النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

فلسفة المشروع الحضاري ونزعات التحرر

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 448 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    الراقي
    العراقي راقي
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,732 المواضيع: 1,752
    صوتيات: 11 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6659
    مزاجي: دائم الضحك
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: الفواكه
    موبايلي: جلكسي Note4
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد

    فلسفة المشروع الحضاري ونزعات التحرر


    فلسفة المشروع الحضاري ونزعات التحرر ... بحث في فلسفة التاريخ
    بقلم : د. وليد سعيد البياتي توطئة في المفاهيم:
    قد يبدو أن الصراع بين التحضر والتحرر صراعا تاريخيا كما فهمه معظم فلاسفة الغرب وبعض الفلاسفة الشرقيين، منطلقين من مفاهيم لغوية أكثر منها معرفية، حتى ساد الاعتقاد بأن التحرر المطلق هي: " نزعة إنسانية للخروج من القيود الافتراضية لكل من العقل والمجتمع "، وبالتالي تم اعتبار التحرر فكرة حضارية تبنتها الحضارة الغربية كأحد أهم أسس منظومة (الديمقراطية الليبرالية)، غير أن تكرار فشل هذه المنظومة في قيادة حركة التاريخ المعاصر قد قدمت برهانا عمليا على مغالطات هذا الاعتقاد الغربي في مفهوم التحرر، مما أدى إلى إعتراف بعض فلاسفة الغرب بالقصور الموضوعي لهذه النظرة كما فعل (فرانشيسكو فوكوياما) بعد تهافت نظريته في نهاية التاريخ.
    لاشك إن تنامي نزعات التحرر وفق المفهوم الغربي قد حدث بعد الحرب العالمية الثانية، غير أنه قد أسيء تصور هذا المفهوم من كونه مفهوما سياسيا يرتكز على أسس تاريخية كنتاج لما بعد المرحلة الكولينيالية (مرحلة الاستعمار) فتم افراغه من هذه الفكرة ليتحول إلى مفهوم اجتماعي يسعى لتحرير الانسان من القيود والالتزامات الاجتماعية والعقائدية لحساب تكوين الشخصية الفردية، وهذا بالتالي أدى إلى تنامي ظاهرة تفكك البناء الاسري والاجتماعي على السواء.
    من جانب آخر نرى أن الاسلام عقيدة وتشريعا قد نظر إلى التحرر من منطلقات حضارية تتأصل عند معايير رسالية عالية تتمثل بتحضير الامة وإخراجها من ظلمات الجاهلية إلى نور الحقيقة (الاسلام): " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور"، (1) حتى جعلت للفرد ككيان وللانسانية قيمة عليا نتيجة لربط حركة التاريخ بالتعالي (2) باعتبار قضية الجعل الالهي: " وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الارض خليفة " (3). فاصبح الفرد صانعا للتاريخ ومشاركا به بدلا من أن يصبح مجرد أداة تسخر لاغراض تاريخية وغير تاريخية. ومن هنا جائت قيمة أن تكون الامة الاسلامية شاهدة على مسارات بقية الامم.
    الاسلام مشروع الله الحضاري على الارض:
    قد يصبح هذا العنوان عنوانا رئيسيا لاحدى لدراساتنا المستقبلية في فلسفة التاريخ، غير إننا في هذا البحث الموجز نحاول إلقاء نظرة أولية على فلسفة هذا المشروع باعتبار ان البناء الحضاري هو احد اهم مشاريع الرسالات السماوية. فبينما توقع (هيجل) أن تؤدي حركة التاريخ إلى (تأليه) الانسان نتيجة لتزايد سيطرته (4) من جانب، او كنتاج للحروب والصراعات من جانب آخر، وهي رؤية ارتدادية يمكن أعتبارها نتاجا لتأثيرات الحضارتين اليونانية والهيلينية السابقة، في حين توقع (ماركس) هيمنة المجتمع الشيوعي عن طريق سيطرة البروليتاريا، غير أن فشل النظريتين لايعني بالظرورة ان يصبح النظام (الليبرالي) الغربي قائدا لحركة التاريخ كما أراده (فوكوياما) في (نهاية التاريخ والانسان الاخير) حيث انه هو الاخر لم يتمكن من تقديم فلسفة عقلانية لمفهوم (الحضارة والتحرر).
    لاشك أن الحضارة الغربية المعاصرة قد إستلبت القيم الاخلاقية والمعنوية للانسان، عبر تفكيك ذهنية الافراد وسلخها عن القيم العليا بعد ان وجهت افكار المجتمع لتبني قيم منحطة احلتها محل العليا، مما أدى بالتالى حدوث قصور في مفهوم الوعي الجمعي، إذ تم التركيز على الفردية والذاتية، وتأليه الانسان، مما اوجد مجتمعا غير متماسك فكريا وإن كانت توحده الحاجات الآنية، فسعت إلى إستبدال الفردوس الالهي بفردوس أرضي دنيوي، كما إدعى فولتير في عصره: " إن الحياة في باريس ولندن وروما أفضل من جنة عدن "، وهذه النظرة تمثل أدنى مستويات القصور الفكري لتلك الطروحات التي أسست للثورة الفرنسية.
    لكن فلسفة الاسلام الحضارية قد بينت حقيقة كل من الانسان والمجتمع وحددت العلاقات بينهم إنطلاقا من علاقتهم بالغيب، عبر تحديد معيارية جديدة وغير دنيوية لقيم الانسان: " يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبلائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ". (5)
    إذن فقيمة الانسان إلهية تتحدد بما هو يعقل من طبيعة العلاقة بينه والله، وهي علاقة لاتتحدد بالمعايير الدنيوية فالله لم يقل إن أكرمكم عندنا هو (أغناكم ولا أقواكم، ولا أكثركم مالا وولدا) ولكنه قال سبحانه (اتقاكم) وهذه لا تتأتى إلا من خلال إفراغ الذات لله، وتفعيل المدركات الانسانية والعقلية والنفسية في تحقيق غائية الوجود، فالنظرية التحررية التي نادى بها الاسلام تقوم على تحريره من الخضوع اللامتناهي لحاجاته وشهواته الدنيوية، وبالتالي خلصته من فكرة تأليه الذات، وربطته بالغيب من منظور عقلي وعملي، وفي نفس الوقت لم توقف نشاطه الدنيوي: " ولا تنسى نصيبك من الدنيا ". (6) غير أن قيمة هذا النشاط الدنيوي يتحدد بادراك غائية وجود الانسان في دورة الحياة.

