جائتك مشيا جموع الحشود
من كل صوب وفج بعيد
تسارع نحوك تطوي الدروب
كسيل يهدم كل السدود
وقد ساقها سوقا اليك الغرام
وعشق يدوي مثل الرعود
وتضحك لا تبالي بكل الصعاب
أتتك بعزم قوي حديد
جموع تظم النسا والرجال
من الكبار حتى الوليد
كانها تلبي نداء السماء
ليوم القيامة يوم الوعيد
تروم الوصول اليك اشتياقا
بلهفة صب محب عميد
لعلها تحضى بطيب اللقاء
فقبرك ينفح بعطر الورود
فراحت اليك تشد الرحال
فانت كعبة عشق تليد
بنى بيته هنا في القلوب
وسوف يبقى رفيق الخلود
ورثناه منذ قديم الزمان
من الاباء بعد الجدود
فطوبى لنا وانت الاباء
قتلت فينا هوان العبيد
وانقذتنا من ظلام الضياع
وايقضتنا بعد طول الرقود
فأنت الحسين حسين الصمود
تهاوى بعزمك عرش يزيد
سقيت الطغاة كؤوس الردى
وانت مسجى برمل الصعيد