بكتك الارض طه والسماء
فسال الدمع واشتد البكاء
أتدفن في الثرى تهدى للحد
وهل يدفن ويندثر السناء
فيا حزني عليك ولهف قلبي
فراقك في الحشا وجع وداء
رحيلك أظلم الدنيا علينا
يدب الليل لو ذهب الضياء
فقد كنت الطبيب لكل سقم
وكفك بلسم وبها شفاء
فيا بحر الندى قد فضت جودا
وجودك دائم وله بقاء
ويا فخر الورى لولاك كنا
عبيدا فينا قد عاث الشقاء
فجئت لتحيٌ الامال فينا
فما أن جئت اخضر الرجاء
بعثت لامة ما كان فيها
سوى جهل يعززه انكفاء
فأحييت النفوس وكن موتى
وجاء مجلجلا منك النداء
فراحت تستبق للمجد حتى
اتاها العز يعدو والاباء
وامطرت القلوب هدىً وحبا
فمات البغض وانتحر العداء
فوا اسفاه ما ان مت حتى
تعالى الشر وافتضح الخفاء
وأمست امة الاسلام حيرى
يجرجرها الى عبث دهاء
تفرق شملها وغدت جموعا
يكفر بعضها مات الصفاء