أشواق إلى امرأة غير مبالية:
عذبيني أكثر فأكثر، فأنا لا أسعد إلا عندما تعذبيني، قسميني إلى نصفين، اشطريني، قطعيني، وفتتي عظامي أنثريني كالرماد في وجه رياح حبك، واجعليني كالكحل في عينيك..
ميت أنا إن لم تحبيني، ضائع إن لم تأخذي بيدي، فدليني على الطريق، دعيني أمشي نحو ذاكرتك، احفريني قبرا في قلبك، ادفنيني في روحك، غطيني بأفكارك، واذبحيني برموشك..
أيتها الحسناء غير المبالية، دعيني أمشي في ظل ذلك الجدار الذي هو حياتك، أخاف إن خرجت عن ظله أن تحرقني شمس البعد، وشمس النسيان..
لا تذهبي حتى لا يفتح الحزن كيس حياتي، ويسرق منه أعواما طويلة.. عودي إلي حتى أتنفس هواك، فأنا أختنق عندما تبتعدين..
الناس يحبون أيها القمر، وأنا أشعر أني قد تجاوزت الحب، تجاوزته إلى شيء لا زالت القواميس لم تخترع له اسما، شيء أكثر من العشق والتتيم والهيام..
ألست أنت من حفرت آبار حبك في قلبي في أيام قليلة ؟
ألست أنت من جعلتني أشد الرحال نحوك، ذابحا بالتفاتتي عن قومي مئات النساء؟؟
ألم تكوني أنت من جعلتني أدرك أن للجمال سقفا وهو أنت ؟
كيف لا تبالين بحبي رغم كل القدسية التي رفعتك إليها ؟
أنا مؤمن تماما بأن لا أحد سيحبك أكثر مني، لا أحد سيحفر في تراب عشقك أعمق من الذي حفرت، فلماذا أشحت قلبك عني ؟؟
أسير الآن نحوك، وأنا أعلم أن ليس من الحكمة في شيء أن يسافر رجل من أجل امرأة مرات عديدة دون أن يجد ولو جوابا لأسئلته الحبلى.. أعرف أن العرف يوجب أن أتراجع، واللباقة تفرض أن أنصرف في المرة الأولى التي رفضت فيها مشاعري، لكن ماذا أفعل وأنا مسحور بحبك، مفتون بجمالك، ومقتول بتلك الأنوثة الصارخة في عينيك ؟
حقا لا توجد فتنة أشد على الرجال من النساء..
لا أريد لقميص حبي الآن أن يتسخ بالذكريات الأليمة التي صدرتها إلي، أطلب مستقبلا هادئا معك، هل ستتكرمين علي بذلك، أم ستمضغين قلبي وتبسقينه أمامي، مطحونا بأسنان الرفض النهائي ؟؟
سأنساك إن فعلت ذلك، لكن بعد أن يأكل الحزن جزءا كبيرا من حياتي، بعد الأشواق إليك، لن تكون هناك أشواق، ولا حب يأتيك من الشرق، ولا حتى مربيه سوف ترينه مجددا، لا شيء سوى الجفاف، بعدما أحبس عنك مطر عشقي..
أيتها المرأة غير المبالية..
تحدثي معي الآن..
قولي أي شيء سي**ر علي وحدتي وأنا أسير إليك..
ضمدي جراحي لعل الجرح يندمل..
أين أنت ؟
الشوق يأخذني إليك، ووجهك الصبوح يغمرني، لا أدري كيف اختلطت مشاعري، وصرت أهرطق حتى فقدت المنطق في عباراتي، وهاهي "تيدرﯕيت"، موطن الحب والأمل تتراءى أمامي، كأم حنون تنتظر ابنها، فأين أنت منها ؟
تحدثي إلي ربما أسمع كلماتك عبر الرياح..
المسيني ربما أحس بك عبر أشعة الشمس..
أو قفي مكانك، فأنا قادم نحوك
الحب قادم نحوك..
الحب الآتي من الشرق