النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

عاداتي السيئة التي يجب أن تفعلها مثلي

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 408 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: basra
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,092 المواضيع: 5,619
    صوتيات: 24 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 7897
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: موظف
    موبايلي: Not 9 / J7 prime
    آخر نشاط: منذ 4 أسابيع

    عاداتي السيئة التي يجب أن تفعلها مثلي

    "بينج مانسون" شاب ثلاثيني أسمر البشرة، عابس دائماً، ولا تربطه أية علاقات اجتماعية مع أصدقائه برغم قضائه لما يقرب من 18 ساعة يومياً إلى جوارهم في التدريبات الرياضية على الدراجة الثابتة. "آبي" تملك صوتاً رقيقاً مدهشاً ووجهاً بريئاً، وتضحك دائماً. تريد أن تصبح مغنية مشهورة، يسمعها بينج مانسون (bing manson) صدفةً وهي تغني في التدريب الرياضي، فتملك هذه الفتاة الجميلة قلبه حتى قبل أن يراها.



    (1)
    العصيان

    ساقني قدري الجميل أو السيئ -لا أعلم- للعمل لسنة واحدة في إحدى المؤسسات الإعلامية "الحكومية"، كان عليَّ أن أقوم بمجموعة من الطقوس المتعَارَف عليها لدى الجميع، فمثلاً الحضور في الثامنة صباحاً وبعد خمس دقائق يصبح اليوم ملغياً، الكلام بطريقة معينة، والتعامل بطريقة معينة، تنهي العمل الذي يستغرق ثلاث ساعات في ثماني ساعاتٍ كاملة، وتضحك على نكات بعينها، وتتعاطف مع الناس بطريقه بعينها. وبرغم تفهمي لكل ذلك إلا أنني لم أتفهم أن أُتهم بالإهمال لأني أُنجز في ثلاث ساعات ما ينجزونه هم في يوم، أو أني "انطوائية" لأني لا أستطيع أن أضرب كفِّي بكف رجل يلقي نكتة لطيفة، أو أني "متكبرة" لأني لم أشاركهم نوعاً معيناً من الفطور يحبونه.

    في المرة الأولى التي تأخرت فيها عشر دقائق عن العمل لم أحاول أن أفسر لأحد ما الذي يعنيه "إنسانياً" أن أمضي في الطريق ساعة ونصف الساعة إلى العمل، ثم يصبح اليوم ملغياً، لأن هذا جدل جنوني بالأساس، لكن كيف أفسر لهم أني بالفعل تأخرت عشر دقائق، لأن شكل شروق الشمس سحرني، فقررت أن أقف بضع دقائق لتصويره والاستمتاع به، كيف تقنعهم أن روح الإنسان تحتاج إلى غذاء لو لم تحصل عليه ستموت؟ السبب الذي لو نطقت به ربما سيتسبب في رفدي بعدها بدقائق فالتزمت الصمت.
    (مانسون)

    في المسلسل البريطاني العظيم (black mirror) أو المرايا السوداء، الذي هو عبارة عن حلقات منفصلة عن بعضها يجسد فيها الكاتب المدهش تشارلي بروكر (Charlie broker) بطريقة فلسفية عبقرية تعتمد على الخيال انعكاس واقعنا الكئيب الذي نعيشه من خلال أجهزتنا الإلكترونية التي نحدق بها طوال اليوم، ويصف حالة الركض المستمرة في الحياة التي أصبحنا نقوم بها بشكل تلقائي دون أن نشعر.

    في الحلقة الثانية يجسد مجموعة من الشخصيات التي تستيقظ في السابعة صباحاً، تتدرب على دراجات ثابتة طوال الوقت، بينما يملك كل منهم شاشته الخاصة أمامه أثناء التدريب، كي يستمتع فيها بمشاهدة برنامج مسابقات استعراض المواهب. كي تشارك في المسابقة لا بد أن تحقق 15 مليون نقطة فتتمكن من شراء تذكرة البرنامج، ثم تشارك بموهبتك أمام لجنة التحكيم. المشكلة أن هذه النقاط تستخدم بعضها أيضاً في حياتك اليومية، فمثلاً تشغيل موسيقى يسحب منك 50 نقطة، تغسل أسنانك 30 نقطة، الفطور 50 نقطة، الغداء يسحب 100 نقطة، وهكذا. فتعيد الركض على الدراجة أكثر وأكثر حتى تستطيع أن توفر احتياجاتك الأساسية اليومية من النقاط، وفي الوقت نفسه تستطيع أن تحقق النقاط اللازمة للتذكرة يوماً ما.

    حين سمع "بيج مانسون"، "آبي" وهي تغني صدفة، ظل يحلُم بها طوال الليل، واستيقظ وهو يُغني أغنيتها التي كانت تغنيها:
    "... قد يظن العالم أنني حمقاء
    إلا أنهم لا يستطيعون رؤيتك
    كما أفعل أنا
    أنا أحبُك
    أنا فقط لدي حُلم هنا
    مَعك"

    أخبرَت "آبي" مانسون أن حُلمها أن تصل للمسابقة الغنائية في برنامج مسابقات المواهب، استغرق مانسون عشر ثوانٍ فقط كي يُقرر أن يمنحها 15 مليون نقطة من عنده كي تتقدم للمسابقة، رفضت تماماً في البداية، فقال لها: "أنتِ تملكين صوتاً ممتعاً، وإنني أُسعد نفسي بهذه النقاط التي أعطيها لك، قبل أن أسعدك أنتِ، أنت الشيء الوحيد الحقيقي هنا في هذا العالم الذي أحيا فيه، سأكون فخوراً بكِ حين تفوزين".

    (2)

    الشك

    من خمس سنوات مضت قرَّرت إيمان، صديقتي، الأستاذة الجامعية النشيطة صاحبة الوجه الهادئ قراراً غيَّر حياتها كاملةً، في إثر هذا القرار تم فصلها من مكان العمل الجميل الذي تحبه، كانت مثار سخرية للكثير من الأصدقاء حولها، تعرَّض والداها الأفاضل للكثير من النقد والتجريح. كل ما في الأمر أنها قررت أن ترتدي شكلاً للحجاب مختلفاً عن زملائها، الأمر الذي بالضرورة يعني خروجها عن "السمت" العام، وشكل "المجموعة" المحيطة بها. الأمر الذي دفعهم "للتحقيق" معها، وإصدار قرار بشأنها، وهو "نبذها" بعيداً، لأنها تخلت عن أحد "الثوابت" المتعارف عليها داخل هذه المجموعة.

    (الجميلة آبي)

    وصَلَا بالفعل للمسابقة النهائية، تغني آبي، فتنبهر بها لجنة التحكيم والجماهير، وتخبرها اللجنة أنها كي تكون نموذجاً مختلفاً، يجب أن تخلع ملابسها وتؤدي بعض العروض الحركية مع الغناء من دون ملابس، وهذا سيجعلهم يوقِّعون عقداً فورياً معها، بينما تشعر آبي بالصدمة، يصرخ مانسون لا تفعلي ذلك، وتهتف الجماهير "الكرتونية" من وراء الشاشات "هيا آبي.. افعليها الآن.. افعليها الآن". تفيق آبي من الصدمة على صوت أحد الحكام وهو يقول أعطيني قراراً فورياً الآن... بدأت آبي في خلع ملابسها.

    (3)


    التكذيب

    صديقتي سارة، التي هي أم لطفلين تحمل وجهاً فاتناً وعيوناً ملونة ووجهاً أبيض رائقاً، تقضى ثلاثة أرباع وقتها في بيوت التجميل، وفي الوقت الذي ربما تُسحر عينك بمجرد أن تراها، إلا أنها لا ترى نفسها بهذا القدر من الجمال، بل على العكس، ترى عيوب بشرتها بشكل واضح، ترى أن أنفها كان يجب أن يكون أصغر قليلاً، وأن شعرها الأصفر يجعل وجهها باهتاً أكثر، ترى أنها لا تتمتع بالذكاء الكافي، ولذلك تتصرف تصرفات غبية مع زوجها، ولذا فهي تعتذر له معظم الوقت، لم أستوعب حجم أن يحمل إنسان عن نفسه كل هذا القدر من الصور السلبية عن نفسه، إلا إذا كان هناك من يقنعها بها طوال الوقت... الوالدان أو الزوج؟ ربما!

    لم يعد لدى مانسون هدف سوى الانتقام لحبيبته التي أغوتها لجنة التحكيم بأن تتحول إلى "نجمة بورنو"، بدلاً من فتاة جميلة تغني لتسعد نفسها والعالم، يجري مانسون ليلاً ونهاراً على العجلة، يمتنع عن الأكل، ولا يغسل وجهه، ولا أسنانه، حتى لا يستهلك النقاط، يشرب الكثير من الماء فقط، حتى وصل بالفعل أمام لجنة التحكيم، بعد القيام بعدد من الحركات البهلوانية أخرج من جيبه قطعة من الزجاج المكسور ووضعها على رقبته، وهددهم بأنه سيقتل نفسه لو لم يسمعوا منه، فسمحوا له تحت الضغط، فقال بصوتٍ ثوري عالٍ:
    "إنكم لا تروننا كبشر
    كل هذا زيف.. هراء
    وكلما زاد الهراء أعجبكم أكثر
    جعلتم هذا الزيف هو الشيء الوحيد الذي نجري ونتعطش إليه
    نحن خرجنا عن عقلنا بشكل كامل
    هكذا تبيعون لنا الوهم
    ثم نبيع الوهم لبعضنا
    هذا يقودنا إلى الجنون
    اذهبوا جميعاً إلى الجحيم
    طالما أنتم تجلسون هنا فستسير الأمور للأسوأ دائماً
    قضيتم على كل تفاصيلنا الجميلة، وسحقتموها حتى العظام، ثم حولتموها لنكتة
    اذهبوا للجحيم بما فعلتموه بنا وبالآخرين وبالجميع".

    صدمت لجنة التحكيم، ساد الصمت، ثم نطق المحكم "هذا أكثر شيء صادق وحقيقي يلامس القلب حدَثَ على هذا المسرح"، وسط تصفيق كل الجماهير على الشاشات، أنا أود أن أستمع إليك مرة ثانية يا مانسون"
    " كيف هذا"؟ يرد مانسون
    المحكم: أريدك أن تأخذ فقرة ثابتة في برنامجي
    تهتف الجماهير الكرتونية من وراء الشاشات: "هيا يا بينج.. وافق.. وافق الآن".

    ظهر مانسون في الأسابيع التالية على الشاشة يصرخ بشكل ثوري عن الأحلام وتغيير الواقع، بنفس قطعة الزجاج المكسور، ولكنها هذه المرة أصبحت جزءاً من "العرض".

    (لماذا تصفق الجماهير؟)

    حين تكتب شيئاً على مواقع التواصل الاجتماعي وترى إعجاب الناس الشديد به، ستحاول ربما عن دون قصد أن تكرر (هذا النوع من الكتابات) مرة أخرى، ربما لأن هذا هو ما تحب كتابته، وربما أملاً منك في الحصول على نفس النوع من التقدير والإعجاب مرة أخرى. مقاومة هذا الأمر ليست بالشيء اليسير أبداً، لأن الحاجة إلى هذا النوع من التقدير لها سلطة قوية جداً على النفس.

    في كل "تجمع" صغيراً كان بحجم مؤسسة، أو شركة، أو حتى مجموعة من الأصدقاء أو العائلة، أو كبيراً كالمجتمع أو الدولة يقوم برسم مجموعة من الخطوط والمنحنيات والأطر التي يجب عليك أن تسير فيها دون أن تشعر، شكل الحياة التي تليق بك، الكلام المقبول وغير المقبول، حتى نوع التحديات التي ستخوضها، معايير النجاح والفشل، متى تكون شخصاً عظيماً ناجحاً في عيون كل من حولك ومتى تكون فاشلاً، تركض معهم كالخيل في نفس الاتجاه الذي حددوه (هم) سلفاً، هناك من قرر نيابةً عنك، أنك يجب أن تكون على هذه الدراجة، وأنْ تسجل تلك النقاط، هناك آلاف، بل ملايين الجماهير الذين يبيعون لك الوهم كجماهير المرايا السوداء، الوهم المتمثل في أنك على صواب، فيصفقون لك، أو أنك مخطئ فيساعدون على النفور منك، ومن أفعالك، ثم يقومون بصناعة رأي عام حولك في الاتجاه الذي يقررون دفعَك نحوه.

    حتى في "بعض" العلاقات الإنسانية (الأصدقاء، الأسرة، الأزواج) بأنواعها ستجد أحياناً أن هناك طرفاً ما يفرض طريقة وآلية للتعامل في تلك العلاقة، حتى تصبح هي الثقافة السائدة، ستتم ممارستها كثيراً حتى تتشكل عندك قناعة أن هذا هو الصحيح، أو الطبيعي الذي يحدث دائماً عند كل الناس، وما هو إلا الوهم الذي يصوره الطرف الذي يحاول فرض (طريقته) أو سلطته على هذه العلاقة أو على هذه المجموعة.

