حكايه من اهوار بلادي
حكايتنا من العماره وتحديدا عام 1959عندما صدر قرار حكومي بارجاع بعض الاقطاعيين الى حيث كانوا قبل الثورة، وهذا ما اغاظ الفلاحين كثيرا وزاد من تذمرهم وخوفهم، احتجوا على القرار بشدة وكان اكثرهم ثوريه واحتجاج هو (صاحب)او مايسمونه بلغتهم الدارجه صويحب وهو شاب في بداية حياته وكان عريس حديث العهد لكن غيرته على ارضه ورفضه للظلم جعلت نقمة الاقطاعيين عليه كبيره وحصلت ملابسات في هذا الموضوع ادّت الى مقتل (صاحب ملا خصاف)القادم من أعماق الجنوب، من العمارة، في ريف الكحلاء منطقة البو محمد، وهو احد اشهر المتمردين على القرار وكان ينشط في ضواحي مدينة الكحلاء، قتل صويحب في تشرين الثاني عام 1959 في "هور المعيّل" التابع لمدينة الكحلاء،
مظفر النواب لم يشأ تفويت المشهد فوصف لنا تجمع النسوه وحبيبته الحديثة العهد بالزواج ونوحهن على جثة صويحب فيختلط كحل العروس بدم الشاب المقتول
كتب مظفر كلماته عن الأهوار ليؤرخ بها دهراً يتجسد في ثورة الفلاحين وفي انتفاضات الفقراء من الفلاحين في هور (الغموكة)في الناصريه، وفي تعاضد الفلاحين والصيادين مع الثوار، كما يجسد لنا اهازيج (فدعة) اخت صويحب التي لم تزل جراحها لاتلمها ولاكل ضمادات الدنيا حين تطلب من كل النسوة أن يتزحزحن عن جثته المهيبه
ميلن لاتنكطن كحل فوك الدم
ميلن وردة الخزامة تنكط سم
لاتفرح بدمنه لا يلقطاعي
صويحب من يموت المنجل يداعي .
**********
صويحب عالعكل صندوك عرس جبير
حزمه من الحصاد يلفها طيب جثير
وينه اللي يكلي الدنيا وين تصير
اوصله وادك شراعه بشراعي
صويحب من يموت المنجل يداعي