تم التقاط صور جديدة من الجوّ في شمال البرازيل تُظهر لنا عالماً معزولاً تماماً، حيث ينظر بعض الأهالي نحو السماء أثناء تحليق طائرة هليكوبتر فوق موطنهم وتلتقط الكاميرات هذه اللحظة لهم. لكن من هم هؤلاء الناس؟ ولماذا يغلقون على أنفسهم هكذا؟
يُعرف بين الناس أن هذا مجتمَعُ السكان الأصليين لشعب اليانوماني الموجودين في منطقة الأمازون بشمال البرازيل، ووفقاً “لمنظمة البقاء الدولي” غير الحكومية، فإن هذا المجتمع يُعتبر واحداً من مجتمعات ثلاثة على الأقل في تلك المنطقة، ولا يوجد أي تواصل بينهم وبين الغرباء.
إلا أنّ هذه العُزلة يمكن أن تصبح سريعاً مُهدِّدَةً لحياة السكان الأصليين!
وفقاً لما تم ذِكره في النسخة الألمانية لـ”هافينغتون بوست”، فإن تقرير “منظمة البقاء الدولي” أن أعداداً غفيرة من شعب اليانوماني خسروا حياتهم بسبب الاتصال بالغرباء.
ثمة سبب آخر للخطر: نظراً إلى انعدام التواصل مع العالم الخارجي، فإن الشعوب الأصلية غالباً ما تعاني نقص الأجسام المضادة في بِنْيتها، وبالتالي يمكن للأمراض الوافدة عليها كالحصبة والإنفلونزا أن تُودِيَ بحياتهم سريعاً.
لذ، أُنشِئَت في عام 1992 محميةٌ خاصة بشعب اليانوماني، لكي تكفل لهم الحماية، ووفقاً للمنظمة غير الحكومية فقد تمكن الشعب من التعافي واسترداد صحته في هذه المنطقة.
ومع ذلك، تخشى المنظمة على مستقبل السكان الأصليين؛ إذ إن هذه الحماية قد تكون معرّضة للخطر بسبب تخفيضات الميزانية المقدمة من السلطة البرازيلية “المؤسسة الوطنية الهندية FUNAI”، التي ترعَى حماية الشعوب الأصلية.
يقول ستيفن كوري، مدير المنظمة: “من الواضح أنهم تمكنوا من التعايش بنجاح، دون أفكار تدعو إلى (التقدم) أو (تنمية) العالَم الخارجي، إلا أنّ الشعوب المنقطِعة عن العالم مهدَّدَة بالخطر، إن لم يتكفَّل أحدٌ بحماية أراضيهم”.