أفاس "منطقة العمارة التاريخية الساحرة"



تتمتع تركيا بغنائها المعماري الساحر والباهر والمتنوع، ويُعزى هذا التنوع إلى تنوع الحضارات العديدة التي وفدت عليها عبر التاريخ مثل الحضارة الإغريقية والرومية والرومانية البيزنطية واللاديقية والهيتيتية والسلجوقية والعثمانية وغيرهما الكثير من الحضارات التاريخية التي تركت في تركيا الكثير من الكنوز المعمارية التي جعلت تركيا أحد أكثر الدول جمالا من ناحية العمارة التاريخية.
ومن الأمثلة على أحد أهم مناطق العمارة التاريخية المميزة والباهرة ،في تركيا، "أفاس"؛ أفاس (Ephesus) هي مدينة إغريقية يونانية تاريخية قديمة عريقة، استوطن الإغريق أفاس عام 6000 قبل التاريخ وعمروها بعمارة فريدة لا مثيل لها عبر العالم، أما من ناحية جغرافية فأفاس تقع في منطقة سلجوق في مدينة إزمير الواقعة في أقصى غرب تركيا والتي تبعد عن إسطنبول 9 ساعات بالحافلة وساعة ونصف الساعة بالطائرة.
تعد أفاس مكانًا سياحيًا مميزًا لعاشقي التاريخ والآثار المعمارية، ومن الأماكن التي يمكن زيارتها والاستمتاع بجوها الراقي المميز. ومن الأماكن التي يمكن زيارتها في أفاس:
ـ قصور أفاس: في الأساس أفاس هي مدينة إغريقية قديمة وبما أنها مدينة فلا بد من ملك أو سلطان يحكمها ولا بد للملك الحاكم والأمراء والوزراء المساعدين له من قصور فخمة وضخمة للإقامة بها والعمل بداخلها، تتميز قصور أفاس بعمارة ساحرة تختلف عن عمارة جميع القصور الأخرى الموجودة على سطح المعمورة.
ـ معبد أرتاميس: معبد إغريقي قديم يتمتع بنظام معماري متين جعله قائم على أصوله إلى يومنا هذا، هيكله وشكله المعماري باهر الجمال يجعل زائره يقول لا بد من تناول صورة تاريخية بين أحضان التاريخ.

ـ مدرج أفاس القديم: تشتهر الحضارة الإغريقية والرومانية بإقامة المدرجات الضخمة لإجراء نشاطتهم الاستعراضية والمسرحية مثل المسرح التمثيلي والرياضات الاستعراضية مثل سباق الخيل والمبارزات الحربية وغيرها الكثير من الأنشطة التي كانت تُقام من أجل توفير جو ترفيهي ممتع لسكان المدينة وحكامها.
ـ مكتبة جلسوس: وفد إلى أفاس الحضارة الرومانية في القرن الأول والثاني قبل الميلاد بعد إنجلاء الحضارة الإغريقية عنها، وتميزت الحضارة الرومانية بأنها الحضارة التي تبنت الدين المسيحي وحاولت نشره داخل بلاد الأناضول ولنشر النصرانية داخل بلاد الأناضول عمل الرومانيون على تشييد العديد من الأماكن التي تساعد في نشر المسيحية ومن هذه الأماكن المهمة هي مكتبة جلسوس؛ تروي الروايات التاريخية بأن ابن والي أفاس الروماني جالسوس بعد وفاة والده عام 106 بعد الميلاد عمد إلى بناء مكتبة باسم أبيه لخدمة الديانة المسيحية ونشرها لينال بذلك والده أجر الغفران من الرب وليكون هناك مكان يُخلد به والده إلى سنوات طويلة. جلسوس هي أول مكتبة عامة ضخمة يتم إنشاؤها في بلاد الأناضول تتميز بعمارة تاريخية عريقة تستحق الزيارة والإطلاع على شكلها وتاريخها.
ـ معبد سارابيس: أحد أهم الآثار المعمارية المثيرة للاهتمام في أفاس، يقع خلف مكتب جلسوس بشكل مباشر، يُعقتد بأن المعبد الذي تم تحويله من معبد إلى كنيسة في العهد البيزانطي هو أحد الآثار التاريخية التي خلفها المصريون بعد قدومهم لأفاس وبقاؤهم بداخلها لسنوات قليلة، يُعد أحد الكنائس السبعة الأكثر قدسيةً بالنسبة للمذهب المسيحي الكاثوليكي حيث يقوم المسيحيون الكاثولوكيون بزيارته كل عام لإجراء مراسم الحاج بداخله، عمارته القديمة والرائعة تجذب الناظرين إليه وتجعلهم مسحورون بدقته الهندسية وجمالها.

ـ قلعة أياسولوك: قلعة رومانية أنشاءها الرومان لحماية أفاس من الأخطار الخارجية بعد سيطرتهم عليها، على الرغمن من عدم معرفة تاريخ بناء قلعة أياسولوك بالتحديد إلا أن متانة القلعة والاستراتيجية التي على أساسها تم إنشاؤها لحماية أفاس من جميع الجهات على شكل دائرة تجعلها من ضمن الأماكن المعمارية التاريخية الدفاعية التي تثبت مدى براعة الحضارة الرومانية في تشييد القلاع العسكرية الدفاعية.
ـ كنيسة مريم عليها السلام: كنيسة تاريخية ذات أهمية دينية كبيرة حيث تم إنشاؤها عام 431 من قبل الرومانيين بجانب محراب أمنا مريم الذي يُعتقد بأنها بقيت بداخله بجانب سيدنا زكريا وابنه من بعد يحيي عليهما السلام في سنوات حياته الأخيرة.
ـ جامع عيسى بي: بعد سيطرة الدولة العثمانية عام 1374 على أفاس عملت على تغيير معالم المدينة لإضفاء الروح الإسلامية عليها، ويُعتبر جامع عيسى بي الذي قام بإنشائه من قبل عيسى بي أحد القادة العثمانيين من أبرز الأمثلة في سبيل تحقيق هذا الهدف، ويُعد بناء هذا المسجد على قمة قلعة أياسولوك وفي مدخل أفاس نقطة مهمة جدًا لتحقيق هدف تغيير أجواء المدينة بصورة بارزة وواضحة.