المطر الحمضي هو تلك النوعية من الأمطار التي تكون محملة بالكثير من تلك الأحماض التي تكون بالأساس عالقة في طبقات الجو والتي جاء تكونها بها كنتيجة لعوامل التبخر وهي من أخطر تلك الظواهر الطبيعية السيئة والتي للأسف كان المتسبب بها هو الإنسان وسلوكه حيث أن لتلك النوعية من الأمطار العديد من التأثيرات الضارة والسلبية على كل أشكال الحياة على الأرض سواء الحياة البشرية أو الحيوانية أو النباتية أو التربة والمياه وهي في الغالب تكون أحماض تأخذ شكل جزيئات أو رزاز معلق بالهواء وتسقط وتقوم بالاستقرار على سطح التربة الأرضية أو المياه الأنهار أو البحيرات أو المحيطات مما يعمل على الأضرار بكل أشكال الحياة على سطح الكرة الأرضية .
يوجد العديد من تلك المصادر المسببة لتلك الغازات الضارة في طبقات الجو العليا ومنها:-
أولاً :- عمليات الاحتراق الخاصة بالوقود بأشكاله وأيضاً ذلك الدخان الملوث والسام والذي يأتي من المصانع نتيجة عمليات التصنيع المختلفة ، حيث تشكل نسبة الغازات المنطلقة من عمليات الاحتراق الخاصة بالوقود الحفري سواء كانت من خلال عمليات صناعة النشادر أو الحديد والصلب أو النفط وصناعة الأسمنت وغيرها حوالي ( 32% ) من مجموع نسبة الغازات الموجودة في طبقات الجو .
ثانياً :- الغازات التي تأتي كنتيجة لعمليات احتراق وقود السيارات ووسائل المواصلات المتعددة حيث بلغت نسبة الغازات المنبعثة منها ما يقارب ( 43% ) من الغازات الحمضية .
ثالثاً :- الانفجارات البركانية الشديدة والكوارث الطبيعية وعمليات التحلل الخاصة بالكائنات الحية بأنواعها حيث تشكل ما يقارب نسبته ( 10% ) من الغازات الحمضية الضارة .
أهم الآثار الضارة والسلبية للأمطار الحمضية على البيئة :-
الآثار والأضرار التي تقع على البيئة تشمل كافة جوانب الحياة بشمولها سواء كانت الحياة البشرية أو الحيوانية أو النباتية أو البحرية أو التربة الأرضية ومصادر المياه فيها ومنها :-
أولاً :- الآثار الضارة على الحياة البشرية :– في الفترة الزمنية من خمسينيات القرن الماضي تسبب تلك الغازات الضارة والسامة في وفاة ما يقارب من ( 4000 ) شخص وذلك عندما خيم الضباب على مدينة لندن وذلك لمدة ( 3 ) أيام مما أدى إلى انتشار تلك الغازات الضارة في الجو وكنتيجة لتلك التفاعلات الكيميائية والتي كانت من نتائجها إحداث العديد من الأمراض للإنسان ومنها :- مرض الربو و الأزمات الصدرية والتي في الغالبية منها تقضي على حياة الإنسان بالاختناق وأيضاً يمتد تأثيرها إلى الخضروات أو المواد الحيوانية والأسماك والتي تكون ملوثة ببقايا الأمطار الحمضية فتترسب تلك المواد في الجسم البشرى فتعمل على الأضرار به على المدى البعيد ويصاب الإنسان بأمراض السرطان وأمراض القلب .
ثانياً :- الآثار الضارة على الحياة الحيوانية :- كانت قد أدت الأمطار الحمضية إلى نفوق الكثير من تلك السلالات الحيوانية والتي أصبحت يتهددها الانقراض وذلك عاد إلى تأثيرها المباشر على غذاء تلك الحيوانات مثال سقوط الأمطار الحمضية على مكان يوجد به القوارض فقامت القوارض بالهجرة إلى مكان أخر غير موطنها الأصلي فنفق منها الكثير وبالتالي قلة أعدادها مما أثر على الحيوانات التي تتغذى عليها وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب فعند قيامها بتناول العشب النباتي الملوث بتلك المركبات السامة من الأمراض الحمضية تتأثر فينتج عن ذلك موت الأجنة والتشوه في بطون أمهاتها وتموت صغارها وتكون مضطرة إلى ترك موطنها الأصلي ذلك والبحث عن مكان أخر تعيش فيه .
ثالثاً :- الآثار الضارة للأمطار الحمضية على البيئة البحرية :- نتيجة هطول الأمطار الحمضية على المحيطات والأنهار والبحار فبالتالي تتلوث المياه والتي يعيش بها الأسماك والكائنات البحرية المتعددة وتقل قدرة الأسماك على القيام باستخلاص كمية من الأكسجين المذاب في الماء والضرورية لحياتها نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة بالماء وتلوثها بمركبات الرصاص والألومنيوم والزئبق وغيرها من المواد السامة وبالتالي تموت البويضات السمكية وتنفق الأسماك الصغيرة مما أدى إلى انقراض الكثير والعديد من السلالات السمكية مما نتج عنه تأثر أيضاً للعديد من أنواع تلك الطيور المائية والتي غذائها الأساسي هو الأسماك .
رابعاً :- الآثار الضارة للأمطار الحمضية على الحياة النباتية :- تؤثر تلك الأمطار الحمضية السامة على مدى ودرجة التوازن البكتيري للتربة فتعمل على قتل الكائنات الدقيقة الموجودة داخل التربة وبالتالي يحدث خلل كبير للغاية في عملية التخلص من البقايا النباتية فيها فينتج عن ذلك تكون طبقة سميكة تعمل على عدم وصول الماء إلى جذور النباتات علاوة على التأثير السلبي على جذور النباتات ومنعها من عملية الامتصاص الطبيعية لغذائها بشكلها السليم وعلى الجانب الأخر تقوم تلك الإمطار بالتفاعل المباشر مع أوراق النباتات فتعمل على سقوطها بشكل مبكر للغاية وبالتالي تأتي عملية جفاف النبات ومن ثم موته دون إعطاء أي محصول .