جهود الهند في العلم قديمة جدًّا وحديثة جدًّا في آنٍ معًا؛ فهي حديثة إذا نظرنا إلى العلم باعتباره بحثًا دنيويًّا مستقلا، وهي قديمة إذا نظرنا إليها باعتبارها مشغلة فرعية من مشاغل الكهنة؛ ولما كان الدين هو لُبَّ الحياة الهندية وصميمها، فإن العلوم التي كان من شأنها أن تعاون الدين هي التي سبقت غيرها بالرعاية والنمو؛ فالفلك قد نشأ من عبادة الأجرام السماوية، ومشاهدة حركاتها لتحديد أيام الأعياد والقرابين؛ ونشأ النحو وعلم اللغة عن الرغبة الملحَّة بأن تكون كل صلاة وكل صيغة دينية، صحيحة في تركيبها وفي مخارج أصواتها، على الرغم من أنها تقال أو تكتب بلغة ميتة، فقد كان علماء الهند هم كهنتها، بكل ما في ذلك من خيرٍ ومن شرٍّ.
علم الفلك:
نشأ علم الفلك عن التنجيم نشأة غير مقصودة، ثم أخذ رويدًا رويدًا ينفُضُ عن نفسه الأغلال في ظلِّ اليونان؛ وأقدم الرسائل الفلكية - وهي السِدْ ذانتا حوالي 425 ق. م - كانت قائمة على أساس العلم اليوناني حتى لقد اعترف "فارهاميرا" الذي أطلق على مؤلَّفه الموسوعي اسمًا له مغزاه إذ أطلق عليه "مجموعة كاملة للتنجيم الطبيعي" - اعترف صراحة باعتماده على اليونان، وعلَّل "آريا بهاتا"- وهو أعظم الفلكيين والرياضيين الهنود - الكسوف والخسوف، والاعتدالين والانقلابين (في حركة الأرض حول الشمس)، وأعلن عن كروية الأرض ودورتها اليومية حول محورها، وكان فيما كتبه سابقًا لعلم النهضة الأوربية سبقًا جريئًا؛ حيث قال: "إنَّ عالم النجوم ثابت، والأرض في دورانها هي التي تُحدِثُ كلَّ يوم ظهور الكواكب والنجوم من الشرق، واختفاءها في الغرب" وجاء بعده خَلَفُه المشهور "براهما جوبتا" فنَسَّق المعلومات الفلكية في الهند، ولو أنه أعاق تقدم الفلك هناك برفضه لنظرية "آريا بهاتا" الخاصة بدوران الأرض، هؤلاء الرجال وأتباعهم هم الذين لاءموا بين حاجات الهنود والتقسيم البابلي للسماء إلى أبراج، وهم الذين قسَّموا العام اثني عشر شهرًا، كل شهر منها ثلاثون يومًا، وكل يوم ثلاثون ساعة، وكانوا يضيفون شهرًا زائدًا كل خمسة أعوام، وحسبوا بدقة تستوقف النظر قُطْرَ القمر وخسوف الشمس، وموضع القطبين ومواضع النجوم الرئيسية ودورانها، وشرحوا نظرية الجاذبية- ولو أنهم لم يصلوا إلى قانونها- عندما كتبوا في "سِدْ ذانت": "إن الأرض تجذب إليها كل شيء بما لها من قوة جاذبة"[1].
الجبر والرياضة:
تقدم الجبر عند الهنود وعند اليونان دون أن يأخذ فريق عن فريق فيما يظهر لكن احتفاظنا باسمه العربي (الجبر كلمة عربية معناها ملاءمة التركيب) يدل على أن هذا العلم قد أُتِي به إلى أوربا الغربية من العرب- وهذا معناه أنه جاء إليها من الهند لا من اليونان، وأبطال هذا الميدان من الهنود هم- كما في علم الفلك- آريا بهاتا وبراهما جوبتا وبهاسكارا؛ ويظهر أن أخيرهم (وُلِدَ سنة 1114م) قد ابتكر العلامة الجذرية وكثيرًا غيرها من الرموز الجبرية، وهؤلاء الرجال هم الذين ابتكروا فكرة الكمية السلبية التي كان يستحيل الجبر بغيرها، وصاغوا القواعد التي يمكن بها إيجاد التباديل والتوافيق، وحسبوا الجذر التربيعي للعدد 2، وحلّوا في القرن الثامن الميلادي معادلاتٍ غير متعينة من الدرجة الثانية، كانت تجهلها أوربا حتى أيام "يولر" بعد ذلك بألف عام، ولقد صاغوا علمهم هذا في قالب شعري، وخلعوا على مسائل الرياضيات رشاقة تُميِّز العصر الذهبي في تاريخ الهند[2].