    يتبع

  2. #2
    الراقي
    العراقي راقي

    رؤية إسلامية في المستقبل:
    سعت الثقافة الغربية إلى تقديم تصور يقول بعقلانية النظام الليبرالي الديمقراطي باعتباره أكثر الاشكال قدرة على الحكم، وهي نظرة قاصرة لا تقوم على أسس واقعية لانها تعطي للعقلانية صفة الاطلاق، بينما يتعامل الفكر الاسلامي مع العقلانية من مفهوم نسبي، فقيمة الرؤية العقلانية تقوم على كونها نسبية وغير مطلقة (ونحن هنا نتحدث عن عقلانية بشرية غير معصومة) وهذا المعيار هو معيار علمي يتفق مع الواقع الحياتي ولا يتناقض مع حركة التاريخ، فنسبية العقل تجعله في بحث دائم عن مطلق العقل (الله) وهذا البحث يتكرس بقيمة الرسالات السماوية، باعتبارها ستقود عبر الرسالة الخاتم إلى تحقيق غائية الوجود، وهذه لن تتحقق إلا بإرتباط الحياة بالغيب، ومن هنا ندرك إن النظام الليبرالي الديمقراطي غير قادر على تحقيق غائية الحياة لانه سعى إلى تأليه الانسان ونفيه عن الغيب، وبالتالي فهو لا يملك مقومات الاستمرار والخلود.
    لاشك إننا نسعى في مساراتنا إلى غاية، وهذه الغاية محددة المعالم وهي جزء أصيل في حركة التاريخ، بل إنه يمكن إعتبارها مستقبل هذه الحركة، فسعي الانسانية للتكامل في ربط الحياة بالغيب قد بدأ مشوار الختامية بالرسالة الخاتم، وهذه ستحقق غاياتها بظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه)، فالمهدي شخصية واقعية وهي تقع في صلب التاريخ وليس خارجه، ولعل قيمة طول (الغيبة الكبرى) أن يكون المهدي مستوعبا لحركة التاريخ وشاهدا على كل التفاعلات السلبية والايجابية، وبالتالي تصبح للغيبة قيمة الشهادة التاريخية، ففي الوقت الذي تتخلى فيه أوربا عن الديمقراطية التي نادى بها الفيلسوف (مونسيكيو) (7) والتي دعت وقتها إلى الفصل بين السلطات، نجد أن النظام الاوربي المعاصر قد بدا يعاني من خضوع السلطات لحساب رؤوس الاموال وللقيادات العسكرية، وخاصة أن الاعلام كسلطة رابعة يفترض بها ان تكون مستقلة لكنها اصبحت جزأ من نظام السلطة الحاكمة مما افقدها مصداقيتها كمراقب عام. وبالتالي أدت إلى ضياع الحقيقة لدى المتلقي، فغالبا ما يعتمد المجتمع على البيان الاعلامي لمعرفة الحدث اليومي والطبيعة السياسات الداخلية والخارجية للدولة.
    لاتختلف الثقافة الاسلامية عن بقية الثقافات في الحاجة المستمرة إلى تفسير حركة التاريخ عبر القاء نظرة موضوعية على الحدث الاني، غير أن ذلك يجب إلا يكون مجرد فعل لايجاد قناعات سلبية بالواقع المعاش، أي إن لا يصبح الواقع هو غاية ما يجب ان تنتهي اليه الاحداث. وهذا سيعني بالضرورة تطوير آليات البحث المستقبلي كي تتمكن المجتمعات من تحقيق