مذكرة تنسيق بيداغوجي تنصح الأساتذة الجدد قبيل الدخول المدرسي


ربط علاقات وطيدة مع التلاميذ في أول لقاء وتجنب التعنيف والصراخ


عدت، مديرية التكوين بوزارة التربية الوطنية، مذكرة تنسيق بيداغوجي، تتضمن إرشادات علمية ومهنية مبسطة، موجهة للمدرسين المبتدئين الناجحين في مسابقات التوظيف، لتساعدهم في مباشرة عملهم في التعليم تكملة للدورات التكوينية.

وأوضحت، المذكرة الموجهة لمديري التربية بالولايات، المفتشين لجميع الأطوار التعليمية وكذا مديري المؤسسات التعليمية للتنفيذ، بأنه كل سنة يقوم قطاع التربية الوطنية بتوظيف أعداد كبيرة من المدرسين الجدد بصفة التربص أو الاستخلاف، وتنظم لهم دورات تكوينية لتحضيرهم للمهنة، وفي إطار تكملة هذه الدورات التكوينية، فقد وضعت المديرية وثيقة التنسيق المرافقة متضمنة جملة من الإرشادات العلمية والنصائح المهنية المبسطة قصد تمكين الأساتذة المبتدئين بما يسهل عليهم مباشرة عملهم في التعليم .

وأكدت نفس المذكرة أن هذه الإرشادات تعمل على استمرارية التكوين والأخذ بيد الأساتذة المعنيين على أسس مستقاة من تجارب وردت في أدبيات تربوية متعددة وهي تعكس عموما ما يمكن استخلاصه من التوجيهات التي غالبا ما يذكرها ويلح عليها المفتشون عند زياراتهم للأساتذة في أقسامهم أو في ندوات التكوين أثناء الخدمة.
ودعت مديرية التكوين إلى ضرورة وضع التوجيهات بين أيدي الأساتذة المعنيين وحثهم على الإطلاع عليها والعمل بها، مع دعوة الأساتذة المنسقين إلى برمجة جلسات تنسيق لتناولها في إطار التكوين الداخلي.

عدم الاكتفاء بمطالعة الكتاب المدرسي

وأما بالنسبة للإرشادات والنصائح الموجهة للأساتذة الجدد، بخصوص "تحضير الدروس"، فإنه يتطلب إعداد الدروس الجيدة معرفة تامة بموضوع الدرس وتلاميذ القسم، من خلال إعداد الدرس إعدادا جيدا عن طريق العناية بالإعداد الكتابي للدرس مع الحرص على تحضير خطواته وكفاءته المستهدفة وحسن استغلال وقت الحصة وتوزيعه على مراحل الدرس، بالإضافة إلى عدم الاكتفاء بمطالعة الكتاب المدرسي وحده لتحضير الدروس، وكذا القيام بإعداد خطة للدرس مهما كانت صغيرة، كما يجب أن يكون له تصور لما سيقوم به في القسم مع تحديد الوسائل التعليمية للدرس التي ستستخدمها، كما هم مطالبون أيضا بتجهيز خطة بديلة في حالة اعتماد الدروس على أداة أو جهاز معين، مع محاولة تنبئ بصعوبات التعلم.
وأكدت نفس المذكرة أن الأستاذ الجديد مطالب أيضا بضرورة عدم تقديمه للدرس بمعزل عن الدرس السابق أو اللاحق بل ربطهما ببعضهما، وأن لا يجعل نفيه "عبدا" لخطته في حالة إذا ما جد شيء جديد، مع تحسبه للتقويم المستمر والتقويم في نهاية الحصة من أجل معرفة مدى استفادة التلاميذ.
وشددت جملة الإرشادات، على أن الأستاذ الجديد من المفضل عليه إقامة علاقة وطيدة مع التلاميذ في أول لقاء، فهو مطالب بتقديم نفسه باختصار وبإيجاز لتلاميذ القسم، تجنب الثقة الزائدة في النفس والتصرف بدكتاتورية، محاولة حفظ أسماء تلاميذ القسم تدريجيا، مع ضرورة إظهاره بأن لديه شيئا من الفكاهة التي تحببه لتلاميذته، وتجنب الوصول متأخرا إلى القسم وعدم تصديقه لكل شيء يخبره به أعضاء التدريس سواء كانت التقارير جيدة أو سيئة، بالإضافة إلى تجنب التحدث بتهكم مع التلاميذ، مع عدم توجيه اهتمام خاص لتلميذ معين.

تجنب الصراخ والحرص على مناداة التلاميذ بأسمائهم

بداية الدرس تعد هامة خاصة الدقائق الأولى، وعليه فلا بد من النظر إلى التلاميذ بثقة ورضا، توجيه نظره في جميع أرجاء قاعة الدرس، استجماع انتباه التلاميذ قبل البدء في الحصة، دعم الدرس الجيد بشيء من الحماس ولو أنه قد سبق له وأن درسه، عدم البدء بانتقاد التلاميذ، بالإضافة إلى تجنب تقديم الأعذار.
وأكدت المذكرة بخصوص الشق المتعلق بمخاطبة التلاميذ، أنه يستوجب على الأستاذ الجديد أن يتوقف عن الكلام بين وقت وآخر لكي تستقر كلماته في أذهان التلاميذ، مع التأكد بأن جميع التلاميذ يسمعونه، مع عدم استخدام عبارات غير مفهومة دون توضيح لها مع عدم استخدام لغة صعبة أو غير ملائمة وكذا عدم عرض على التلاميذ كل ما يعرفه بغرض الاستعراض.

أهمية الدقائق الأخيرة من الدرس

وأشارت مذكرة التنسيق إلى أن استخدام الكتاب المدرسي ضروري في العملية التعليمية، مع تجنب الإكثار من نقد الكتاب المقرر مما يفقد الكتاب هيبته كمصدر للمعلومات لدى التلاميذ، مع ضرورة الاستفادة من مراجع أخرى لكي لا يبقى الأستاذ عبدا لدى الكتاب المدرسي. بالإضافة إلى استخدام وسائل تكنولوجيات الإعلام والاتصال لأنها تعد أكثر إغراء للتلاميذ من السبورة والحوار لأنها أكثر فائدة إذا استخدمت بشكل جيد وفعال. كما أن الأستاذ مطالب عند إنهاء الدرس بالتأكد من أنه قد دون رفقة التلاميذ الواجب المنزلي، عدم مطالبة التلاميذ أن يذكروك بأن تعمل شيئا في المرة القادمة لأن ذلك من مهمة الأستاذ لوحده، مع تجنب تجاهل التلاميذ عند مغادرة القسم.