غير أن الهنود لم يكونوا على هذه الدرجة من التوفيق في الهندسة؛ ولو أن الكهنة استطاعوا - في قياس مذابح القرابين وبنائها - أن يصوغوا النظرية الفيثاغورسية (التي مؤداها أن المربع المنشأ على وتر المثلث القائم الزاوية يساوي مجموع المربعين المنشأين على الضلعين الآخرين) قبل ميلاد المسيح ببضع مئات من السنين، وكذلك استطاع "آريا بهاتا"- وقد يكون متأثرًا باليونان في ذلك- أن يحسب مساحة المثلث والمعَّين والدائرة وأن يقدر قيمة النسبة التقريبية (في حساب النسبة بين طول قطر الدائرة ومحيطها) بـ 1416ر3- وهو رقم لم يعادله في دقة الحساب رقم آخر حتى عهد "بير باخ" في أوربا؛ وكان "بهاسكارا" سباقًا إلى حساب التفاضل، إذ فكر فيه على نحو تقريبي، وأعد "آريا بهاتا" قائمة بحساب الجيب، وجاء في كتاب "سوريا سِدْ ذانتا" مجموعة منسقة في حساب المثلثات، كانت أرفع مستوى من كل ما عرفه اليونان في هذا الباب[3].
الكيمياء:
تقدمت الكيمياء بادئة طريقها من مصدرين: الطب والصناعة؛ فقد أسلفنا بعض القول في براعتهم الكيماوية في صَبِّ الحديد في الهند القديمة، وفي الرقي الصناعي العظيم في عصور "جوبتا"، حينما كان يُنظر إلى الهند - حتى من روما القيصرية - على أنها أمهر الأمم جميعًا في صناعات كيماوية مثل: الصباغة والدبغ وصناعة الصابون والزجاج والأسمنت.
وفي القرن الثاني قبل الميلاد، خصص "ناجارجونا" كتابًا بأكمله للبحث في الزئبق؛ فلمّا كان القرن السادس كان الهنود أسبق بشوط طويل من أوربا في الكيمياء الصناعية، فكانوا أساتذة في التكليس والتقطير والتصفية والتبخير واللحام وإنتاج الضوء بغير حرارة، وخلط المساحيق المنومة والمخدرة، وتحضير الأملاح المعدنية، والمركبات والمخلوطات من مختلف المعادن؛ وبلغ طرق الصلب في الهند القديمة حدًّا من الكمال لم تعرفه أوربا إلا في أيامنا هذه، ويقال: إنَّ الملك يورس، قد اختار هدية نفيسة نادرة يقدمها للإسكندر ثلاثين رطلاً من الصلب، إذ آثرها على هدية من الذهب أو الفضة؛ ونقل المسلمون كثيرًا مما كان للهنود من علم الكيمياء والصناعة الكيماوية إلى الشرق الأدنى وأوربا، وكان الفرس قد نقلوا بدورهم عن الهند سِرَّ صناعة السيوف "الدمشقية"[4].
الطب الهندي:
كان التشريح وعلم وظائف الأعضاء- مثل بعض جوانب الكيمياء- نتيجتين عرضيتين للطب الهندي؛ ففي القرن السادس قبل الميلاد- رغم أنه عهد يغوص في القدم، كان الأطباء الهنود يعرفون خصائص الأربطة العضلية، ورتق العظام، والجهاز اللمفاوي، والضفائر العصبية، واللفائف والأنسجة الدهنية، والأوعية الدموية، والأغشية المخاطية والمفصلية، وأنواعًا من العضلات أكثر مما نستطيع أن نتبينه من جثة حديثة.