غاياتها بطرق اكثر مرونة من مناهج التفكير الكلاسيكية، فقد اصبح على المجتمع الاسلامي ان يستفيد من الجوانب الايجابية من المعارف الحديثة دون الاخلال بالاسس والعقائد الاسلامية الاصيلة، وفي حالة وجود تعارض او تنازع قانوني فالابقاء على المناهج القديمة يكون أولى بل هو الواجب شرعا، وقد نرى تجربة الجمهورية الاسلامية في ايران كمعيار واقعي من التاريخ المعاصر، حيث استطاعت وفي فترة قصيرة (ثلث قرن) (8) أن تصبح قوى عظمى في المنطقة، بل ان المزاوجة بين مناهج التفكير المتعددة والاخذ بالجوانب الايجابية في كل منها قد منح الجمهورية الاسلامية حيوية حركية مكنتها من ان تقف بوجه القوى العظمى دون الحاجة إلى الخضوع لاتفاقيات مذلة. (9) وبذلك فقد حققت مشروعها الحضاري في الانعتاق من السيطرة الغربية وحافظت على عراقتها الحضارية من منطلقات اسلامية بحتة باعتبار ان مشروعها الحضاري المستقبلي قد تبنى منذ البداية الفكر الاسلامي كمنهج حضاري.
    ......................
    1- البقرة/257.
    2- التعالي (Transcendence): يعني التعالي أن الله متعالي على الكون والوجود الكلي، باعتبار انهما مخلوقان والله هو الخالق، فالتعالي في فلسفة التاريخ يكون تعبيرا مرادفا (للغيب). أما في الفلسفة الانسانية، فالتعالي معناه أن الانسان لايكون مقيدا باللحظة الانية ولكن يتعالى عليها ليحقق غاياته في الاتي (المستقبل). ومن هنا نقول انه لايمكن أيجاد منظومة معرفية خارج التعالي.
    3- البقرة/30.
    4- أنظر، كار (E.H. Carr) ما هو التاريخ (What is History)/111.
    5- الحجرات/13.
    6- القصص/77.
    7- مونتسيكيو، جارلس لويس (1698 – 1755) يعد احد فلاسفة التنوير قبل الثورة الفرنسية وامتاز بوضعه كتاب (روح الشرائع)، كما يعد من مؤسسي النظام القانوني في اوربا.
    8- لاشك ان منجزات هذه الثورة العملاقة قد ساعدت على طرح منظور اسلامي متقدم، واستطاعت أن تعيد الى الفكر الاسلامي مكانته التطبيقية التي حاولت الحضارة الغربية طمسها في عهد الشاه، وكما فعل ايضا حزب البعث في العراق من محاولات لاجهاض الفكر الاسلامي التقدمي التي حمل مشعلها في مرحلة الستينات والبعينات شخصيات اسلامية كبيرة، ومن هنا كانت عمليت اغتيال مجموعة من اعلام التغيير مثل محمد باقر الصدر في العراق (1980) حسن الشيرازي في لبنان (1980) مهدي الحكيم في السودان (1988) وقبلهم تغييب موسى الصدر (25/8/1978)، ولابد من الاشارة إلى أن مجموع من اغتالهم نظام البعث وصدام منذ سنة (1970) وحتى سنة سقوط النظام (9/3/2003) هم اكثر من (124) عالم دين في العراق فقط.
    9- اشارة إلى الاتفاقية العراقية - الامريكية


