السلام عليكم احبتي الاعزاء ، وطابت اوقاتكم بكل خير وفرح وسعادة .
باختصار اصدقائي واخوتي الاعزاء ساحاول بأذن الله تعالى جاهدةً أن انقل لكم قصتي مع الخروف الثاني لما لها حسب تقديري المتواضع من متعه وطرافة ، لذا وددت أن نتشارك ونتقاسم هذه المتعة ، التي ارجو واتمنى أن ترقى لحسن ظنكم وطيب استمتاعكم.
.........
بداية حتى نتعرف على الخروف الثاني لابد لنا من وقفة تعريفية مع الخروف الأول ، فهو – اي الخروف الأول – كان هدية من احد اقاربنا أهداه لأبي في احدى المناسبات الاجتماعية العائلية ، وبالنظر لكون حديقة منزلنا واسعة بعض الشيء قررنا الإحتفاظ بالخروف لفترة من الزمن ، ومن ثم بعدها نقوم بإجراءات الإعدام والذبح لنمتع انفسنا بما لذ وطاب من لحوم وشحوم وباچات وكراعين خروفنا المشنوق العزيز .
المهم أصدقائي الطيبون ، أثناء فترة احتفاظنا بالخروف الأول والتي دامت تقريباً أكثر من ثلاثة أسابيع كنت أنا المسئولة عن رعايته وإطعامه وتقديم الإحتياجات والمتطلبات الأساسية والضرورية له ، وكانت هذه الواجبات والخدمات التي اقدمها مفروضة من قبل السيد الوالد مقابل مبالغ مادية وتشجيع معنوي ، وكلما كانت الحوافز مغرية ومشجعة كلما كانت خدماتي افضل وأحسن من حيث الكم والنوع .
وفي احدى الصباحات الخريفية المشمسة بينما كان الخروف مربوطاً وموثقاً لأحدى الشجيرات الصغيرة في الحديقة ، صادف أن مرّ قطيع من الأغنام بدون راعي قرب بيتنا ، ولسوء الحظ كان باب الحديقة مفتوحاً ، وبينما كان صاحبنا الخروف يطلق انغامه الحزينة الصاخبة ليؤنس وحدته ويكسر حواجز وحشته ويفرغ قيح فؤاده الملتهب من فراق احبته واعزائه ، حينها سمعه خروف آخر من القطيع المستطرق ، خروف ذو فضول ورغبة عارمة في حب الاطلاع والإستطلاع ، ولعله كان خروفاً طماعاً مستهتراً ووقحاً – اقصد الخروف الثاني – فقد دخل البيت دون ترحيب وإستإذان ليأكل علف خروفنا المسكين ويشرب ماءه ويعبث بممتلكاته ، ولم يكتفي هذا الخروف المستهتر بكل هذا الإزعاج ، فقد دخل الى المنزل وأشاع الفوضى في أرجاءه ليكسر ويعبث بالأثاث والمقتنيات كيفما يشاء ويشتهي ، فلم يكن احداً في البيت غيري أنا وقت هجومه واحتلاله المنزل ، فقد كنت أمام خيارين لا ثالث لهما ، فأما أن اتركه يحطم ويخرب كيفما يشاء ، وبذلك ربما سأواجه عقوبات وتعنيفات أسرية قاسية ، أو الملم قواي واسترد شجاعتي واواجه الموفق بشجاعة وبسالة واتصدى لهذا الخروف اللعين المغرور المستهتر ، وأخيراً وبعد عناء وجهد وتعب فكري اتخذت القرار الحاسم بالتصدي والوقوف بوجه الإحتلال الخرفاني الغاشم لمنزلنا المسالم ، فكانت أولى هجماتي عليه قاسية وعنيفة وربما حققت نسبة من النجاح لابأس بها ادت به الى الإنسحاب والتقهقر الى خارج المطبخ بعد أن واجهته بقصف مستمر وغير منقطع بالأحذية والشحاطات الصلبة والقاسية ، لأنتقل الى المرحلة الثانية من المعركة وهي طرده خارج الحدود الإدارية للمنزل وإبعاده عن الحديقة نهائياً وعن خروفنا المسالم المسكين المربوط الذي لاحول له ولاقوة . وفي هذه الأثناء بينما كنت منهمكة في إعداد العدة ووضع الخطط اللازمة لحسم المعركة ، جاء صاحب الخروف ليأخذ خروفه البائس الحقير ويخلصنا من شروره ، فاعتذر الرجل عن تصرفات خروفه السخيفه وعاقبه بضربات متتالية بعصى قاسية كانت معه ، وقبل أن يأخذه صاحبه لاحظت في عيني الخروف ملامح الهزيمة ومعالم الإنكسار التي باتت تكسو تقاسيم وجهه الشاحب ، ونظرات الأسى والخذلان ، بعد أن رمقته بنظرات ماكره مصحوبة بإبتسامة خبيثه صفراء إشارة الى النصر والفوز بالمعركة ، ليخرج من البيت ذليلاً صاغراً لأوامر صاحبه يجر ورائه أذيال الخيبة والخذلان .
ودمتم بود وسعادة .