وقد زلَّ أطباء الهند في العصر السابق لميلاد المسيح في نفس الخطأ الذي وقع فيه أرسطو حين تصور القلب مركز الشعور وأداته، وظنوا أن الأعصاب تصعد من القلب وتهبط إليه، لكنهم فهموا عمليات الهضم فهمًا يستوقف النظر بدقته- أعني الوظائف المختلفة للعصارات المعدية، وتحول الكيموس إلى كيلوس، ثم تحول الكيلوس إلى دم، وسبق "أتريا"، "وايزمان" بألفين وأربعمائة عام حين ذهب (حوالي 500 ق. م) إلى أن نطفة الوالد مستقلة، وكانوا يحبذون فحص الرجال للتحقق من توافر عناصر الرجولة فيهم قبل إقدامهم على الزواج؛ وجاء في تشريع "مانو" تحذير من عقد الزواج بين أشخاص مصابين بالسل، أو الصرع، أو سوء الهضم المزمن، أو البواسير، أو شقشقة اللسان.
وكان مما فكرت فيه مدارس الطب الهندية سنة 500 ق. م، ضبط النسل على آخر طراز يأخذ به رجال اللاهوت، وهو يقوم على نظرية هي أن الحمل مستحيل في مدى اثني عشر يومًا من موعد الحيض؛ ووصفوا تطور الجنين وصفًا فيه كثير جدًا من الدقة، وكان مما لوحظ في هذا الصدد أن جنس الجنين لا يتعين إلا بعد مدة، وزعموا أن جنس الجنين في بعض الحالات يمكن التأثير فيه بفعل الطعام أو العقاقير[5].
وتبدأ مدونات الطب الهندي بكتاب "أترافا- فيدا"، ففي هذا الكتاب تجد قائمة بأمراض مقرونة بأعراضها، لكنك تجدها محاطة بكثير جدًّا من السحر والتعزيم؛ فقد نشأ الطب ذيلاً للسحر؛ فالقائم بالعلاج كان يدرس ويستخدم وسائل جثمانية لشفاء المريض، على أساس أن هذه تساعد على نجاح ما يكتبه له من صيغ روحانية؛ ثم أخذ على مرِّ الزمن يزيد من اعتماده على الوسائل الدنيوية، ماضيًا إلى جوار ذلك في تعاويذه السحرية؛ لتكون هذه مُعينة لتلك من الوجهة النفسية، كما نفعل اليوم بتشجيعنا للمريض.
وفي ذيل كتاب "أترافا- فيدا" ملحق يسمى "أجو- فيدا" (ومعناها: علم إطالة العمر)؛ ويذهب هذا الطب الهندي القديم إلى أن المرض يسببه اضطراب في واحد من العناصر الأربعة: (الهواء والماء والبلغم والدم)، وطرائق العلاج هي الأعشاب والتمائم السحرية؛ ولا يزال كثير من طرائق الطب القديم في وصف الأمراض وعلاجها مأخوذًا به في الهند اليوم، وإنَّ ذلك لَيُصِيب من النجاح أحيانًا ما يثير الغيرة في صدور الأطباء الغربيين؛ وتجد في كتاب "رجْ- فيدا" نحو ألف اسم من أسماء هذه الأعشاب، وهو يحبِّذ الماء على أنه خير علاج لمعظم الأمراض؛ على أن الأطباء والجراحين حتى في العهد الفيدي كانوا يتميزون بما يفرِّق بينهم وبين المعالجين بالسحر؛ وكانوا يسكنون منازل تحيط بها حدائق يستنبتون فيها الأعشاب الطبية.
وأعظم اسمين في الطب الهندي هما "سوشروتا" في القرن الخامس قبل الميلاد و"شاراكا" في القرن الثاني بعد الميلاد؛ فقد كتب "سوشروتا"- وكان أستاذا للطب في جامعة بنارس، باللغة السنسكريتية مجموعة من أوصاف الأمراض وطرائق علاجها، وكان قد ورث العلم بها من معمله "ذانوانتاري"؛ فبحث في كتابه بإطناب في الجراحة، والتوليد، والطعام الصحي، والاستحمام، والعقاقير، وتغذية الرُّضَّع والعناية بهم والتربية الطبية، وأما "شاركا" فقد أنشأ "سامهيتا" (ومعناها موسوعة) تشمل علم الطب، وهي لا تزال مأخوذًا بها في الهند؛ وبثّ في أتباعه فكرة عن مهنتهم كادت تقترب من فكرة أبقراط: "لا ينبغي أن تعالجوا مرضاكم ابتغاءَ منفعةٍ لأنفسكم، ولا إشباعًا لشهوة ما من شهوات الكسب الدنيوية، بل عالجوهم من أجل غاية واحدة هي التخفيف عن الإنسانية المعذبة، بهذا تفقدون سائر الناس"[6].
ويتلو هذين الاسمين التماعًا في تاريخ الطب الهندي اسم "فاجبهاتا" (625م) الذي أعد موسوعة طبية نثرًا ونظمًا، ثم اسم "بهافامِسْرًا" (1550م) الذي وصف الزئبق علاجًا لذلك المرض الجديد- مرض الزهري- الذي كان من عهد قريب مع البرتغاليين، جزءًا من التراث الذي خلّفته أوربا للهند[7].
وصف "سوشوترا" كثيرًا من العمليات الجراحية- الماء في العين، والفتق، وإخراج الحصاة من المثانة، وبقْر الأمهات عن الأجنة وغير ذلك، كما ذكر (121) أداة من أدوات الجراحة منها المشارط والمسابير والملاقط ومناظير القُبُل والدُّبرُ، وعلى الرغم من تحريم البراهمة لتشريح جثث الموتى، جعل يدافع عن ضرورة ذلك في تدريب الجراحين؛ وكان أول من رقَّع أذنًا جريحة بقطع من الجلد اقتطعها من أجزاء أخرى من الجسم، وعنه وعن أتباعه من الهنود أخذ الطب الحديث عملية تقويم الأنف؛ ويقول "جارِسُنْ": "لقد أجرى قدماء الهنود كل العمليات الجراحية الكبرى تقريبًا، ما عدا عملية ربط الشرايين"[8]؛ فقد بتروا الأطراف، وأجروا الجراحات في البطن، وجبروا كسور العظام، وأزالوا البواسير؛ وقَعَّد "سوشوترا" القواعد الدقيقة لإجراء الجراحة، ويعد اقتراحه بتعقيم الجرح بالتبخير أول ما نعرفه من جهود في وسائل التطهير أثناء الجراحة؛ ويذكر لنا "سوشوترا" و"شاراكا" كلاهما فوائد أنواع من الشراب الطبي في تخدير الجسم عند الألم، وحدث في سنة 927 م أن قام جراحان بتربنة الجمجمة لملك هندي، فخدره عن الجراحة بفعل عقار يسمى "ساموهيني"[9].
وأوصى "سوشوترا" بأن تُتَّبع في تشخيص الأمراض التي أحصى منها (1120)، طريقة النظر بالمنظار، وطريقتا جس النبض والتسمُّع بالأذن، وقد جاء وصف لجسّ النبض في رسالة تاريخها 1300م؛ وكان تحليل البول طريقة مستحسنة في تشخيص الأمراض؛ حتى لقد اشتهر أطباء التبت بقدرتهم على علاج أي مريض دون النظر في أي شيء يتعلق به ما عدا بوله؛ وكان العلاج الطبي في الهند في عهد يوان شوانج، يبدأ بصيام مداه سبعة أيام، وكثيرًا ما كان يشفى المريض في هذه الفترة، فإذا بقي المريض لجأوا بعدئذ إلى استخدام العقاقير، لكنهم لم يكونوا يسرفون في استخدامها حتى في أمثال هذه الحالات؛ إذ كان معظم اعتمادهم على تدبير الطعام الملائم، والاستحمام والحقن الشرجية، والاستنشاق، والحقن في مجاري البول، وإخراج الدم بدود العلق أو بالكئوس.
