قال الله تعالى في كتابه العزيز (إن هذا لهو حق اليقين) اليقين يعني وضوح الشيء وثبوته وهو ما يقابل الشك وهو أعلى من التقوى درجة فحين يصل الإنسان إلى مقام اليقين تغمر قلبه وروحه طمأنينة خاصة فيكون ركونه إلى القدرة الإلهية المطلقة وتنقاد له الأشياء على قدر ركونه للقدرة الإلهية.
يقول المحقق الطوسي: اليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت، لا يمكن زواله، وهو في الحقيقة مؤلف من علمين، العلم بالمعلوم والعلم بأن خلاف ذلك العلم محال .
اليقين : هو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد ، وفيه يتنافس المتنافسون ، وإليه شمر العاملون .
لليقين ثلاث مراتب :
أول مراتب اليقين : علم اليقين ، وهي علمه وتيقنه ، وانكشاف المعلوم للقلب بحيث يشاهده ، ولا يشك فيه ، كانكشاف المرئي للبصر .
اليقين بالمبدأ هو الحقيقة التي لا شك فيها ، وقد يحصل من خلال الأدلة القطعية أو إخبار موثوق ، كأن يخبرك أحدهم مثلاً أن "هناك ناراً في الغابة" .
ثم يليها المرتبة الثانية ، وهي مرتبة عين اليقين ونسبتها إلى العين ، كنسبة الأول إلى القلب .
وهو رؤية الخبر بالعين المجردة من دون إستدلال أو إخبار ، كأن ترى النارَ بعينك ، ومع ذلك يبقى إحتمال للوهم أو الشك .
ثم تليها المرتبة الثالثة ، وهي حق اليقين ، وهي مباشرة المعلوم ، وإدراكه الإدراك التام .
وهو أن تشعر أو تتفاعل مع الأمر مما لا يبقى مجالاً لذرةِ شك وهذا حقُ القين ، كأن تلامس النار يدك .
مثال على هذه المراتب الثلاث حتى يتيسر فهمها :
الأولى : علم اليقين ، مثل : علمك بأن في هذا الوادي ماء .
والثانية : عين اليقين ، مثل رؤية الماء في الوادي .
والثالثة : حق اليقين ، مثل : الشرب منه ، أو الخوض بقدميك فيه .
ذكر هذا الكلام أو قريبا منه الإمام ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة ج 1 ص 149 .
يقول الله تعالى : ( كلا لو تعلمون علم اليقين ◆ لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين )
منقول بتصرف