7 أشخاص تنبأ لهم الجميع بمستقبل مميز فانتهت حياتهم بشكلٍ غير متوقع
"الطفل المعجزة" هو لقب لا نسمعه كثيراً، إلا أنه حين يُمنح لشخص متميِّز، بسبب تفوقه في مجالٍ ما بشكل يفوق التصورات، يجعل مَن حوله يتنبئون له بمستقبل عظيم، دون أن يحسب أحد حساب أن تلك الموهبة قد تصبح لعنة لأصحابها، فتُحول حياتهم إلى مأساة، أو على الأقل لن تكون كافيةً أبداً لتقيهم شر الأقدار.
في هذا التقرير نستعرض بعض الحالات التي انقلبت حياتها رأساً على عقب وانتهت نهايات مأساوية رغم بداياتها المبشرة:
1-السجن ثم الانتحار نهاية مبرمج عبقري
وُلد الأميركي آرون عام 1986، وفي سن الرابعة عشرة كان قد أصبح شخصاً مشهوراً باعتباره مبرمج حاسوب وناشط إنترنت، إذ شارك سوارتز في كتابة RSS 1.0 (لغة برمجية)، كذلك كان عضواً في مختبر مركز الأخلاقيات في جامعة هارفارد.
بجانب نشاطاته وما حققه بعالم الإنترنت من شهرة وإنجازات، فإنه كان كثيراً ما يقوم بالقرصنة على الأنظمة ثم يقوم بنشر المعلومات الخاصة بتلك الأنظمة على الملأ، وبالطبع كان يقوم بذلك بشكل غير قانوني، حتى إنه نشر 4.8 مليون وثيقة، ما جعله متهماً في نظر الحكومة الفيدرالية.
وفي عام 2011 تم الحكم عليه بعقوبة وصلت 35 عاماً وغرامة مليون دولار، ليقوم سوارتز بشنق نفسه عام 2013، بينما عمره لم يتجاوز 26 عاماً، وقد أرجع أقاربه ذلك كونه كان يعاني من الاكتئاب وأمراض أخرى أثناء حبسه.
2-التحق بالجامعة في سن الـ11.. وانتحر في الـ14
في عمر ثمانية عشر شهراً استطاع براندن بريمر القراءة، وفي الثالثة قام بلعب البيانو، بجانب إنهائه لسنته الدراسية الأولى، أما في سن العاشرة فقد تخرَّج في الثانوية، وفي الحادية عشرة التحق بالجامعة، هذا بالإضافة لقيامه بتأليف مقطوعات موسيقية ساحرة.
وهو ما جعل براندن حالة مُبهرة ومُلهمة لكل من عرفه يوماً أو سمع عنه، حتى إنه نال اهتمام وسائل الإعلام وقتها، ووفقاً لتصريحات والدته فإنه كان طفلاً سعيداً ومرحاً، ولكن كل ذلك تغير حين عُثر عليه في عام 2005 متوفياً متأثراً بجرح جراء طلق ناري ذاتي.
في ذلك الوقت –كان في الرابعة عشرة- كان براندن يقوم بالدراسة ليصبح طبيب تخدير، بجانب استعداده لطرح أسطوانته الموسيقية الثانية، وهو ما تسبب في حالة تعجب من أن يقوم هذا الشخص الناجح بالانتحار، خاصةً أنه لم يكن مكتئباً على الإطلاق، وإن كانت والدته أرجعت ذلك لرغبته في التبرع بأعضائه لمن يحتاجها أكثر!
3- أدمنت الهروين بعد عملها الإعلامي في الـ16 من عمرها
في عام 2000 كانت غيلدوف في الحادية عشرة حين توفت والدتها مقدمة البرامج التلفزيونية، بولا ييتس، بجرعة زائدة من المخدرات، وهو ما كان يحمل إشارة إلى مستقبل الابنة دون أن يعلم أحد.
في سن الخامسة عشرة بدأت غيلدوف -ابنة مقدمة البرامج بولا ييتس والموسيقار بوب غيلدوف- حياتها المهنية، حيث كانت تقوم بالكتابة لمجلة Elle، وفي السادسة عشرة تركت المنزل واستقلت بحياتها، بينما كانت تكتب في هذا الوقت لصحيفتي The Guardian وThe Telegraph بجانب عملها مقدمة بالتلفزيون وعارضة للأزياء، وفوق ذلك إطلاقها خطاً للملابس خاصاً بها.
كل هذا كانت تفعله، ما أوحى بكونها شخصية ناجحة، ولها مستقبل مميز، إلا أن أحداً لم يكن يعرف الجانب السري بحياتها، فغيلدوف كانت مدمنة للهيروين، وهو ما لم يكن معروفاً على الإطلاق أو متوقعاً، خاصةً أنها لم تتحدث عن تلك المشكلة مع أحد، وبالرغم من قيامها على مدار عامين ونصف العام بمحاولة العلاج باستخدام الميثادون، إلا أنها في 2014 -وبينما كان عمرها 25 عاماً- توفيت نتيجة جرعة هيروين زائدة في منزلها بعد انتكاسها.
4- تعلَّم القراءة بعمر الثانية لكن الاكتئاب لم يرحمه
كان سيرجي في الثانية من عمره حين تعلم القراءة، وفي الثالثة عشرة بزغ نجمه على الساحة الإعلامية بسبب ظهوره في النسخة الروسية من برنامج Britain’s Brainiest Kid.
