سيروس اليونانية جزيرة الجمال – الجزء الثانى


تجسد جزيرة سيروس اليونانية الجمع بين الحضارة المعمارية القديمة وحداثة المبانى فلقد كان للثقافة المعمارية اليونانية تأثير قوي على الإمبراطورية الرومانية، التي حملت نسخة منه إلى أجزاء كثيرة من منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. كما كانت لحضارة الإغريق القديمة تأثيرا هائلا على اللغة والسياسة والنظم التعليمية، والفلسفة، والعلوم، والفنون .

وقام بتصميم الكثير من مباني سيروس اليونانية المهندس المعماري الألماني المعروف ايرنست زيلار وتمت هندسة المباني كل على حدة بالطراز نفسه وبإتقان مذهل. ولطالما كانت الجزيرة مركزا لصناعة السفن وعالم المرافئ والبحر والبحارة، وقد عرفت أول إهراء لصناعة السفن الكبيرة في اليونان وهو إهراء نيوريون.

أهم بلدات جزيرة سيروس هي العاصمة إيرموبوليس على الساحل الشرقي، والتي تعتبر واحدة من أجمل وأهم البلدات في بحر إيجه والمتوسط من الناحية المعمارية، إذ تقف وراء المرفأ العام ببنيانها الشامخة بطرازها الكلاسيكي العام. وهي أيضا العاصمة الإدارية والرسمية لمجموعة جزر الكيكلاديس ولذا تعتبر مركزا حضاريا وتجاريا مهما في اليونان عامة والمجموعة بشكل خاص.

وقد عرفت جزيرة سيروس الكثير من اللاجئين اليونان الهاربين من ظلم الإمبراطورية العثمانية قبل الاستقلال وخصوصا من جزر كريت وكاسوس وخيوس وبسارا. ويعود أصل اسمها كما يقال إلى هرمس إله التجارة عند الإغريق قديما. وقد كانت المدينة ولا تزال من أهم المناطق في اليونان من النواحي التاريخية، إذ إن تطورها وتقدمها في القرن التاسع عشر ساعد وساهم في تحصيل الاستقلال عن الأتراك والتعجيل به.

ويلاحظ الزوار أن سيروس تحفة عمرانية لا تقدر بثمن، وأن شوارعها مبلطة ومرصوفة وساحاتها مبلطة بالرخام ومحاطة بالكنائس الفاخرة والضخمة، ولهذا كان يطلق عليها أحيانا اسم «ميلان» و«دوقة بحر إيجه» و«سيدة إيجه النبيلة». وتعتبر ساحة مياولي في المدينة من أجمل ساحات اليونان قاطبة. والبلدة الجميلة الأخرى هي بلدة آنو سيروس التي تعتبر القسم الكاثوليكي من العاصمة إيرموبوليس، إذ إنها عبارة عن تحفة معمارية إيطالية ـ يونانية بناها أهل البندقية قبل عام 1200.

و سيروس تقع على يسار الحي الأرثوذكسي في العاصمة وهو حي فرودادو ويقال إن هذا التجمع الكاثوليكي في الجزيرة أكبر تجمع للأقلية الكاثوليكية في اليونان. وتعتبر البلدة أيضا مكان ولادة نوع الموسيقى المعروف في اليونان بـ«الراباتيكو) الذي يشبه موسيقى الـ«بلوز» الأميركي، إذ كانت الراباتيكو غير قانونية وضد الأتراك وتغنى بالسر وخصوصا من اللاجئين الكثر الذين جاءوا من الجزر الأخرى عبر السنين وفي باديات القرن التاسع عشر.

يشير مصطلح اليونان القديمة إلى الفترة الكلاسيكية من التاريخ اليونانى بدءاٌ من العصر اليونانى المظلم 1100 قبل الميلاد وغزو دوريان، في 146 قبل الميلاد، والغزو الروماني لليونان بعد معركة كورنث.ودائما ما ينظر إليها باعتبارها الثقافة الأصيلة التي وضعت الأساس للحضارة الغربية وشكلت الثقافات في جميع أنحاء جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا خلال العصر الذي يعرف بالعصر الهلنستي.

لقد كان لفن اليونان القديمة تأثيرا هائلا على ثقافة كثير من البلدان من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، لا سيما في مجالات النحت والعمارة.أما في الغرب، فالفن في الإمبراطورية الرومانية مستمد إلى حد كبير من النماذج اليونانية. وفي الشرق، بدأت فتوحات الاسكندر الأكبر عدة قرون من التبادل بين الثقافة اليونانية وثقافة آسيا الوسطى والهند، مما أدى إلى الفن البوذى اليوناني، مع تداعيات بقدر اليابان.

ثم بعد عصر النهضة في أوروبا، كانت المعايير الجمالية الإنسانية والتقنية العالية من الفن اليوناني مصدر إلهام لأجيال من الفنانين الأوروبيين. وحتى القرن ال 19، هيمنت التقاليد الكلاسيكية المستمدة من اليونان على الفن في العالم الغربي.