وقد كان لأطباء الهنود شهرة خاصة في تكوين ترياقات السموم، ولقد عرفت الهند التطعيم منذ سنة 550 م، مع أن أوربا لم تعرفه إلا في القرن الثامن عشر، ذلك لو حكمنا من نص يُعزَى إلى "ذانوانتاري" وهو طبيب من أقدم أطباء الهنود، وهذا هو: "خذ السائل من البثور التي تراها على ضرع البقرة... خُذْه على سنان المشرط، ثم طعِّم به الأذرع بين الأكتاف والمرافق، حتى يظهر الدم؛ عندئذٍ يختلط السائل بالدم فتنشأ عن اختلاطه حمى الجدري"[10].
ومن اللافت للنظر أن كثيرًا من قوانين الصحة التي أوصى بها "سوشوترا" و"مانو" تُسلِّم تسليمًا- فيما يظهر- بما نسميه نحن بنظرية المرض عن طريق الجراثيم؛ ويبدو لنا أنَّ التنويم كوسيلة للعلاج قد نشأ عند الهنود الذين كثيرًا ما كانوا ينقلون مرضاهم إلى المعابد لمعالجتهم بالإيحاء التنويمي، أو "نعاس المعبد" كما كان يحدث في مصر واليونان. أمَّا الأطباء الإنجليز الذين أدخلوا طريقة العلاج بالتنويم في إنجلترا- وهم "بريد" و"ازديل" و"اليوتسُن" فلاشك في أنَّ ما أوحى لهم بآرائهم تلك، وببعض خبرتهم، هو اتصالهم بالهند[11].
وقد تطور الطب الهندي بصفة عامة تطورًا سريعًا في العهدين الفيدي والبوذي، ثم أعقب ذلك قرونٌ سار فيه التقدم بخطواتِ الوئيد الحذر؛ ولسنا ندري كم يدين "أتريا" و"ذانوانتاري" و"سوشوترا" لليونان!! وكم تدين اليونان لهم!! يقول "جارسن": إنه في أيام الإسكندر "كان لأطباء الهنود وجراحيهم شهرة - هم جديرون بها - بما يتميزون به من تفوُّق في العلم والمهارة في العمل"، وحتى أرسطو نفسه - في رأي طائفة من الباحثين - مدين لهم وكذلك قل في الفرس والعرب، فمن العسير أن تقطع برأيٍ في مدى ما أخذه الطب الهندي من بغداد، ومن الطب البابلي في الشرق الأدنى عن طريق بغداد؛ فمن جهة ترى بعض طرائق العلاج مثل الأفيون والزئبق، وبعض وسائل الكشف عن حقيقة المرض مثل جس النبض، قد جاءت إلى الهند من فارس فيما يظهر، لكنَّك من جهة أخرى ترى الفرس قد ترجموا إلى لغتيهما في القرن الثامن الميلادي موسوعتي "سوشوترا" و"شراكا" اللتين كانتا قد مضى عليهما ألف عام، وينتهي "لورد آمِتهِل" إلى نتيجة هي أن أوربا الوسيطة والحديثة مدينة بعلمها الطبي للعرب بطريق مباشر، وللهند عن طريق العرب؛ ولعلَّ هذا العلم قد نشأ في بلاد مختلفة في وقت واحد تقريبًا، ثم جعل يتطور بما كان بين الأمم المتعاصرة في سومر ومصر والهند من صلات وتبادل فكري[12].
[1] ول ديورانت: قصة الحضارة 3/236.
[2] السابق 3/237.
[3] انظر: ماكدونال: تاريخ الهند القديم 29.
[4] ول ديورانت: قصة الحضارة 3/238.
[5] السابق نفسه: 3/239.
[6] ول ديورانت: قصة الحضارة 3/242.
[7] السابق 3/243.
[8] السابق نفسـه.
[9] أقيمت المستشفيات في سيلان منذ 427 ق. م، وفي شمال الهند منذ 226 ق. م.
[10] ول ديورانت: قصة الحضارة 3/ 244.
[11] السابق نفسه.
[12] السابق 245.
د. راغب السرجاني