وقد بدا وقتها كما لو أن سيرجي يبرع في كل ما يفعله فهو يكتب الشعر، وضليع في الرياضيات، والعلوم، حتى إنه في سن الخامسة عشرة شرع في دراسة الاقتصاد بجامعة Zaporizhzhya National University بأوكرانيا.
ولكن، لم تكن كل الأمور في حياة سيرجي على ما يرام، فوالدته كانت أحد أفراد "شهود يهوه" (طائفة دينية متطرفة) لهذا كانت تقوم بعزله عن أقرانه. وحين استطاع سيرجي أخيراً المغادرة للالتحاق بالجامعة والخروج من عباءة والدته، لم يلبث أن انخرط في تعاطي المخدرات، ليبدأ الانسحاب من الواقع والانغماس في عالم ألعاب الفيديو والإنمي.
وفي 2011، غرق سيرجي في اكتئاب عميق، وأصبحت تُصيبه الهلاوس والأوهام، حتى إنه في أحد المرات نصب نفسه إلهاً! ثم بعد لحظات، قفز من النافذة ليموت متأثراً بجراحه.
5- العازف المدمن
أما إيفرين الذي ألف المقطوعات الموسيقية، في الثانية من عمره، وكان في الثامنة حين قام بالعزف في قصر باكنغهام والقاعات الملكية، وبالرغم من أنه كان ابناً لأب مثير للشفقة، يهوى النساء، الذي مات وترك ابنه صغيراً مع أمٍ مستبدة تستغل موهبة ابنها، إلا أن ذلك لم يمنع إيرفين من أن يكون قوياً وناجحاً في المجال الذي يحبه.
إلى أن قرر السفر للولايات المتحدة عام 1920 لمزيدٍ من النجاح والصيت، الغريب أنه بذهابه بدأت موهبته تتراجع حين لم يعترف بها أحد، وهو ما دفعه للفقر والإدمان، خاصةً أن كل محاولاته للعودة مرة أخرى لعالم النجاح الموسيقي كانت تبوء بالفشل.
ليعيش إيرفين حياة تعيسة قبل أن يعاد اكتشافه عام 1970، فيتم تسجيل بعض المقطوعات القليلة له، التي لم تأت فقط متأخرة جداً، لكنها كانت كذلك غير مُشبعة لطموحه الأول.
6- حصل على الدكتوراه بعمر العشرين ثم أصبح مدمناً
في عام 1923 وُلد والتر بيتس، الذي كان ابناً لأسرة فقيرة في ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، وحين كان والتر صغيراً طلب منه والداه أن يترك الدراسة ويتجه لسوق العمل، فكان عزاؤه الوحيد الذهاب إلى إحدى المكتبات المجاورة.
وفي عمر الثانية عشرة عَلَّم والتر نفسه اليونانية واللاتينية والمنطق والرياضيات، وقد جاء حبه لهذه الموضوعات من مبادئ الرياضيات التي وضعها كل من Bertrand Russell و Alfred Whitehead.
وهو ما دفع والتر للكتابة للفيلسوف والمؤرخ برتراند راسل، الذي سرعان ما أبدى إعجابه الشديد بوالتر في المقابل، ودعاه للدراسة في كامبريدج، ولأن والتر لم يكن قد تجاوز الثانية عشرة بعد، أجاب راسل بأنه لا يستطيع المغادرة. وبالرغم من أن والتر لم يحصل على الثانوية إلا أنه تلقى درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1943.
وقد أدت أفكاره فيما يخص علم التحكم الآلي والذكاء الاصطناعي إلى عصر الكمبيوتر، وإن كانت بعض أفكاره المتعلقة بوظيفة الدماغ، والتفكير لم تلق إلا النبذ من المحيطين، وهو ما أحزنه وجعله يلجأ للمشروبات الكحولية حتى أدمنها، وبعد محاولات عدة للحصول على المساعدات الطبية توفي والتر في النهاية، بسبب إصابته بالتليف الكبدي في 1969.
7- مؤلفة بعمر الـ12.. اختفت للأبد بعد شجار مع زوجها!
لم تكن الفتاة الأميركية برابرا قد تجاوزت الثلاث سنوات حين فُتنت بالحروف والكلمات، حتى إن والدها قام بالكتابة لمجلة هاربر عن ابنته التي أثبتت تفوقها عمن يفوقونها عمراً.
وفي عام 1926، انتهت باربرا من تأليف كتاب بعنوان The House Without Windows، وقد وقف والدها، المحرر الخاص بها مبهوراً حَد إرساله الكتاب لإحدى دور النشر لطباعته، خاصةً أن باربرا وقتها كانت في الثانية عشرة من عمرها لا أكثر.
وبالرغم من أن والدها في مرحلة ما من حياتها رحل عن أسرته من أجل امرأةٍ أخرى، إلا أن ذلك لم يقف بطريقها فاستمرت بالكتابة، إلى أن تزوجت، وذات ليلة تشاجرت مع زوجها، ثم اختفت في عتمة الليل، ومنذ تلك الليلة لم يرها أحد أو يُسمع عنها مرة أخرى!