هل تـدري بـغـدادُ أنّ الـحبَّ سَــجّـاني
وأنّـها نَـبَـضي والـشــوقُ مَــيْــدانــي
وأنّـني كُـلَّـمـا عـايـنـتُ طَـلْـعـتَـها
أعــودُ لـلـظـمأِ الـجــاثـي بِـشُــطآني
وحـسـرةِ الـعاشـقِ الـماضي بلوعـتهِ
يـــرى حـبــيـبـتَـهُ ســبـيـاً لأحــزانِ
يـقــولُ هـاكُـمْ خُــذوا مـني بـلا ثـمـنٍ
عِـطـرَ الـحـبـيـبـةِ إخـلاصي وإيماني
حـتّى إذا مـا انـتهى ألـفى حـبـيـبَـتَـهُ
نَـهـبَ الـمُـرابـيـنِ بـاعـوهـا لِعـبـدانِ
كـأنَّ بــغـــدادَ وهي الـمـجـدُ جـاريـةٌ
يَـطـولُـهـا الـخـســفُ مِـنْ آنٍ الى آنِ
أهـانَـها مَـنْ لـهُ ماضٍ وأسـلَـمها
الـى عِـلـوجٍ أحـالـــوهـا لِـخُـــلّانِ
فها هيَ اليومَ تـشكو بؤسَ حالتِها
ولا سَـميعَ سـوى تِـنْعابِ غُــربانِ
وعادَ بيْ زمني المنحوسِ مُـتّهماً
كيما أُحَـدَّ بـحَـدِّ المُحصنِ الزاني
فـقُلتُ ما الذنبُ قالوا أنتَ عاشِـقُها
شهّرْتَ فيها فـقُـلتُ الحبُّ ألجاني
قـالوا تُـقِرُّ وفـيهِ الـرجمُ تَـعرِفُـهُ
فـقُـلتُ تـالله يـبقى الحُـبُّ عـنواني
ما كُـنتُ أولَ مَـنْ يهوى وآخِرَهُمْ
بـغـدادَ حتّى أكونَ المُـذنبَ الجاني
فإنْ يَكُنْ لِـيَكُنْ بغـدادُ أعـشـقُها
شـهادةُ العِـشقِ أرجوها بـميزاني