  3. #3
    من اهل الدار
    Moon light
    تاريخ التسجيل: August-2016
    الدولة: في ذكريات الطفوله
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,764 المواضيع: 405
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 7621
    مزاجي: عجوزي ^_^
    شكرا لك

  4. #4
    من اهل الدار
    فــــوبيا
    تاريخ التسجيل: September-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 3,899 المواضيع: 296
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3559
    مزاجي: كما تريد
    المهنة: عامل تنظيف دردشة
    أكلتي المفضلة: عيناكِ
    موبايلي: آيفون
    آخر نشاط: 8/December/2020
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى فوبـــيا
    أسعدت مساءً صديقي ، اختلف مع الرجل في الفقرة الثانية ( رؤية إسلامية في المستقبل ) ، فقد وازن بين النظريتين ( الإسلامية / الليبرالية ) ومن ثم وقف موقفا مناوئا من الليبرالية ، ألم تكفل المنظومة الإسلامية معظم المظاهر التي تنفتح عليها الليبرالية ؟ ( تسامح ، احترام رأي ، ضمان حقوق ، حربة التعبير ، حرية المعتقد .... الخ ) ولا أدري حقيقة ما علاقة نسبية العقل أو قل العقل بكليته بما ذهب إليه الرجل ؟ أي ربط بين نظرية الإسلام بنسختها الأخلاقية بالمظهر العقدي لا يؤهلها لأن تكون طرفا آخر مقابل نظرية عرفية إنسانية من شأنها تأثيث حياة الإنسان وتنظيمها ، ينبغي الالتفات بشكل دقيق لهذه المسألة ، النسخة العقدية لنظرية الإسلام لا علاقة لها بالعقل بوصفه ماكنة منطق وأسئلة متوالية ، العقائد تخص القضايا الغيبية وهي مرتهنة بايمان الإنسان وعلاقته بربه ، والرجل جاء بأمثلة ومقاربات متناقضة ومحصورة في جهة دون أخرى ، محبتي لك

  5. #5
    الراقي
    العراقي راقي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫..* همـس المشاعـ♪ـر *..♫ مشاهدة المشاركة
    شكرا لك
    الشكر لطيب مرورك

  6. #6
    الراقي
    العراقي راقي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج محمد مشاهدة المشاركة
    أسعدت مساءً صديقي ، اختلف مع الرجل في الفقرة الثانية ( رؤية إسلامية في المستقبل ) ، فقد وازن بين النظريتين ( الإسلامية / الليبرالية ) ومن ثم وقف موقفا مناوئا من الليبرالية ، ألم تكفل المنظومة الإسلامية معظم المظاهر التي تنفتح عليها الليبرالية ؟ ( تسامح ، احترام رأي ، ضمان حقوق ، حربة التعبير ، حرية المعتقد .... الخ ) ولا أدري حقيقة ما علاقة نسبية العقل أو قل العقل بكليته بما ذهب إليه الرجل ؟ أي ربط بين نظرية الإسلام بنسختها الأخلاقية بالمظهر العقدي لا يؤهلها لأن تكون طرفا آخر مقابل نظرية عرفية إنسانية من شأنها تأثيث حياة الإنسان وتنظيمها ، ينبغي الالتفات بشكل دقيق لهذه المسألة ، النسخة العقدية لنظرية الإسلام لا علاقة لها بالعقل بوصفه ماكنة منطق وأسئلة متوالية ، العقائد تخص القضايا الغيبية وهي مرتهنة بايمان الإنسان وعلاقته بربه ، والرجل جاء بأمثلة ومقاربات متناقضة ومحصورة في جهة دون أخرى ، محبتي لك
    صحيح جدا مانوهت له
    احسنت استاذ وفي الحقيقه انا اليوم فقط اطلعت على بحوث هذا الاستاذ الكاتب وهي كثيره في هذا المجال ولازلت اطالعها
    ولااخفي عليك وجدت في بعض بحوثه مايدل على انه كاتب مقالات وليس باحث في فلسفة التاريخ او على الاقل هكذا شعرت
    امتناني لتواجدك وشكرا جزيلا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال