الأهل يساهمون في الرسوب الدراسي لأولادهم
قد يكون عنوان هذا التقرير صادمًا إلى حدًّ ما لكن بالفعل يعتبر الأهل جزءًا لا يتجزّأ من مسألة رسوب أولادهم في المدرسة، بل ويعتبرون المساهم الاول في الرسوب بالذات إذا كان ابنهم يتمتع بنسبة عالية من الذكاء، سنقدّم لكم من خلال هذا التقرير ما هي العوامل والتصرفات التي يقوم بها الأهل والتي تؤدي إلى رسوب أولادهم في المدرسة:
أولًا: عدم وجود متابعة جديّة لواجبات الولد المدرسية في المنزل: التدقيق في الواجبات المدرسية مسألة لا بد منها بدلاً من الاكتفاء بمعاينته يحمل كتاباً في يده. إن المعدّل الطبيعي للمذاكرة ومراجعة الدروس يومياً يجب ان لا يقلّ عن ساعتين من الوقت. في حين أن الولد قد يقضي ساعة كاملة من الوقت دون استيعاب جملة واحدة رغم حمله الكتاب في يده.
ثانيًا: التحيّز الدائم لوجهة نظر الولد: ابني دائماً على حقّ، والأستاذ دائماً على خطأ. هي عبارة يلجأ اليها الأهل عادةً لتبرير أخطاء يرتكبها أولادهم في المدرسة او في الأداء التعليمي. هذه العبارة قد تساهم في الطلاق الكلي بين الولد والمدرسة، خصوصاً أنه قد ينتظر مؤشراتٍ تحفيزية كهذه، في حال كان يرغب بالتسرب المدرسي. ان سماع الولد لعبارات هجومية تجاه مدرسته، ومدرسيه تشجعه على اللامبالاة والاهمال بنسبة قد تصل الى 100% في معظم الاحيان. وفي حال صادف ابنكم مشكلة حقيقية في مدرسته تستدعي تدخلكم الشخصي، كالعنف الجسدي أو اللفظي داخل الحرم المدرسي او التعامل السلبي مع الأساتذة، فمن الضروري تسوية الأوضاع والحرص على اعادة الصورة الايجابية التي يمتلكها عن مدرسته وطرد الذبذبات السلبية. ان 50% من الأولاد الذين يواجهون مشاكل شخصية في المدرسة، يفقدون صلتهم الوثيقة بها نتيجة تصرّف أهلهم الخاطئ مع الحدث.
ثالثًا: التغيّب عن اجتماعات الأهل: هي أكثر الأخطاء التي يرتكبها الأهل عادةً نظراً لانشغالات شخصية أو مهنية، او لعدم ايمانهم بضرورة حضور الاجتماعات الدورية التي تقيمها المدرسة. ويعتبر التواصل الشخصي بين المعلمة والأبوين أكثر النقاط الايجابية التي تساهم في مساعدة التلميذ على تخطّي الصعوبات التي تواجهه مدرسياً، خصوصاً في حال ارتبطت المشاكل التي تواجهه بعوامل خارجية. قد تتمثّل المشكلة مثلاً، بعدم قدرة الولد على متابعة الشرح في الصف نظراً لمعاناته من مشكلة في النظر. وهو قد يتجنب اخبار أهله بذلك، لخوفه من فكرة أنه قد يعاني من ضعفٍ في النظر. تواصل الأهل والطاقم التعليمي من شأنه أن يقارب وجهات النظر حيال أكثر من مسألة واحدة، منها المسائل الشخصية التي يشكو منها الطفل. في حين أن غياب التواصل، مساهمة غير مباشرة في رسوب الأولاد.