأوصاف مثل أول جبار في الأرض [3]. وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكروا في القرآن وهو من الملوك الكافرين.[4] وهو أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وادعى الربوبية [5] واستمر في ملكه أربعمائة سنة وكان قد طغا وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا[4]. رأى حلما طلع فيه كوكب في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبق ضوء، فقال الكهنة والمنجمون في تأويل الحلم انه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة[6] وولد إبراهيم ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر وعندها تحدى عبادة نمرود والاصنام. ويشرح المفسرون ان إبراهيم وملك يدعي الألوهية تواجها لاظهار الاله الحقيقي الذي يستحق العبادة، أهو الملك أم الله؛ مفسرين بأن هذا الملك هو النمرود. وعندما فشل الملك في محاججته، امر بحرق إبراهيم بالنار والتي تحولت على إبراهيم بردا وسلاما. وعن موته، ذكر ابن كثير«وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه ثم دعاه الثانية فأبى ثم الثالثة فأبى وقال : اجمع جموعك وأجمع جموعي. فجمع النمروذ جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، وأرسل الله عليهم بابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمائة سنة، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها.[7]»وذكر الطبري أن بناء برج بابل بواسطة نمرود هي سبب لعنة الله التي انشأت اللغات المختلفة.
نمرود في التوراة
يذكر نمرود بالاسم في التوراة من دون أي تفاصيل. أول ذكر لنمرود في التوراة كان من خلال أنساب سفر التكوين فيما يعرف بجدول الأمم [8]. الذي يوضح أنه ابن كوش، حفيد حام، وابن حفيد نوح ؛ وبأنه «ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ، الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ»[9]. وتتكرر هذه المعلومات في سفر أخبار الأيام الأول. وفي كتاب ميخا. يشار إلى انه إنشاء مملكه ومدن بابل، أكد، وأوروك في أرض شنعار أي بلاد ما بين النهرين.
يذكر نمرود ببعض التفصيل في كتب اليهود الأخرى مثل التلمود المدراش وتاريخ يوسيفوس. فالتلمود يربطه بشخصية الملك امرافيل الذي كان حاكما أيام إبراهيم. ويذكر كتاب اليوبيلات أن "نبرود" (وهي اللفظة الاغريقية للاسم) هو من اجداد إبراهيم ويالتالي أبو اليهود. اما يوسيفوس، فيصف نمرود بباني برج بابل ومتحدي عبادة الله. حادثة مواجهته وإبراهيم وبأنه باني برج بابل.
نمرود في التراث الاسلامي
لم يرد إسم النمرود في النص القرآني[10] انما ربط مفسرون مثل الطبري[6][11][12] بين الملك نمرود البابلي والملك الذي تحداه النبي إبراهيم في سورتي الانبياء آية 68[13] ، والبقرة آية 258[14]
وذكر نمرود في التراث الإسلامي في العديد من كتب المفسرين للقرآن والمؤرخين العرب والمسلمين. الاأنه اختلف في نسبه. منهم من ذكر أنه "نمروذ بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح" أو أنه "نمرود بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح" [7] أو أنه ابن ماش ابن ارام ابن سام[15].
ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ، والطبري في شرحه والقلقشندي كذلك بأنه "نمرود بن كوش" وصولا إلى حام بن نوح (). ولم يخالفهم في ذلك إلا ابن كثير في البداية والنهاية. فيقول ابن الأثير في المجلد الأول في الكامل للتاريخ، ص 81: "أما حام، فوُلِد له كوش..... فمن ولد كوش نمرود ابن كوش...."
الشك في صحة الربط بين النمرود والملك الطاغي في النص القرآني
شكك بعض المؤرخين والمفسرين في علاقة نمرود التاريخية مع الملك الطاغي الذي ذكر في القرآن. فنسب الملك إلى فارسي اعرابي أي كردي[16]، وقيل هو شخص اسمه هيزن[17] ورجل اسمه هيرين[1