    في داخلنا حاجة فطرية خلقها الله معنا، التي تأتي في المستوى الثالث في هرم الحاجات الإنسانية، وهي الحاجة إلى تقدير الذات، ذلك الشعور الجميل الذي تحب أن تراه في عيون من حولك، أو في كلماتهم، أو تعبيراتهم عن الشكر والامتنان والحب والتقدير لشخصك وعقلك، ولكي تحصل عليها فإنك تحاول (لا إرادياً) أن تشبههم وتتصرف وفق تعريفهم للصواب والخطأ، والمقبول والمرفوض.

    هناك من قرَّر لنا أن النجاح هو المال، الشهرة، الظهور على شاشات التلفزيون أو الصور في أحد المحافل الدولية لجوار المشاهير، وأيضاً هناك من قرَّر أن صاحب السيارة الفارهة أوفر حظاً ممن يمشي على قدميه، ومن يحمل حشوداً غفيرة على صفحاته في مواقع التواصل، فهو بالضرورة شخص استثنائي.

    وبرغم أنك خُلِقت مخيراً في أسئلة الحياة الكبرى أن تؤمن وتكفر بوجود خالق، إلا أن هناك من قرر سلفاً أنك "مجبر" على أفعال معينة ليرضى عنك المجتمع، وكلما حاولت أن تخرج من الحلقة وجدوا طريقة ليعيدوك لها، أو يرسموا لك حلقة جديدة أوسع قليلاً، لكنها مغلقة. هناك من قرَّر أن تركض دون توقف لالتقاط أنفاسك، ودون استمتاع ولو بقدر ضئيل بتفاصيل الحياة.
    *عاداتي السيئة:

    ببساطة "العصيان" الذي يدفعنا لمخالفة أو دراسة القواعد والتابوهات والأطر التي وُضعت لنا سلفاً هو الصفة الجميلة التي يجب أن نتحلى بها الآن، الجماهير الغفيرة التي تصفق لنا حين نركض في نفس "التراك" الذي أقحمونا فيه يجب أن "تكذبها" بثقة كاملة، لأنهم ببساطة يركضون معك في نفس الاتجاه، وأنت تفوقت عليهم، بينما العالم خارج هذا التراك يجري في اتجاه عكس الذي تجرون جمعيكم فيه تماماً، الحقائق الأصيلة التي خرجت ووجدتها ثوابت أساسية في الحياة "تشكك" فيها أولاً، ثم تبناها ثانية بيقين وعن قناعة كاملة، أو تخلى عنها لو قادك قلبك وعقلك لرفضها.

    "العصيان والتكذيب والشك"، بينما تراها صفات سيئة، إلا أنها أصبحت الآن عاداتي الثلاث المفضلة التي أستمتع بها دائماً، وكلما مارستُها اكتشف طرقاً جميلة في الحياة، كلما انضبطت بها بوصلتي أكثر حول ما أريده وما يجب أن أكون عليه، كلما تعامل بها عقلي أستمتع بالحياة أكثر، كلما رأيت كثيراً من التفاصيل الحلوة التي تبهج عمري ولم أكن ألتفت إليها قبل ذلك، كلما مارستها تخلى عقلي عن الوهم الذي ينتظر الفرصة كي يكبس على أنفاسي فيجعلني أحيا فيه وأغرق حتى يدمرني، كلما استخدمتها أصبحت أقترب أكثر من كوني مجرد دُمية يحركها غيري، فتركض كثيراً كي تستمتع جماهير وهمية بالعرض المقدم لهم، بينما تتآكل روحي في صمت.

    سأدعوك أن تُجرب هذه العادات السيئة الثلاث مثلي، ربما بها تعرف فعلاً أين يجب أن تكون، ولماذا أنت في هذا المكان دون غيره، وهل فعلاً كل ما تحيا فيه حقيقة بالفعل أم هناك من أخبرك أنه حقيقة! لكن تذكر دائماً أن تتبع قلبك وتستفتيه، فالقلب لا يكذب صاحبه. وإن الثائر مكانه الميدان وإن غادره لبعض الوقت، لكنه لا يتحول أبداً إلى أراجوز يقدم عرضاً هزلياً على شاشات التلفزيون، حتى ولو صفقت له كل جماهير الأرض.

  2. #2
    من اهل الدار
    Moon light
    تاريخ التسجيل: August-2016
    الدولة: في ذكريات الطفوله
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,764 المواضيع: 405
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 7621
    مزاجي: عجوزي ^_^
    شكرا ع الموضوع

  3. #3
    من اهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫..* همـس المشاعـ♪ـر *..♫ مشاهدة المشاركة
    شكرا ع الموضوع
    شكرا لتواجدك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال