دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، مشاريع ضخمة تابعة لأرامكو السعودية بقيمة ١٦٠ مليار ريال. لكن ماذا عن تفاصيل تلك المشاريع:
أولاً: حقل خريص:
حقل خريص هو أحد آخر الحقول الكبيرة العملاقة التي تم اكتشافها في العالم كله، وهو يحتل مرتبة متقدمة من حيث الحجم بين حقول النفط في كافة أرجاء الأرض. ويجاور أكبر حقل للبترول في العالم على الإطلاق، وهو حقل الغوار.
كان الهدف الأول من تطوير مشروع حقل خريص هو زيادة إنتاج السعودية من الزيت بمعدل مليون ومائتي ألف برميل يومياً. وهو ما يساوي مجمل إنتاج بعض الدول الأعضاء في منظمة أوبك. ولم يكن الغرض من هذه التوسعة زيادة القدرة الإنتاجية للمملكة، المصدر الأكبر للبترول عالمياً فحسب، بل تلبية الطلب العالمي المتزايد على البترول، بما يعنيه ذلك من التأكيد على أن المملكة على أهبة الاستعداد للاستجابة لتلك المطالب في الوقت الراهن ولعقود عديدة قادمة، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية والاستفادة منها.
ثانياً: مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي:
ودشن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي حيث سيكون أول مركز يدعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين والفنانين تحت سقف واحد بتكلفة أكثر من ٣ مليارات ريال، حيث سيشهد الحقل الثقافي والترفيهي في السعودية نقلة نوعية. ويهدف المركز إلى خلق أثر إيجابي وملموس في المجالات المعرفية والثقافية عن طريق تنمية المهارات المحلية في الصناعات القائمة على المعرفة والابتكار تحقيقا لرؤية ٢٠٣٠.
وسيكون المركز منصة ملهمة للمستكشفين والمتعلمين والمبدعين والقادة، ومن منطلق كونه مركزاً حيوياً للمعرفة والابتكار والتفاعل عبر الثقافات سيساعد على دعم الشعب الذي يخطو بخطى حثيثة نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
القاعة الكبرى التي احتضنت الحدث ستشكل نافذة إلى العالم، حيث ستستضيف المهرجانات والمتاحف والمعارض الزائرة من حول العالم، بالإضافة إلى المؤتمرات والفعاليات. وعن طريق توفير فرصة للزوّار لرؤية ما تعرضه المجتمعات الأخرى، وسيشهد المسرح عروضاً إبداعية محلية بالإضافة إلى عروض عالمية تعزز القيم الثقافية والاجتماعية السعودية، وتوفر تدريباً لأصحاب المواهب المسرحية وصانعي الأفلام والكتاب الروائيين.
ثالثا: حقل منيفة:
يقع في المياه السعودية شمال الجبيل على الخليج العربي، ويعد خامس أكبر حقول النفط في العالم، ومن أقدمها في المملكة. وقد اكتُشف عام 1957. وتصل مساحة هذا الحقل المكون من 6 مكامن، إلى حوالي 45 كيلومتراً طولاً، و18 كيلومتراً عرضاً. ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة يتراوح عمقها ما بين متر واحد و 15 متراً. وتصل طاقة حقل منيفة الإنتاجية بعد تطويره إلى 900 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل يومياً. وقد أعيد الإنتاج من هذا الحقل، في العاشر من إبريل لعام 2013م، بينما تم إنجازه وتشغيله في نهاية عام 2014م.
ويشكل مشروع الإنتاج الجديد في منيفة أكبر مشروع من نوعه في صناعة النفط.
رابعاً: معمل واسط:
ويأتي معمل الغاز في واسط، الواقع شمال مدينة الجبيل الصناعية، كأحدث معمل للغاز يساعد في تلبية احتياجات المملكة من الطاقة، وكجزء من رؤية المملكة 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاجنا من الغاز وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه.
ويسهم هذا المعمل العملاق بمفرده في رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20%. وعلى عكس معامل الغاز الأخرى العائدة لأرامكو السعودية، التي تعالج الغاز الطبيعي المصاحب للنفط الخام في الحقول التقليدية، صممت معامل جديدة – ومن بينها معمل واسط – لمعالجة كميات ضخمة من الغاز غير المصاحب تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وإنتاج 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع أو الميثان وضخها إلى شبكة الغاز الرئيسة، و4800 طن متري يومياً من الكبريت المذاب التي تقوم بدورها بتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه التي تلبي احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه في القطاعين الصناعي والسكني. كما يعالج معمل واسط 250 ألف برميل زيت يومياً لإنتاج أنواع متعددة من اللقيم مثل الإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي للقطاع الصناعي للبتروكيمياويات.
خامساً: حقل شيبة:
يبرهن على قدرة أرامكو السعودية على تعزيز أعمالها الأساسية ومدى التزامها بذلك، لكي تكون قادرة ومستعدة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة على المدى القريب والبعيد، وأيضاً لتحافظ على حصتها في السوق العالمية للطاقة وتُثبت دورها كمورّد موثوق للطاقة على مستوى العالم.
ويتضمن هذا المشروع إنتاج كميات إضافية من النفط الخام العربي الخفيف جداً ذو القيمة العالية بمقدار 250 ألف برميل في اليوم، لتصل بذلك الطاقة الإنتاجية إلى مليون برميل في اليوم، لتعادل ضعف طاقة مرافق فرز الغاز عن الزيت المبدئية عندما تم تشغيلها في عام 1998م.
سادساً: مشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي
يشمل مرافق لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة ذات القيمة العالية، متضمناً إنشاء معملٍ جديد لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي بطاقة معالجة تبلغ 2.4 بليون قدم مكعبة قياسية لاستخلاص ما يعادل 275 ألف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الميثان، والعناصر الأثقل من الغاز المنتَج، وإعادة ضغط وحقن الغاز الخفيف في المكمن. وسيوفر المشروع كميات كبيرة من الإيثان.