الوركاء مدينة نبضت بالحياة منذ قبل التاريخ وحتى العصر الاسلامي -

تعد مدينة الوركاء احدى المدن التاريخية العريقة في حضارة وادي الرافدين لما لها من ارث عظيم توالى على ديمومته أبناءها منذ عصر ما قبل التاريخ وحتى العصور الاسلامية . المنقب الاثاري في مفتشيه اثار ذي قار عامر عبد الرزاق الزبيدي تحدث لشبكة اخبار الناصرية باسهاب عن الوركاء وطالب الجهات المختصة بتوفير الدعم اللازم للحفاظ على اثارها المتبقية وحمايتها من اللصوص . يقول الزبيدي ان الوركاء مرت بعدة ادوار ابتداء بالدور العبيدي منذ 4500 عام قبل الميلاد وهو يمثل عصر ما قبل التاريخ ومرورا بعصر فجر السلالات الذي بدا قبل 300 سنة ق.م ومن ثم العصر الاكدي والعصر البابلي القديم والحديث. واكد ان الوركاء من المدن الوحيدة التي استمر تنبض بالحياة ويسكنها الناس من عصر ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية بسبب ما تحتويه من مقومات الحياة وقربها من نهر الفرات وظروفها المناخية التي تساعد على السكن بالإضافة إلى الموقع الجغرافي . واشار الى ان أهمية مدينة الوركاء تكمن بتميزها التاريخي فهي اول بقعة في الأرض اكتشفت فيها الكتابة قبل 3500 عام ق. م وبزغ منها نور المعرفة والكتابة الصورية ومن ثم إلمقطعية وبعد ذلك المسمارية . كما تعد الوركاء موطن لعبادة الآلهة أنوا وهو آلهة السماء ولهذا فهي موقع ديني مهم في العراق القديم ، فضلا عن انها تمثل مصدر انطلاق ملحمة كلكامش الشهيرة , حيث كان كلكامش احد ملوك مدينة الوركاء وهو الملك الخامس فيها. وذكر الزبيدي ان الأساطير السومرية كانت تؤكد ان الوركاء كانت اول مدينة شكلت برلمانا خاصا بها لتسبق بذلك الدول الاوربية والغربية ، حيث يتحدث التاريخ عن ان الملك كلكامش طلب اجتماعا للبرلمان في مدينته ابان حصارها من قبل مملكة كيش التي تقع أطلالها ألان في محافظة بابل موضحا ان البرلمان كان يتالف من مجلس للشيوخ واخر للشباب المحاربين . وتضم كلكامش اثارا متنوعة منها المعبد السومري والمعبد بابلي والمعبد ألاكدي ومنطقة لمعبد روماني فضلا عن زقورة الوركاء حيث تختلف عن زقورة أور. ومن ضمن المعابد معبد الفسيفساء وهو ما يعكس ان ارض العراق هي صاحبة اقدم اثر فسيفسائي وليست سوريا . وتزامنت حضارة الوركاء مع حضارة مدينة أور في الناصرية. واوضح ان من ضمن الموجودات ألان في مدينة الوركاء موقع اثري يسمى بيت اكيتوا وهو ما يعني رأس السنة ويمثل بيت احتفالات رأس السنة وهو عبارة عن قاعات كبيرة تضم مسارح للتمثيل , مشيرا الى ان المسرح والتمثيل كان ينطلق في بداية شهر نيسان مع رأس بداية السنة السومرية والبابلية وهو ما يعد أول مسرح في العالم . وذكر ان الوركاء نقبت لاول مرة في العام 1849 ثم في عشرينيات القرن الماضي وهي أكثر مملكة نقبت في العراق واستمر العمل بها الى عام 1987 من قبل الألمان , لافتا الى ان التنقيب توقف الان وباتت المدينة مهملة . وطالب الزبيدي باهتمام خاص لمدينة الوركاء وأور وكل المدن الأثرية في العراق التي تعد امبراطوريات العصر القديم والتي سبق وان ملكت الدنيا بأكملها . كما طالب بالاهتمام بالارث الحضاري من قبل الجهات والحكومات المحلية وان يخذوا على عاتقهم دعم دوائر الآثار بغية نقل صورة هذا الارث الى جميع العراقيين وإعطاء صورة مشرفة عن اثأر العراق . ودعا الى انشاء وزارة مستقلة ليس وزارة الدولة تخصص لها مالية وموارد تهتم بهذه المواقع الأثرية وتعيد تاهيل بعض المواقع الأثرية لتكون منتجع سياحي على غرار الدول المجاورة فضلا عن مطالبة منظمات المجتمع الحكومية والغير حكومية بحماية هذه المواقع من عبث اللصوص .