ألكتابة مشتقة من كتب وهي تعني الجمع والشد والتنظيم وهي مصدر كتب وكذلك هي فن من فنون الأدب , وتطلق على ألكتابة ( صناعة الكتابة) كالخياطة والصياغة والفاعل هنا الكاتب لمن تكون صنعته الكتابة , والكاتب لابد أن يكون لديه العلم والمعرفة كالصائغ الذي حرفته الصياغة قال تعالى (وكتبنا له في الألواح كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء)
وللكتابة ثلاث اتجاهات
1- اتجاه حسي مادي
2-اتجاه اجتماعي معنوي
3-اتجاه إنساني الهي
أن روعة الكتابة تكمن في أن الكاتب يكلم الناس أينما كانوا ، وفي أي زمن أرادوا دون قيود أو حدود, فالكتابة وهي صياغة الكلمة لا تصبح إبداعاً إلّا إذا انطبعت بروح الكاتب، فتلمس قلب القارئ وتنير عقله, وصنعة الكتابة هدفها ان ينقل الكاتب مشاعره وأحاسيسه إلى الأخر بصورة مؤثرة حيث يشاركه ذلك الأخر رؤيته وانفعالاته, ونرى في الكتابة مستودع لما يسجله التاريخ من إحداث وعلوم ومعارف وتجارب تستفيد منها الأجيال القادمة .
مفتاح الكتابة (الكلمة )فهي سر الكاتب وقد يبقى معناها الأصلي في قلبه بعد أن ناقشها في عقله، يغوص فيها القارئ ليتأمل ذاته من خلالها ويكتشف عوالم أخرى ، فكم من كتّاب غيروا العالم بسلاح الكلمة، وكم منهم حوّلوا مسار التّاريخ لأنّهم ناضلوا بالكلمة.
والكاتب حين يمسك قلمه بيمينه يكون هدفه أن يبين لنا الحقيقة ويأخذها بأيدينا في دروب إبداعه، يحمل في جعبته فكراً يريد أن يوصله إلينا ولديه إيمان برسالة يريد إيصالها كاملة مع ما تحمل من رؤى وأهداف .
والكتابة ليست عملية ميكانيكية سهلة إنها تحتاج مع الموهبة إلى
1- جهد حثيث .
2- فكر يقظ .
3- حرية ممتدة يستطيع من خلال أجوائها أن يعبر عما يجيش في صدره .
كما أن نجاح العملية الإبداعية في الكتابة يتوقف إلى حد كبير على معرفة الكاتب ثقافة حاضره وما يطرأ على بيئته من تغييرات ولابد أن تناقش الكتابة شكلها النهائي في الصياغة معبرة عن القيم والتراث وعن الهموم والآمال و حكايا الناس وعاداتهم لتترك الانطباع الأقوى لدى القارئ
والمطلوب من الكاتب أن يشحذ كل أدواته و مستلهماته التي يمتلكها ، لأنه يفكر في القضايا والهموم التي يعاني منها الطرفان الكاتب والقارئ, فإذا طرح الكاتب مثلاً موضوع الهجرة أو الاغتراب فإن القارئ يجد نفسه في الفكرة والصورة المطروحة ، ويتابعها لأنها فكرة لقضية اجتماعية .
ولا ينسى الكاتب الشفافية وإقناع القارئ بالفكرة التي من اجلها كتبت المقالة أو الموضوع ولغتنا العربية غنية بمفرداتها التي تمد الكاتب بما يحتاجه من عبارات وألفاظ دقيقة شفافة تترك اثر في نفس المتلقي لذلك لا بد للكاتب من أكساء المعاني الجليلة والجميلة بتنوع زاهي من اللفظ ودلالات لا يمكن إغفال توظيفها في مخاطبة العقل والقلب ليكون هناك تفاعل حي مع القارئ
وبذلك يكون الكاتب المبدع قد حقق طموحاته الفكرية في معالجة مختلف المواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها وكان قادراً أيضاً على توصيل فكره وآرائه إلى الآخرين من خلال الكتابة, والكتابة الإبداعية حتما سيتبعها قراءة إبداعية والكتاب المبدعون هم من يأخذون عقول الناس بسحر كلماتهم وجمال معناها .