تجبر وطأة الأزمة الاقتصادية النساء في فنزويلا على عبور الحدود وبأعداد هائلة قاصدات الجارة كولومبيا من أجل بيع ضفائرهن للحصول على المال لشراء الضروريات الأساسية الشحيحة في البلاد كالغذاء أو الدواء أو حتى حفاضات الأطفال.
وتزدهر تجارة بيع الشعر على الحدود الفنزويلية الكولومبية، حيث يقف العشرات من سماسرة البيع الذين يعرفوا باسم «الساحبين» على جسر يربط بين بلدة سان أنتونيو في فنزويلا وبلدة لابارادا في كولومبيا، ويقومون بالمناداة: «نحن نشتري الشعر!»
ووفقا لهؤلاء الوسطاء، فإن نحو 200 امرأة تقوم يوميا ببيع ضفائرها في نقاط لبيع الشعر في بلدة لاباردا ثم تباع تلك الجدائل لنساء مدينة كالي الكولومبية كوصلات للشعر.
وتقول سيلينا غونزاليس، التي بلغت من العمر 4 عقود ونيف، إنها وقفت في طابور لمدة ساعة من أجل بيع ضفائرها بحوالي 60 ألف بيزو، أي ما يعادل 20 دولار أميركي- وهو مبلغ بالكاد يمكن أن يعادل أجرتها الشهرية، في حدودها الدنيا، بالإضافة إلى كوبونات الغذاء.
وتمضي غونزاليس بالقول: «أعاني التهاب المفاصل ولست بحاجة لشراء الدواء، لكن على الأقل يمكنني بهذه النقود شراء المسكنات لأوجاعي».
وتقول جنيفر نينو، 31 عاما، إن: «معظم النساء يأتين إلى هنا مع الأطفال الصغار وبعد قص شعرهن يذهبون لشراء الطعام».
وتشكو بعض النساء من سوء قص الشعر لينتهي بها الأمر في مطاف الندم، في حين لا تجد بعض النساء القادمات لبيع شعرهن من مشتر.
فماريبيل على سبيل المثال، وهي امرأة فقيرة من ولاية تاتشيرا في فنزويلا، سافرت إلى كولومبيا بعد أن أبلغها شقيقها عن تجارة الشعر المزدهرة في كولومبيا.
وتقول ماريبيل: «جئت إلى هنا لأن ما من طعام لدي لأتناوله»، لكن شعري قصير ورقيق، وما من مشتر، بحسب «سكاي نيوز».
وتعاني فنزويلا للعام الثالث الركود الاقتصادي، حيث يعود الفنزويليون بخفي حنين بعد اصطفافهم لساعات في الطوابير الطويلة للحصول على الغذاء المدعم، فالغذاء غير المدعوم هو أبعد ما يكون عن عيني أسرهم بسب كلفته العالية.
فكيس الأرز على سبيل المثال يكلف نحو عشر معدل الدخل الشهري لكثير من الأسر الفنزويلية.
وفي الأشهر الأخيرة، يجنح الآلاف من الفنزويليين على التدفق نحو المدن الكولومبية لشراء المواد التموينية. كما يضطر العديد من الفنزويليين على البقاء على قيد الحياة على تناول النشويات أو احتى الأعلاف أو من مخلفات الغذاء.
ولا يشى هذا الأمر إلا بعمق الأزمة الأزمة المتعاظمة في البلد الغني بالنفط في غمرة التضخم المتصاعد في فنزويلا والتي تجبر الملايين على الاستغناء عن تناول وجبات الطعام بشكلها طبيعي بالإضافة إلى تخليهم عن المعالجة الطبية التي تعد مكلفة للغاية.